عبير حلمي 

الدنيا حقيقةً لا تستحق المشاحنات و الخصام و الحزن ، وعلى الإنسان أن يكون صريحا و واضحا مع نفسه في جميع المعاملات
و أن أصابك حزن من شيء معين فإلى متى يستمر ، وهل هذا هو الحل ؟ 
 
و من جانب آخر خلال تعاملك مع الآخرين  و تكون غاضبا من شيء معين ولكن معاملتك معهم تظهر بأن ليس بقلبك أي غضب .  هل هذا استفزاز لمشاعرهم ؟ أم أنك فعلا تريد أن تطفئ شعلة الحزن التي بداخلك ؟!
 
بالتصالح و التشاور و الحوار المنطقي ، يمكننا أن نتغاضى عن الكثير من المشكلات و العوائق التي نواجهها دون أن نحمل في قلوبنا ذرة غضب تجاه الآخرين . 
 
و دون أن نظهر ابتسامتنا لهم و قلوبنا ما زالت تحمل البغضاء و الكراهية  . بهذه الطريقة ستكون أنت المخطئ  . و أن تفعل ذلك من أجل توجيه عقاب أو حساب لهم مستقبلا . فهذا الأمر لا يعد تصالحا . التصالح أن نصافح أيديّنا بالسلام و نترك المشاحنات و أن نعيد ترتيب الأوراق من جديد دون التراجع إلى ما سبق من مشكلات .
 
 ولا تنتظر إلى أن يأتي أحدهم ليصافحك و إن كان هو المخطئ . إبدأ أنت بالسلام ، وعليك إدراك الأمور قبل أن تتفاقم لربما تخسر أعز ما تملك . 
 
و إن أخطأت في حق شخص ، يجب أن تعتذر له . و إن لم يقبل منك اعتذار . فعليك أن تتركه لفترةٍ حتى تهدأ الأمور و تجد حلا للمصالحة. و أنت تختار الوقت المناسب و يستحب لو أنك تستعين ببعض الأصدقاء الأوفياء للتدخل في المصالحة بينكما.  
 
كم من العلاقات دمرت وكم من الأشخاص فقدناهم بسبب تعنت العقل وتعصب الفكر واللامبالاة في حل يرضى جميع الأطراف . 
 
عليك التصدي لأي مشكلة تواجهها . كن أنت القدوة ، دون أن تُجرِح مشاعر الآخرين و دون أن تتسبب في فقدان صديق أو عزيز كان بينكما مواقف لا تنسى . لا تجعل لحظة الغضب تتسبب في فقدانهم للأبد . 
 
عليك بضبط النفس و أن تبعد  قليلا عند مواجهة أي مشكلة تعلم أنها ستتحول إلى دائرة صراع . ربما الذي تواجهه لا يستطيع أن يتحكم في غضبه و مشاعره الغاضبة . فاختلاف الرأي لا يفسد للود  قضية . لكن دون المجاهرة بالمشاحنات و الغضب  . 
تصالحوا مع  أنفسكم .....تصحوا
تصحوا 
من كل نفسية متألمة
من كل جسد مريض
من كل حقد وكراهية
من كل سوء ظن و شر
 
من أجل أن نحيّا في سلام 
.