كتب – محرر الاقباط متحدون
شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في مراسم التأبين الرسمية لرؤساء إسرائيل ورؤساء الحكومات الراحلين، والتي عُقدت في مقر الرئاسة بأورشليم.

فيما يلي التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، خلال المراسم:
إن زعماء إسرائيل عبر تاريخها - وكما شاهدنا، يختلفون عن بعضهم البعض، حيث هناك من الزعماء الذين وُلدوا في هذا البلد والذين قدموا إليه من كل أصقاع الدنيا.

ويمكن إيجاد ممثلين عن حركة العمل التاريخية بينهم وفي المقابل الذين يعود أصلهم إلى الجانب الآخر من الخارطة الأيديولوجية، أمثال يتسحاك شامير.
وهناك الذين أداروا دقة الدولة إبان الحروب، والذين قادوها إلى إبرام اتفاقيات سلام. لكن وإلى جانب الاختلافات، يبرز قاسم مشترك يجمع جميع الزعماء الذين نحيي ذكراهم اليوم ألا وهو القوة المحركة لهم، وأساس تصرفاتهم. بمعنى محبتهم الشديدة وإخلاصهم لأرضنا ولشعبنا. وقد استند عملهم إلى هذا الأساس الذي قاد طريقهم.

محبة دولة إسرائيل، والالتزام التام بمستقبلها، والإخلاص اللامتناهي للمهمة التي تم تكليفهم بإنجازها.
في كل يوم حيث أتجه إلى مكتبي في ديوان رئيس الوزراء، ترافقني عند المدخل صور رؤساء الحكومات الذين ولى عهدهم.

إنني أنظر إلى صورهم، التي يظهر معظمها بألوان الأسود والأبيض، من وراء الإطار الزجاجي، لتشكل رسالة التزام واستمرارية بالنسبة لي.
فاستلمت مؤخرًا العصا التي كانوا يمسكون بها في الماضي، لأحملها بحرص شديد. ويضيء مؤسسو الدولة، وزعماؤها، وقادتها الطريق أمامي أيضًا وأمام أبناء جيلنا:

دافيد بن غوريون، الذي تحلى بالشجاعة ليعلن عن إقامة الدولة أمام عالم حثه على عدم القيام بذلك، والذي ما زالت رؤيته بعيدة المدى ترافقنا حتى في هذه الأيام.

موشيه شاريت، أحد قادة الدولة الناشئة الاولين قبل تأسيسها وقادة إسرائيل في سنواتها الأولى.
ليفي إشكول، الذي أصبح ذكاؤه وأسلوبه البسيط وفكاهته السمة المميزة للشخص الذي قاد إسرائيل لتحقيق انتصارها الباهر في ميادين المعركة، وفي السنوات التي تلتها أيضًا.

غولدا مئير، المرأة الحديدية، والمرأة الوطنية بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى، والتي ترك عملها سواء في المضمار السياسي أو في مجالات الرفاهية والعمل أثره لغاية يومنا هذا.

يتسحاك رابين، جنرال حرب الأيام الستة، الذي بات فيما بعد أحد مهندسي اتفاقية السلام مع الأردن ودفع بحياته ثمن سعيه لإحلال السلام مع جيراننا.
ميناحيم بيغين، الذي انتقل من حركة المقاومة إلى قيادة شعبه، ثم أبرم اتفاقية السلام التاريخية مع مصر، وكان بمثابة الزعيم الذي تحلى بالتواضع والاستقامة والذي نحنّ إليه الآن أيضًا.

يتساك شامير، الشخص المحب لأرض إسرائيل، والصخرة الصلبة الذي تولى منصب رئيس الوزراء بعد الخدمة الطويلة في صفوف حركة المقاومة والموساد الإسرائيلي ليساهم في جلب جماهير يهود إثيوبيا ودول الاتحاد السفيتي السابق. وهو الذي صرح بالجملة الرائعة: "كل صهيوني يتعين عليه أن يسأل نفسه يوميًا: ماذا فعلت اليوم في سبيل أرض إسرائيل".

شمعون بيريس، رجل الرؤية والعمل، الذي أمسك بزمام السلطة على مدار عشرات السنين من خلال سلسلة طويلة من المناصب التي تولاها، والذي حلم بالسلام ووضع إلى جانب ذلك الأسس الأمنية التي ما زالت ترافقنا إلى يومنا هذا.

وأريئيل شارون، الجنرال المجيد الذي تولى في آخر أيام حياته منصب رئيس الوزراء ليقود إسرائيل خلال فترة بالغة التعقيد، والصعوبة والحساسية.
إنني أضع نصب عينيّ اليوم شخصيات رؤساء الدولة الذين فارقوا الحياة، لكن روحهم وتراثهم يرافقاننا دائمًا.

الأب المؤسس، حاييم فايتسمان، الذي هو من أبرز قادة الحركة الصهيونية، والعالم البارع الذي أصبح أول رؤساء الدولة اليهودية.
يتسحاك بن تسفي، الرئيس الثاني، أحد الزعماء الإسرائيليين الأكثر شعبيةً والذي كرس حياته لمهنة التربية والتعليم، وكان تواضعه ومحبته للشعب اليهودي أكثر ما يميزه.

الرئيس الثالث، زلمان شازار، الكاتب والشاعر الذي كان أول من تولى منصب وزير التربية والتعليم في تاريخ دولة إسرائيل وكان رائد الحوار مع دول العالم كجزء من مهمته.

إفرايم كاتسير، العالم الذي اشتهر في كل أنحاء العالم، والفائز بجائزة إسرائيل، الذي لبى الدعوة ليصبح رابع رؤساء الدولة خلال الفترة المفصلية التي بدأت باندلاع حرب يوم الغفران ثم انتهت بالتوصل إلى اتفاقية السلام مع مصر.

الرئيس الخامس، يتسحاك نافون، الذي عمل مؤلفًا، وكاتبًا مسرحيًا ومربيًا، والذي أصبحت محبته للتوراة، وللغة العبرية ولتراثنا اسمًا مرادفًا له. والذي كان حريصًا على فتح مقر الرئاسة وقلبه على مواطني إسرائيل.

حاييم هرتسوغ، الدبلوماسي الجريء والعقيد الذي أصبح لاحقًا سادس رؤساء الدولة، وعزز سمعة إسرائيل الجيدة في أنحاء العالم، وكان مصرًا بحزم على مراعاة المصلحة الصهيونية بصفته رئيسًا أيضًا كما وعمل جاهدًا في سبيل وحدة الشعب.

الرئيس السابع، عيزر فايتسمان، قائد سلاح الجو المحبوب، الذي شغل منصب وزير لدى الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، والذي شكل ارتباطه بالعائلات الثكلى بداية تقليد مؤلم لكن هام للغاية بالنسبة لجميع الرؤساء الإسرائيليين.

نحن نتذكرهم جميعًا. اليوم وعلى مدار 365 يومًا كل عام.
أيها الأعزاء، تاريخ دولة إسرائيل، وحاضرها ومستقبلها متشابكة ببعضها البعض. ولا غاية لدينا أو طائل من افعالنا إذا لم نحيِ ذكرى ولم نحترم الأشخاص الذين وقفوا هنا قبلنا وقادوا الطريق. هم الذين التمسوا خيرًا لشعبهم وقدموا أفضل ما لديهم من خبرة في سبيل دولتهم.

أما أنتم أفراد العائلات الأعزاء المتواجدين معنا اليوم فدعوني أقول لكم إن الجد، والجدة والوالد الذين تعرفتم عليهم عن كثب، كانوا إلى درجة ما والدًا وجدًا لجميع مواطني الدولة. فيتذكرهم مواطنو إسرائيل ويثمنونهم ويمشي الكثير منهم على خطاهم بعد وفاتهم بسنين طويلة حتى.

لقد شهدت العلاقة بين رؤساء الدولة ورؤساء الحكومة فترات المد والجزر على مر السنين، لكن تشكل العلاقة الوطيدة فيما بينهم مصدر قوة حول العالم، ومصدرًا للحصانة الداخلية داخل دولة إسرائيل. فيسعدني، فخامة الرئيس، أن هذه العلاقة قوية ومتينة حاليًا.

باسم حكومة إسرائيل، أتعهد بأننا سنواصل العمل على رفع شان مساهمة مؤسسي الدولة وتراثهم، وسنتصرف انطلاقًا من شعورنا بالرسالة والمسؤولية المستند إلى الأسس الراسخة التي ورثناها عنهم. طيّب الله ثراهم".