(568- 631 م تقريبا )
وقصة اكتشاف رفاته القديس بعد 14 قرن من نياحته
وتقسيم جزء من رفاته المقدسة بين أيبارشيتي نقادة وقنا

إعداد/ ماجد كامل
تحتفل الكنيسة القبطية الآرثوذكسية يوم 13 أبيب من الشهر القبطي الموافق 20 يولية من الشهر الميلادي بتذكار نياحة القديس العظيم الأنبا بستاؤوس( بستناؤس كلمة قبطية معناها الأساس ومن هنا عرفت البرية كلها ببرية الأساس )  أسقف قفط ؛وهو واحد من أشهر آباء القرن السادس الميلادي ؛  أما عن الانبا بستاؤس نفسه فلقد ولد حوالي عام 568 م تقريبا من أبوين مسيحيين تقيين ؛ ولقد عشق العلوم الكنسية منذ طفولته حتي حفظ الكثير من النصوص المقدسة عن ظهر قلب ؛ وعندما بلغ سن الشباب أشتاقت نفسه إلي حياة الرهبنة ؛ فترهب بدير أبي فام بجبل شامة (ومازالت أطلال هذا الدير باقية حتي الان بجوار معبد الدير البحري غرب الأقصر ) ؛وتتلمذ علي يد أحد شيوخ البرية الكبار هناك ؛ وعندما وصل خبر فضائله إلي البابا دميانوس(569- 605 م )     ) بابا الكنيسة القبطية  رقم 35  ؛ قام برسامته أسقفا علي قفط حوالي عام 598م؛ فقبلها بناء علي دعوة إلهية وقال لكهنة الأيبارشية " لو لم أكن أخش أن اكون غير طائعا للذي  أمرني ما كنت قبلت منكم هذا الأمر ؛ولو نزعتم عني رأسي" ولقد تميز بعمق المواهب ؛حتي أنه إذا صعد  إلي المذبح ليصلي كان وجهه يتلألأ  كالنار ؛وتتكشف أمامه خطايا شعبه  . وعندما قربت وقت نياحته أستدعي تلميذه وأخبره بقرب رحيله ؛ ثم جمع الشعب ووعظهم ؛وطلب منه ألا يكفنوه بثياب فاخرة بل بثيابه التي يرتديها ؛ ثم تنيح بسلام حوالي عام 631م تقريبا ؛ وتعيد له الكنيسة القبطية في 13 أبيب كما ذكرنا في المقدمة .

ولقد كتب أبو المكارم عن هذه المنطقة تحت أسم "قمولة " فقال "يوجد بها دير علي اسم الملاك ميخائيل ويعرف بدير العين وبقربه عين ماء طيبة يشرب منها الخاطر بتلك الناحية وفيه جوسق وعليه صور دائر وذكر أن فيه جسده ابو بسندة صاحب الدير بالصعيد " (تاريخ أبو المكارم :- عن الكنائس والأديرة في القرن 12 بالوجه القبلي ؛صفحة 140 ) .

كما ذكره علي باشا مبارك في موسوعته "الخطط التوفيقية " تحت أسم "شيمي "فقال عنه " اسم قبطي بجبل كان قريب من مدينة قفط وهو الذي التجأ اله مار بسندي وكثير من نصاري تلك الجهة حين سمعوا باغارة العرب وقت فتح مصر " .


كما كتب عنها الرحالة الشهير فانسليب ( 1635- 1679 ) تحت عنوان "زيارة نقادة وقوص وقنا " فقال عنها "زرت نقادة وكان بها الأسقف القبطي مع 70- 80 عائلة قبطية وبها ثلاثة أديرة وهي دير الصليب ودير المجمع ودير ماري بقطر ........ وعلي بعد 3 ميل من نقادة زرت قوص بها 50 عائلة قبطية  وبها كنيسة للقديس بستناؤس " ( تاريخ أبو المكارم عما كتبه الأجانب والمؤرخون عن الكنائس والأديرة الجزء الرابع ؛ إعداد الأنبا صموئيل ؛صفحة 122 ) .

ولقد كتب عنه القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي الصغير (  1848- 1935 ) في موسوعته تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين " سطرا واحدا جاء فيه " دير القديس أنبا بيشاي وانبا سنتاوس بناحية السلمية قبلي بمديرية قنا . ذكر في سجل الكنائس في كرسي قنا " ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 150 ) .

ولقد ذكره الدكتور رؤوف حبيب ( 1902- 1979 ) في كتابه " تاريخ الرهبنة والديرية وآثارها الإنسانية علي العالم " ضمن مجموعة أديرة نقادة ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 202 ) .

كما كتب عنه المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر في موسوعته "الدليل إلي الكنائس والأديرة القديمة من الجيزة إلي أسوان " تحت عنوان "دير الأنبا بستناؤس غرب نقادة " وتحت رقم ( 155 ) فقال عنه " يقع هذا الدير خلف دير المجمع  ويبعد عنه 200 متر شرقا ويقع بين دير الصليب ودير ماربقطر . وتعتبر الكنيسة (وهي ما تبقي من مباني الدير ) من كنائس القرن 18 /19 ذات الأثني عشر قبة وأن كانت استدارة الحائط القبلي والبحري والهياكل ترجع  تاريخ الكنيسة إلي عصر أقدم . وباب الكنيسة في منتصف الحائط البحري ويوجد بالجبل غرب الأديرة آثار كثيرة لأديرة ومغارات مهدمة بها كثير من الفخار القبطي وهي غالبا ما كانت من بقايا الحياة الرهبانية الأولي لمنطقة نقادة ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 68 ) .


ومن أحدث الكتب والمراجع التي كتبت عن الدير كتاب " الكنائس في مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلي اليوم " للدكتور جودت جبرة  وحيرتود ج .م .فان لوون ؛ ترجمة أمل راغب ؛ والذي صدر عن المركز القومي للترجمة  تحت رقم 1844 ؛عام 2016 ؛ حيث كتب عن الدير وقال "

يقع هذا الدير الذي يحمل أسم أسقف مدينة قفط الشهير الأنبا بستناؤس " علي بعد نحو 400 متر جنوب دير "مارجرجس " ويبدو أن المكان  في الأصل كان به مدفن "الأنبا بستناؤس " فقط ؛ وفي بداية القرن العشرين ؛بنيت كنيسة وأسوار حول المدفن "( المرجع السابق ذكره صفحة 300 ) .

أما عن قصة اكتشاف رفات القديس الأنبا بستناؤس ؛ فهي كما ذكر الأب كيرلس رئيس الدير لمحررة الصحفية بجريدة "ولاد البلد" مريم الرميحي " والذي نشر في 8 ديسمبر 2018 ؛أنه تم العثور علي الرفات أثناء إخلاء منطقة المذبح الاوسط  لإتمام عملية الترميم التي بدأت منذ شهر أكتوبر الماضي ؛حيث لوحظ ظهور احمرار في الطبقة الخاصة بالطوب الرملي أعلي الحجارة الرومانية من اللفافة الأورجوانية التي ذكر أنه لف بها القديس ؛ ولقد ظهرت إشارات من الرب من قبل علي وجود الرفات في هذا المكان ولكن لم يدركها أحد ؛حيث كان يوجد عمود يخرج منه الزيت بشكل دائم . كما أكد علي قصة الاكتشاف نيافة الحبر الجليل الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص في حوار صحفي مع " جريدة الوطن " نشر يوم الخميس 19 يوليو 2018 ؛حيث أكد نيافته  ان الرفات التي تم اكتشافها أثناء أعمال الترميم بالدير ؛حيث عثر علي مقبرة في أسفل المذبح علي عمق مترين من سطح الأرض وجد بها رفات القديس موضوعة بطريقة نادرة . وهي موضوعة علي سرير من الحجر مكتوب عليه باللغة القبطية أسم القديس منذ ما يقرب من 14 قرنا من الزمان .

ولقد أصدرت مطرانية نقادة وقوص – طبقا للتحقيق الصحفي الذي قامت به سارة علام لجريدة اليوم السابع بتاريخ 18 يولية 2018  ؛بإصدار بيانا كشفت فيه تفاصيل العثور عل رفات القديس .وجاء في البيان أنه خلال أعمال الترميم ؛عثر علي مقبرة في أسفل المذبح علي عمق مترين من سطح الأرض وجد بها رفات القديس موضوعة بطريقة نادرة علي سرير من الحجر مكتوب عليه أسم القديس باللغة القبطية ؛ ولقد علي نيافة الحبر الجليل الأنبا بيمن علي هذا الكشف بقوله " بركة عظيمة لإيارشيتنا ظهور رفات هذا القديس العظيم مؤسس برية الأساس ؛خاصة في هذه الأيام التي تتمتع فيها الكنيسة برعاية قداسة البابا تاوضروس الثاني " .

ولقد جاء خبر علي صفحة مطرانية نقادة وقوص للأقباط الارثوذكس بتاريخ 16 يولية 2019 ؛ أن نيافة الحبر الجليل الانبا بيمن أسقف نقادة وقوص قد سلم نيافة الحبر الجليل الأنبا شاروبيم أسقف قنا وقفط جزء من رفات القديس الانبا بستناؤس لابس الروح بموجب وثيقة موقعة من قداسة البابا المعظم الأنبا تاوضروس الثاني والحبرين الجليين الأنبا بيمن والأنبا شاروبيم  بحضور مجمع كهنة ورهبان الأيبارشية ( أنظر الصور المرفقة بالمقالة ) .


وفي  يوم السبت الموافق 17 يوليو 2020 ؛ وفي تمام الساعة الثامنة ؛وبالرغم من جائحة كورونا ؛ قام نيافة الحبر الجليل الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص  بصلاة القداس الإلهي من داخل المغارة التي التي تم اكتشاف رفاته الطاهرة ؛وقامت قناة ME Sat  بنقل صلاة القداس الألهي علي الهواء مباشرة . (المركز الثقافي القبطي Coptic Orthodox Cultural CENTER  ) .

بعض مراجع وأسانيد المقالة :-
1- السنكسار القبطي تحت تذكار يوم 13 أبيب .
2- الأنبا غريغوريوس :- الشهادة والاشتشهاد وشخصيات كتاب مقدس وقديسون ؛موسوعة الأنبا غريغوريوس ؛المجلد رقم 18 ؛ جمعية الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ؛الصفحات من 526- 528 .
3- الانبا صموئيل اسقف شبين القناطر :- تاريخ الكنائس والأديرة لابي المكارم ؛ الجزء الثاني .
4- الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر :- تاريخ ابو المكارم ؛ عما كتبه الأجانب والمؤرخون عن الكنائس والأديرة ؛ الجزء الرابع .
5- القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي الصغير :- تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين ؛
6- الدكتور رؤوف حبيب :- تاريخ الرهبنة والديرية في مصر وآثارهما الإنسانية علي العالم ؛ مكتبة المحبة .
7- الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر :- الدليل إلي الكنائس والأديرة القديمة  من الجيزة إلي أسوان ؛قسم العمارة القبطية بمعهد الدراسات القبطية .
8- جودت جبرة عبد السيد مع آخرون :- الكنائس في مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلي اليوم " ترجمة أمل راغب ؛المركز القومي للترجمة ؛الكتاب رقم 1488 ؛2016 .

9- مريم الرميحي :- قصة ظهور رفات القديس "اللابس روح " بعد 1300 عام في نقادة ؛ جريدة "ولاد البلد"  بتاريخ 8 ديسمبر 2018 .
10- سارة علام :- إيبارشية نقادة بقنا تعثر علي رفات القديس أسفل المذبح ؛ جريدة اليوم السابع ؛الأربعاء 18 يوليو 2018 .
11- مصطفي رحومة :- بسنتاؤس ... قصة القديس الذي عثرت الكنيسة علي جثمانه بعد 14 قرنا ؛ جريدة الوطن ؛ الخميس 19 يوليو 2018 .
12- نيفين جاد الله :- اليوم .... عيد نياحة الأنبا بستناؤس الذي تم إكتشاف رفاته منذ أيام قليلة بنقادة ؛ جريدة وطني ؛ 20 يوليو 2018 .
13- مطرانية نقادة وقوص للأقباط الأرثوذكس :- الموقع الرسمي علي صفحة الفيس بوك .
14- الموقع الرسمي للمركز الثقافي القبطي الآرثوذكسي Coptic Orthodox Cultural Center