جمال رشدي  
 
أجزم ان المسئولين والمختصين لم ينجحوا في تقييم وتشخيص هذا الفساد الفاجر،، نظام مبارك ترك موروث جم من مساحة الفساد ونوعيته،، وخطورة هذا الموروث انه شرعن الفساد كثقافة وسلوك يتناوله المواطن في كل جوانب حياته، وبما ان مؤسسات الدولة جزء من تكوين المجتمع فمن الطبيعي ان تكون مفاصل تلك المؤسسات تحت حكم ثقافة ذلك الفساد.
 
وبما ان فساد نظام مبارك اصبح ثقافة وجزء من فلكلور المجتمع اليومي فلابد ان تكون دائرة التشخيص والتقييم وايضا تناول طرق العلاج خارج الدائرة التقليدية لفكر وثقافة المسئول الذي هو أيضا امتداد لثقافة موروث الفساد، ومن هنا لا يمكن علاج ثقافة الفساد بيد من هو ابن لتلك الثقافة وجزء منها،
 
ولهذا لابد أن تكون طرق العلاج خارج دائرة البيروقراطية المصرية وموروث فسادها الفاجر، لا ألوم مسئول في اتخاذ قرار اعور غير متماشي مع احتياج الوطن والمواطن،، لان ذلك المسئول هو ابن بيروقراطية ثقافة الفساد، ولذلك طرحت من قبل دراسة شاملة كاملة تحت مسمي ( بناء مصر من القاع للقمة) تلك الدراسة تتناول تشخيص الفساد وطرح مقترحات العلاج القائم على العمل بصورة غير تقليدية خارج مؤسسات الدولة البيروقراطية، وتم إرسال تلك الدراسة الي كل المسئولين والي رئاسة الجمهورية،، وتقابل معي بعض المسئولين الذين أبدوا إعجابهم بها واقترحوا ان يتم تطبيقها كمرحلة تجريبية في محافظة المنيا تحت إدارتي ومن ثم يتم تعميمها في كل القطر المصري.، لكن هيهات ابتلعت ثقافة فساد البيروقراطية تلك الدراسة واصبحت حبيسة الإدراج،،، وهذا ما يحدث مع كل من يطرح رؤية وطنية متضمنه اقتراحات من اجل نمو ورفعة الوطن.
 
كان اهم ما بداخل الدراسة هو تغيير وزارة التنمية المحلية تغيير شامل كامل في الهيكل الإداري الوظيفي وفي المهام الوظيفية وكيفية اختيار المسئول وبجانب ذلك كان هناك اقتراح بإقامة شركة كبري تحت اسم ( تحيا مصر) تلك الشركة تضم اختصاصات متنوعة من الخبراء والمختصين في كل المجالات،، وتكون من أهم مهامها وضع خطط عمل لكل محافظة طبقا لما تضمنه المحافظة من سلبيات وايجابيات في كل المجالات وايضا تعيين المسؤل طبقا لما تتصمنه خطة العمل من احتياج ،، على أن تكون تلك الشركة استثمارية اي انها لن تكلف الدولة اي أموال بل تدير للدولة أموال استثمارية.
 
ما تفعله القيادة السياسية المصرية من مشوار تنموي شئ يفوق الواقع العلمي والعملي، لكن لابد أن تعلم القيادة السياسية آن عمق دائرة موروث ثقافة فساد نظام مبارك قادر على ابتلاع اي انجاز عملي مهما كانت قوة سرعته، ولهذا ما اطرحه دوما التحرك وبقوة نحو هذا الفساد المباركي القاتل، عن طريق وضع كل جوانبه وأنواعه تحت مقصة الحكم العسكري ومن ثم نسف وزارة التنمية المحلية بكل مكوناتها والعمل على إقامة نظام اخر لتلك الوزارة يكون قادر على الدخول في تروس التنمية الشامل للنظام الحالي.
 
اما كيفية تخليص شخصية الانسان المصري من ثقافة فساد نظام مبارك فتحتاج الي مجهود كبير أهمه سطور منهج التعليم الذي ما زال تحت ثقافة الانكسار والهزيمة والرجوع بهذا المنهج الي عمق إمبراطورية الأجداد المنتصرة في كل المجالات.