ينتظر العاملون في القطاع السياحي المصري خلال الأيام المقبلة جني ثمار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، برفع الحظر المفروض منذ عام 2015 على تسيير الرحلات الجوية إلى منتجعات مصر.

قرار الرئيس الروسي يراه النائب عمرو حسين هندي، وكيل لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب المصري، "إيجابيا للغاية لكنه جاء متأخرا بعض الشيء، لأن مصر بلد أمن وأمان، وقامن القيادة السياسية خلال الفترة الماضية بتقديم كل إجراءات السلامة لجميع المتواجدين على أراضيها".

وتابع هندي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "القرار له مردود إيجابي مهم على السياحة المصرية، التي تمثل وجهة سياحية فريدة لمختلف دول العالم، بجانب ما تقوم به من سيطرة قوية على تفشي فيروس كورونا، والعمل وفق إجراءات احترازية مشددة".

وثمّن المساعي المصرية في عودة السياحة لسابق عهدها، قائلا: "جهد ممتاز قام به الجميع بداية من القيادة السياسية، كمان أن وزارة السياحة عملت بجهد وافر، ونسقت أيضا مع جميع الوفود القادمة التي سنراها خلال الأيام المقبلة".

وعن مناقشة لجنة السياحة والطيران المدني القرار وتأثيره والاستعداد له، أوضح: "لم نناقش شيئا بعد في اللجنة، ولكن ننتظر لنرى سير الأمور خلال الفترة المقبلة وعودة السياحة، وحينها سيكون بالتأكيد هناك حديث داخل البرلمان".

وكان بوتن قد وقّع مرسوما رئاسيا يقضي بمنع شركات الطيران في روسيا من تسيير أي رحلات إلى مصر، باستثناء التي تتوجه إلى العاصمة القاهرة.

جاء قرار الحظر على خلفية كارثة تحطم طائرة الركاب الروسية الشهيرة، التي أسفرت عن مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.

قرار "تاريخي"
في الوقت نفسه، أشار مستشار وزير السياحة الأسبق، وليد البطوطي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "السياح  الروس لم يتوقفوا عن الذهاب لمصر خلال الفترة الماضية، ولكنهم كانوا يتكبدون أموالا إضافية عن طريق السفر لدول أخرى للوصول إلى هنا، وهو أمر قاس على العديد منهم، لذلك فالقرار تاريخي، وسيكون له تأثير إيجابي كبير للغاية على المنظومة السياحية في مصر".

وتابع: "من الأشياء الإيجابية في السائح الروسي أنه كان يزور مصر لأكثر من مرة في العام الواحد، فهو سائح متجدد كما نقول، بخلاف أنه على المستوى الاقتصادي نراه قويا ويفيد الفنادق والرحلات، بجانب إمداد مصر بالعملات الصعبة التي تحتاجها".

كما أشاد البطوطي بما تم خلال الفترة الماضية من إنجازات في هذا المجال، قائلا: "الأوضاع الآن أصبحت مختلفة تماما، فخلال العامين الماضيين مصر عملت بشكل مميز على البنية التحتية، ورفع مستوى الخدمات ومستوى الوسائل الاحترازية في جميع المنشآت السياحية".

علاقات متينة
وفي تصريحات صحفية، علق القنصل الروسي بالغردقة، فكتور بوليتاف، على إعلان عودة رحلات الطيران الروسية إلى المنتجعات السياحية المصرية.

وقال: "العلاقات بين مصر وروسيا علاقات متينة، وأرحب بعودة رحلات الطيران بين البلدين. سيفتح القرار أبوابا جديدة في العلاقات بين القاهرة وموسكو".

وأشار القنصل الروسي إلى أنه "كمواطن ودبلوماسي روسي، يشعر مثل جميع الجالية الروسية في الغردقة بالفرحة والسعادة لاستئناف رحلات الطيران بين البلدين، خاصة أن وقت الرحلة لن يستغرق سوى 4 ساعات فقط، مؤكدا أن مصر هي المقصد السياحي الأول للروس، خاصة الغردقة وشرم الشيخ".

صناعة مهمة
وفي حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، تطرق البطوطي إلى أهمية قطاع السياحة بالنسبة لمصر، وقال: "كانت هناك توعية كبيرة لجميع العاملين خلال الفترة الماضية، وهم الآن الأكثر حرصا على عودة السياحة والإشغالات للفنادق، فالأزمة الأخيرة كانت قاسية وطاحنة للغاية على الجميع، وأعلمتهم بأن السياحة صناعة مهمة للغاية".

وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية، "كانت تأتي لجان معاينة وتفتيش، وتم التأكد من أن مصر تعمل بشكل متميز فيما يتعلق بوسائل الأمان، ثم بناءً على تقارير داخلية تم تحديد أنها وجهة آمنة مع توصيات بالتحرك الآمن لمصر".

وأكد مستشار وزير السياحة الأسبق: "خلال الساعات المقبلة سنرى الوفود الروسية قادمة إلى مصر في رحلات مباشرة، ولكن علينا أن نشيد بدور العلاقات السياسية الدبلوماسية، فكان وزير الخارجية سامح شكري دائم الطلب في زياراته الخارجية بعودة السياحة".

وحذر المسؤول من المخالفين، قائلا: "الدولة تضع نظاما واضحا للجميع، وبشكل منضبط، ومن يتربح بشكل غير قانوني سيرى بنفسه الردع المناسب وقرار الغلق ينتظر منشأته، فوزير السياحة والآثار خالد العناني صارم للغاية في تطبيق القانون، والنتيجة سوداء على المخالفين".

انفراجة كبيرة
ويشيد الخبير السياحي، سعد الشامي، بالقرار الذي يراه "منصفا" بسبب ما تقوم به مصر من إجراءات ومشاريع عملاقة تخدم الدولة والسياحة، بجانب أنه يمثل "انفراجة كبيرة للقطاع الذي عانى كثيرا خلال الفترة الماضية".

وأكد لموقع "سكاي نيوز عربية": "السياحة الداخلية أنقذت القطاع السياحي كله من الانهيار في وقت ما، وبدأ عدد كبير من العاملين والشركات في تغيير أنشطتهم بسبب حالة الركود الصعبة، بجانب أزمة كورونا التي ضربت جميع دول العالم".

وأوضح: "السياحة الروسية مهمة لمصر، فعلى سبيل المثال دخل مصر عام 2009 أكثر من مليوني سائح، وارتفع الرقم لأكثر من 3 ملايين عام 2014، وهو رقم كبير ومنعش للقطاع بأكمله".