حمدى رزق
رعاية رئاسية حانية لأطفال ضمور العضلات..
يوم تكالبت علينا الكلاب واستعر شرّهم..
عَلَى ذِكْرِ النَّجَاشِى..
مصر خالية من فيروس (C)
وعلى محرك بحث ياهو! Yahoo! Search
 
تبحث عن أخبار مصر، فتقفز فى وجهك، تلطمك، أهم عشرة أخبار مصرية، يطالعها الملايين حول العالم.
 
حاجة تحزن، سوى خبر واحد يفرح القلب (أول حافلة كهربائية محلية الصنع)، بقية الأخبار تغم النفس، أخبار وهمية موهومة متوهمة، لا تعبر عن مجتمع ناهض، وعن خلية عمل نشطة بطول وعرض البلاد، تحس أنها مصر تانية، مصر الأخرى، مصر التى نعيشها، وتعيش فينا ليست هكذا..
 
بالترتيب يتصدر الأخبار:
«فتاة المايوه» فى مصر: منعونى من السباحة لأننى محجبة.
 القبض على مصرى نشر فيديو ساخرًا من الطقس السيئ فى الكويت!
الراقصة دينا تثير الجدل حول تغيّر شكلها وخضوعها للتجميل!
 أوهم الجميع بفقره.. وفاة مليونير مصرى عاش حياته على المعونات!
 علا غانم فى نوبة بكاء على الهواء مباشرة لهذا السبب.
 واقعة «فتاة الفستان» تصل مجلس النواب المصري!
 مصر تكشف عن أول حافلة كهربائية محلية الصنع.
 مقتل مدرب سباحة فى «الأهلى المصري» على يد زميله بعد الاحتفال بالفوز على الترجى التونسى.
 هالة سرحان تثير غضب الجمهور بصورة بعد دفاعها عن ياسمين صبري.
 حقيقة زواج حسام حبيب على شيرين عبدالوهاب!
 
أعلاه، صورة مصر على ثالث أكبر محرك بحث فى الولايات المتحدة والعالم، يخاطب ٢٨ سوقًا، بـ٤٥ لغة بينها العربية، ولو بحثت فى «جوجل» ستحصد نفس الحصاد المر، ولو طالعت مواقع القنوات العالمية والإقليمية والصحف ستصل إلى نفس النتائج المحزنة.. جرب لتصدق!
 
هل هذه صورة مصر، طلاق وجواز، وتنمر وتحرش، وفستان وبوركينى، وحسام وشيرين، وجواز وطلاق، وعفاريت وآثار، وزئبق أحمر، ونقاب وحجاب.. تحس أننا فى سنة أولى مدنية!
 
فين مصر الحقيقية، من ذا الذى يتعمد إخفاء مزارع الشمس العملاقة فى بنبان فى أسوان، ويمكن رؤيتها من الفضاء، فين المشروعات، والمعارض والمتاحف والصناعات والزراعات، فين مدن الجمهورية الجديدة، مرورًا بالكبارى والأنفاق، والعاصمة الإدارية، ومشروعات تبطين الترع والمصارف، وإعمار القرى (حياة كريمة) والقضاء على العشوائيات والأمراض المتوطنة والسارية.. ومنين نجيب ناس.. هل هذه صورة وطن ينهض من كبوة الاحتلال الإخوانى البغيض، وطن يمم وجهه شطر الشمس المشرقة تنعكس على وجهه طموحًا.
 
ناهيك عن اهتبالنا عالميًا بقضية نائب الجن والعفاريت وتوابعها، وفتيات التيك توك ونحيبهن، وجرائم التوك توك وإجرامهم، وفاصل فتاة البوركينى، وثورة الفساتين فوق وتحت الركبة.
 
صورة مصر فى الفضاء الخارجى ترسمها أخبار من هذه النوعية السوداء، ألوان غامقة لصورة دولة تصطخب بالإنتاج والتصدير والإعمار، دولة تعالج أمراضها المتوطنة والمزمنة والسارية، دولة فرض عليه التحدى (الإصلاح الاقتصادي)، فقبلته، ومرت من قسوته لتضحيات جسام من شعب عظيم.
 
كل شبر فى الوطن تتوفر على إعماره خلايا شبابية نشطة، فى تزاوج فريد بين ما هو عسكرى وما هو مدنى، بين ما هو خاص وقطاع أعمال، وطموح استثمارى واعد.
 
 مشروع واحد من ١١ ألف مشروع بطول وعرض البلاد كاف لرسم صورة جميلة، مزارع الرياح، ومزارع الموالح، رائحتها تعبق الأجواء، للأسف لا يذاع لها خبر.
 
الأخبار النافقة كالجثث النافقة تطفو على وش الميه، على محركات البحث من ياهو إلى جوجل يا قلبى لا تحزن، واسأل جوجل يقولك ماهى الأخبار التى تروج عن مصر، أخبار محلية الصنع تصدرها منصات مصرية عن فبريكات مصرية، تقتات على الجرائم العائلية والشذوذ الأخلاقى، ومخلفات نجوم المرحلة، وتغريدات إخوان الشيطان، وتتويتات أولاد الأفاعى والحيات، يكرهون كل ما هو مصرى حصرى.
 
تخيل افتتاح معرض الكتاب، وافتتاحات بطول وعرض البلاد، من جرجوب شمالًا وحتى برنيس جنوبًا، لا تجد مساحة لخبر على المحركات العالمية المزدحمة بأخبار سواقط القيد الوطنى.
 
معلوم، الغرض مرض، يبحثون عن المخلفات فى صناديق القمامة، يقتاتون القبح، ويتبضعون السيئات، ويتربصون بالعورات المجتمعية، والتصدير من المنتوجات المحلية، المكون المحلى مائة بالمائة، منصات مفروض أنها وطنية تسوقها بضاعة رخيصة ملفوفة فى لفافات مفضضة أشبه بالمخدرات الرخيصة، وللأسف زبائنها حاضرون، متلهفون لتعاطى الأخبار المخدرة التى يسوقها أصحاب الدواليب السوداء على قارعة الفضاء الإلكترونى.
 
صورة مصر خارجيًا تحتاج إلى شغل حقيقى على منصات البحث العابرة للحدود، إلى خلية إعلامية ناطقة باللغات الحية قادرة على عكس الصورة الحقيقية لمصر الحديدة دون مساحيق تجميلية رديئة كالتى تسوقها هذه الدكاكين الإعلامية التى تتاجر فى الصنف المخلق من مواد سامة، تسمم الأبدان!
نقلا عن الوفد