توفيق اكلمندس

اولا وقبل كل شيء الله يرحمها. وثانيا كانت امرأة عظيمة كعدد كبير من المصريات... ولها خصال عظيمة وانجازات جليلة ولها عيوب وتصرفات بالغة السوء والسلبية. المشكلة اننا لا نحب في مصر الحديث عن الوجه المظلم للرموز... وكانت رمزا لقيم احبها وحققت الكثير للمرأة المصرية. 
 
لن اتحدث عن الوجه المظلم احتراما لمشاعر الكل واكتفي بالقول ان الخطاب الذي يعاديها يعاديها لأنه لا يحب ظهور المرأة في المجال العام ولأنه لا يحب ما حققته للمرأة وانا احسب كل هذا جزءا هاما من حسناتها. 
 
ما هو عظيم في جيهان السادات هو انها فهمت في مطلع الستينيات ان حرم المسؤول يحب ان تكون وجها مشرفا مشرقا مثقفا. وفهمت ان حظها من التعليم قليل فركزت علي التعلم وعلي التثقيف الذاتي وعلي الارتقاء بذوقها وبحسها الفني ونجحت نجاحات باهرة. واصبحت وجها ساطعا وصاحبة شخصية قوية وجذابة تملك مهارات استثنائية. 
 
ويمكن القول انها ساعدت زوجها مساعدة قوية فى سعيه الي الرئاسة. من ناحية كان ناصر معجب بذكائها وثقافتها وبحديثها وبمهاراتها في الطبخ وكان كثير المجالسة لزوجها ولها لا سيما بعد وفاة عامر.  ومن ناحية اخري لعبت دورا في إفساد العلاقات بين ناصر وحسين الشافعي.  
 
ما لا يمكن وصفه هي كاريزما جيهان السادات. اجمع عليها الجميع. 
 
وفعلا شرفت مصر ايام رئاسة زوجها. ولعبت دورا هاما في قضايا كثيرة منها رعاية المصابين ووضع المرأة الخ. سيركز غيري علي هذا وسيكون محقا في هذا.
 
للوجه المظلم جانب مؤكد لا اريد الخوض فيه.  وجانب غير مؤكد استطيع ذكره... بدا لي احيانا ابان حكم السادات ان مواقفها من المسيحيين....اقصد مواقفها العلنية...اكثر حدة من مواقف زوجها وكأنها ارادت اثبات ان اصول والدتها المسيحية لم تؤثر فيها. قد اكون ظالما ولكنني كونت هذا الانطباع في السبعينيات. 
 
الله يرحمها وليغفر لها ولنا كلنا