كتبت - أماني موسى
وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى قصر الشعب استعدادًا لبدء مراسم القسم الدستوري، وألقى الأسد أمام الشعب السوري '> مجلس الشعب السوري خطاب القسم ليحدد فيه توجهات البلاد خلال السنوات السبع القادمة.

وقال الأسد في كلمته، أيها الشعب العزيز أيها الشعب الصامد أحييكم تحية الوطن الراسخ في زمن السقوط، الشامخ في زمن التهافت والخنوع، تحية الشعب الذي حمى وطنه بدمه، وحمله أمانة في القلب والروح، فكان على قدر مسؤوليته التاريخية حين صان الأمانة وحفظ العهد، وجسد الانتماء في أسمى معانيه والوحدة الوطنية في أبهى صورها، وأثبت للعالم من جديد أن قدر سورية أن تمنح التاريخ ملاحم يقرأ صفحاتها كل من يريد أن يتزود بدروس الشرف والعزة والكرامة والحرية الحقيقية.

وتابع، لقد برهنتم بوعيكم وانتمائكم الوطني خلال الحرب، أن الشعوب الحية التي تعرف طريقها إلى الحرية لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب، ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب وعديد المرتزقة والمأجورين، وكانت وقفتكم بالنسبة لكل عدو صدمة، ولكل خائن عبرة، فقد أرادوها فوضى تحرق وطننا، فكان أن خرج من رحم انتظامكم للدفاع عن الوطن ترياقاً يقوض أهدافهم، أرادوها تقسيماً استكمالاً لما قسمه اسلافهم قبل مئة عام فلجمتم  أوهامهم وأطلقتم بوحدتكم الوطنية في الوطن والمغترب رصاصة الرحمة على مشاريع فتنتهم الطائفية والعرقية، وأثبتم مرة أخرى وحدة معركة الدستور والوطن، فثبتم الدستور كأولوية غير  خاضعة للنقاش أو للمساومات، لأنه عنوان الوطن ولأنه قرار الشعب.

مضيفًا، بالرغم من قسوة الظروف إلا أن الإصرار على  التفاعل الشعبي الكبير مع تلك المناسبة على امتداد الأسابيع التي سبقت التصويت، كان سيد الموقف، ذلك التفاعل في المدن والبلدات والقرى، لدى الأفراد والعائلات والعشائر التي تفخر بانتمائها لوطنها، والتي نفخر بانتمائنا إليها، لا يمكن وصفه إلا بحالة سمو وطني، ولا يمكن تفسيره إلا بكونه وعياً وطنياً عميقاً لمعاني الاستحقاق ولمصيريته، بالنسبة لوجود الوطن ومستقبله واستقراره، كل ذلك لم يكن جديداً على شعبنا، فهي ليست المرة الأولى التي يظهر فيها رقيه الوطني في مراحل مفصلية، لكن تكرار الأفعال لا يعني تكرار النتائج، لأن النتائج تتبدل بحسب الظروف.