كتب – روماني صبري 
مع اقتراب عملية الملء الثاني لسد النهضة، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على عدم جواز استمرار التفاوض مع إثيوبيا إلى مالا نهاية، مشيرا إلى أن بلاده لم تهدد أحدا على مدار التاريخ على الرغم مما تملكه من قوة عسكرية والتي ظهر منها جزء بسيط في مناورة قادر 2021.
 
 من جانبه أكد القائد العسكري بمنطقة  متكل الإثيوبية حيث يوجد سد النهضة الجنرال أسرات دينيرو، أن الجيش الإثيوبي في حالة تأهب قصوى لإنجاز المرحلة الثانية لتعبئة السد، وأضاف أن شعب بلاده بأكمله يتابع عملية بناء السد، وأشار دينيرو إلى أن الجيش مستعد لمواصلة النصر وإكمال الجولة الثانية من إمدادات المياه بنجاح، حيث أكد ذلك عن قرب، فكيف تفهم تصريحات الرسائل المتبادلة بين الطرفين؟ وما هي الخيارات المقبلة للقاهرة والخرطوم؟ ثم ما دور المجتمع الدولي في هذه الأزمة؟ .
 
ما خفي كان أعظم
لمناقشة القضية، قال العميد سمير راغب، الخبير العسكري والاستراتيجي :" مصر وكل دولة متطورة عسكريا لا تظهر أسلحة الردع الحقيقية التي تمتلكها والتكتيكات التي تظهر وقت العمليات خلال المناورات والإعلام، بل تكون مفاجأة إستراتيجية.
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، اللي بيظهر في حد ذاته من أسلحة ومعدات وتكتيكات هو مخيف لأي دولة تفكر في العدوان على مصر، وما خفي كان أعظم، والجميع يعلم ذلك.
 
لافتا :" جميع العمليات التي خاضتها مصر كشفت خلالها عن مفاجأة إستراتيجية، والقاهرة لا ترغب في الخيارات الصعبة، أيضا لا ترغب في زيادة جراح الشعب الإثيوبي.
 
مشيرا:" فهو شعب يعاني من الهزائم المتكررة والمستمرة في إقليم تيجراي، وصور الأسرى والمعدات وغنائم الحرب التي حصل عليها الإقليم بالطبع تؤلم الشعب الإثيوبي وهو شعب شقيق ولا ذنب له أن من يحكمه يسعى لشيطنة دول المجاورة.
 

 
نراقب التحركات العسكرية 
ما الذي فهمه الجانب الإثيوبي من رسائل الرئيس المصري ؟، وردا على هذا السؤال قال محمد العروسي محلل سياسي من إثيوبيا التي تواصل المماطلة في ملف سد النهضة :" التوجه الإثيوبي بشكل عام يراقب هذه التصريحات والتحركات السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي توجه إلينا بنوع من التعقل والحكمة .
 
مضيفا :"لان لدى إثيوبيا اعتبارات شعبية وأمنية وقومية، إذا كانت هذه التصريحات لا تراعي هذه الاعتبارات، ليس بالضروري ان تقوم إثيوبيا بمراعاتها إلى ابعد الحدود.
 
مصر لا تهدد بل تنفذ 
وشدد العميد سمير راغب، الخبير العسكري والاستراتيجي:" مصر اقرب إلى حل أزمة السد الإثيوبي بما يحقق المصالح المشتركة، إن كان بالترغيب فمرحبا ومصر قدمت محفزات كثيرة بما فيها الربط الكهربائي ومنح أديس أبابا كهرباء بسعر مناسب، ان تشارك في مشاريع إعمار، إذا الترغيب موجود.
 
وتابع :" أما فيما يخص الترهيب فمصر لا تهدد احد، وعمرها ما بتهدد هي بتنفذ على طول، ونتذكر إننا صحينا في فبراير من عام 2015 على خبر قيام القوات الجوية المصرية بتنفيذ عمليات عسكرية ضد معسكرات للإرهابيين في ليبيا.
 
موضحا :" كذلك في مايو 2017، رغم إن ليبيا واقعة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يعني ممنوع التدخل العسكري فيها، رغم ذلك مصر تدخلت ولم يجرؤ احد ان يعلق على هذا التدخل، كون الموضوع يتعلق بالأمن القومي للقاهرة.