"اسباب تخلف الريف المصري"
افكار للتأمل: نبيل صموئيل
 
في إطار إعلان الدوله لتبني خطط طموحه لتنميه الريف المصري خاصه في صعيد مصر وهو توجه مُلح محمود ومُقدر جدا.
فمن المناسب  ان ندرك معا الأسباب التي ادت الي تدهور الريف المصري.
 
فقد تدهورت أحوال الريف المصري خاصه في الصعيد بدرجه كبيره ويرجع هذا التدهور الي هذه الأسباب وغيرها:
 
- زياده معدلات الفقر بين الريفيين بسبب انخفاض الإنتاج الزراعي والحيواني والداجني، وترك الكثير من الفلاحين مهنه الزراعه وتحولهم لمهن أخري، وقد ادي ذلك الي تحول القريه المصريه والبيت الريفي من الإنتاج الي الإستهلاك، فأصبح البيت الريفي لا يقوم بعمل ما يحتاجه من خبز ومنتجات ألبان وخلافه بل يعتمد علي شرائه، فاصبح الريف المصري متخم بمحلات الأطعمه والمخابز وغيرها وذلك مثل المدن لكن بثقافته الريفيه، وهو ما زاد الأعباء الماليه علي الريفيين ومع نقصان الدخل يتفاقم الفقر في هذا المناطق، وربما يكون نسبه من يقعون تحت خط الفقر المدقع يكونوا في هذه المناطق.
 
- زياده معدلات الاميه في الريف المصري نتيجه للزياده السكانيه وقله عدد المدارس الجديده، ونتيجه لانحدار العمليه التعليميه في المدارس القائمه، فتزداد معدلات التسرب والإرتداد للإميه، كما أن الأسر الفقيره تضطر لإعتبار الأبناء مصدرا لزياده الدخل فيدفعهم ذلك الي ترك المدارس وبالتالي تزداد معدلات الأميه وليس القرائيه فقد إنما انتشار الأميه في نواحي الحياه المختلفه.
 
- الضعف الصحي العام لسكان المناطق الريفيه نتيجه لتدهور الخدمات الصحيه من الوحدات الصحيه التي أُنشأت منذ ستينيات القرن الماضي في هذه المناطق، وغياب التوعيه الصحيه، كما تفتقر الكثير من هذه القري الي مصدر للمياه النقيه، والغالبيه منها تفتقر للصرف الصحي، بجانب تفشي بعض البرك والمستنقعات مصدرا للحشرات والآفات الضاره بالصحه، وكذلك إنتشار العادات الصحيه الضاره، الي جانت اعتماد القرويين علي اشخاص غير مؤهلين للتعامل مع مشاكلهم الصحيه كحلاق الصحه والدايه وغيرهم، وهذا كله واسباب أخري يؤدي الي الضعف الصحي العام وانتشار الامراض والأوبئة.
 
- ورغم أن المرأه الريفيه تتحمل العبء الأكبر في حياه الريفيين فهي تعمل في البيت الريفي والحقل وفي تربيه المواشي، إلا أن هناك تمييزاً حاداً بين الرجال والنساء، وبين الابناء ذكورا وإناثًا، وهذا التمييز القاسي تتحمله المرأه وتدفع ثمنه من صحتها وعمرها فهي عليها أن تحتمل للحفاظ علي بيتها، وهذا الفكر السائد بين أهل القريه، والتمييز الحاد بين الأبناء يجعل فرص الذكور للحياه تعلو بكثير عن فرص البنات، فهي التي تترك المدرسه اولا، وهي التي تساعد امها في البيت فترعي إخوتها الذكور، وتعاون في الحقل وتربيه المواشي، كما أنها هي التي تخرج للعمل أولًا، والنظر للبنت علي أنها دائما للزواج واذا تأخرت في ذلك تصبح كأنها عبئا ثقيلا علي الأسره، وتنتشر جريمه ختان الإناث في معظم القري، فالبنت غير المختنه غير مقبوله بين الشباب للزواج منها فتصبح عاله علي الأسره. 
 
وهناك جوانب أخري كثيره تعاني منها المرأه والبنت في هذه المناطق.
 
وعليه فإن الخطط الطموحه للدوله المصريه لتنميه الريف المصري أري تكون متكامله ومتداخله  comprehensive & integrated للتعامل مع هذه الاسباب مجتمعه لتدهور أحوال الريف المصري بسبب غياب السياسات أو الإهمال الحاد للريف عبر الحكومات المتعاقبه، أو بسب ثلاثيه اسباب التدهور الفقر والجهل والمرض، فلا يمكن التعامل مع الفقر دون التعامل مع الجهل والمرض فكلها معا اسبابا كبري للتدهور، 
لذا فالخطط الطموحه تتكامل وتندمج معا لإنقاذ ريفنا المصري الغالي.