هاجم شمبانزي يعيش في متنزه لوانغو الوطني بإفريقيا في الغابون، وقتل غوريلا في حدث يقول عنه الباحثون إنه الأول من نوعه في المجتمع العلمي.

 
وكشف فريق من العلماء من جامعة Osnabrück ومعهد ماكس بلانك، عن هجومين قاتلين هما نتيجة تنافس الحيوانات على الطعام الذي يتضاءل بسبب تغير المناخ، كما أوضحوا في بيان صحفي.
 
وقبل الحوادث المميتة، لاحظ الباحثون تسع أحداث خلال عام 2014 حتى عام 2018، حيث تفاعلت حيوانات الشمبانزي والغوريلا بشكل سلمي وحتى تتغذى على الأشجار المثمرة.
 
وتوقف الانسجام بشكل صارخ في عام 2019، عندما شكّلت الشمبانزي في حدثين تحالفات، وهاجمت مجموعة من الغوريلا لمدة 124 دقيقة انتهت بمقتل اثنين من الغوريلا الرضع.
 
وانتهت المواجهة الثانية بصغير نافق مشوّه، أفترسته بالكامل تقريبا أنثى شمبانزي بالغة.
 
وقال توبياس ديشنر، عالم الرئيسيات في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، في بيان: "يمكن أن يؤدي تقاسم الموارد الغذائية من قبل الشمبانزي والغوريلا وأفيال الغابات في حديقة لوانغو الوطنية، إلى زيادة المنافسة وأحيانا في التفاعلات المميتة بين نوعي القردة. وقد تكون زيادة المنافسة الغذائية ناتجة أيضا عن ظاهرة تغير المناخ الأكثر حداثة، وانهيار توافر الفاكهة كما لوحظ في الغابات الاستوائية الأخرى في الغابون".
 
ولوحظت المواجهة المميتة الأولى، التي استمرت لمدة 52 دقيقة، في 6 فبراير 2019، و"حدثت بعد دورية إقليمية قام خلالها الذكور بتوغل عميق في منطقة شمبانزي مجاورة، كما جاء في الدراسة المنشورة في التقارير العلمية.
 
وواجهت مجموعة من 27 شمبانزيا مجموعة من خمس غوريلات في غابة، حيث بدأ قطيع الشمبانزي بالصراخ على المجموعة.
 
ثم، بعد دقيقتين، أحاطت مجموعة من تسعة ذكور شمبانزي، وأنثى شمبانزي بالغة واحدة على الأقل، بالغوريلا.
 
وبدأ الشمبانزي في القفز بعنف لأعلى ولأسفل وضرب ظهر غوريلا، هرب في النهاية وعاد إلى مجموعته الخاصة.
 
وبعد وقت قصير من المواجهة الشريرة، اكتشف الباحثون ذكرا شمبانزيا بالغا، يسمى Littlegrey، يحمل رضيع غوريلا أثناء جلوسه على الأرض، ثم فُحص من قبل ثلاثة شمبانزي آخرين.
 
وشمّ Littlegrey الرضيع ووضعه على الأرض أمامه وضربه ثلاث مرات بيده اليمنى. وفي هذه المرحلة، كان طفل الغوريلا ما يزال على قيد الحياة منذ سماع صرير قصير وأصوات أنين.
 
ونقل الرضيع بعد ذلك بين اثنين من الشمبانزي، لكنه توقف عن الصراخ ولاحظ العلماء جسده الصغير بلا حياة.
 
وكتب الباحثون في الدراسة: "بالنظر إلى الاتجاه والسلوك الخفي للأفراد، بما في ذلك استنشاق الأرض والغطاء النباتي بشكل متكرر، بدت دورية إقليمية وشيكة".
 
وبدأ الحدث عندما توقف شمبانزي يسمى "فريدي" في مساره وأطلق إنذارا بصوت عال. وبعد دقيقتين، رصد الشمبانزي شجرة كانت تستريح فيها أنثى غوريلا.
 
وعندما رصدت الغوريلا الشمبانزي، بدأت في الضرب على صدرها، وفي أقل من دقيقة، هرعت مجموعة من الغوريلات الأخرى لمساعدتها.
 
ومع ذلك، فإن مشهد أربع غوريلات ورضيعين لم يردع الشمبانزي العدواني، الذي بدأ في تسلق الشجرة للهجوم.
 
وتمكنت جميع الغوريلات من الفرار باستثناء أنثى واحدة ورضيعها، حيث بدآت بالتحرك في أنحاء الشجرة على أمل تفادي خصمها.
 
وبعد دقيقة واحدة، شوهد شمبانزي يحمل جثة غوريلا رضيع ميت، كان مصابا بجرح كبير مفتوح في المعدة مع أمعاء متدلية جزئيا.
 
وعندما ألقى العلماء نظرة فاحصة على الجسم، لاحظوا شمبانزي يلتهم قطعا صغيرة من اللحم من أطراف الغوريلا الصغير النافق.