استيقظ سكان حارة أبوالنصر المتفرعة من شارع القومية العربية بالوراق في الجيزة، صباح اليوم الثلاثاء، على أصوات اهتزاز شديدة، وتبينّ انهيار أجزاء من حجارة وخرسانات أعقبه سقوط عقار مكون من 5 طوابق ومصرع مالكه- شاب ثلاثينى- فيما نجت زوجته والتي نُقلت إلى المستشفى بسيارة إسعاف ونجليهما الاثنين أكبرهما 8 سنوات.

 

بأسى شديد، يروى محمد سعد، أحد شهود العيان، أن العقار المُنهار شهد مصرع رامى رومانى، صاحب مصنع ملابس، والمنزل لا يقطنه سوى أسرة الأخير وأسرتين أخريين كانتا خارج العقار وقت انهياره، وهو صادر له قرار إزالة ومالكه كان ينوى تشييد أعمدة له رغم أنه بنى طابقين دون ترخيص، وبعد إبلاغنا لحى الوراق لم يُحرك ساكنًا، فالمنطقة عقاراتها أغلبها مبنى منذ الأربعينيات والخمسينيات، ومع مرور مترو الأنفاق وأعمال الحفر و«الدق» التي جرت تسببت في ضعف حالة العقارات القديمة، ومن ضمنها العقار المنهار.
 
تقول سيدة ستينية تُدعى «أم أيمن»، إنها استيقظت في الـ5.30 فجرًا على أصوات «طقطقة» حجارة في منزل «رامى»، ونادت على «الأخير»: «إلحق البيت عندك شكله بيقع»، فدخل «رامى» إلى المنزل لإيقاظ زوجته ونجليه لإخراجهم من العقار، فتمكن من إنقاذ الطفلين بعد اصطحاب أحد الجيران لهما، فيما انهار العقار عليه وزوجته فلقي مصرعه ونُقلت «الأخيرة» إلى المستشفى- وحالتها «بين الحياة والموت».
 
وتضيف قائلةً: «المنطقة كلها تضررت بعد انهيار العقار، 8 منازل تحطمت جدرانها ونوافذها وأعمدتها، وجميع قاطنيه أصبحوا في الشارع منذ الصباح الباكر لا يجدون لهم مأوى ومعظمهم كبار سن وعجائز ويحتاجون إلى رعاية وراحة لا سيما في الأجواء شديدة الحرارة».
 
وتحكى شيماء أسعد، إحدى قاطنى هذه العقارات المتضررة، أنها استيقظت على أصوات انهيار في العقار الذي تقطنه وفوجئت بسقوط شرفة حجرة نومها «وربنا نجاني وبيتنا بيقع»، مشيرةً إلى أنها نزلت إلى الشارع بهدوم النوم هي وأفراد أسرتها، ومنذ الحادث وهم يجلسون في أحد المحال التجارية على ناصية العقار المنهار يتابعون أعمال رفع الأنقاض وكانوا ينتظرون عودتهم إلى منازلهم مرة أخرى، لكنهم فوجئوا بأنه «ممنوع حد يرجع بيته مرة تانية».
 
وبعد وصول اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، ليطمئن الأهالى بتوفير مكان بديل للأسر المتضررة للمبيت به بإحدى المدارس، رفض معظم الأهالى ومن بينهم صلاح محمد- الأب لـ4 أولاد أكبرهم 8 سنوات، فيقول: «إزاى هنقعد في مدرسة وننام بأطفال صغيرة في ظل طقس حرارته شديدة».
 
ويطالب «صلاح»- وجيرانه بـ«ترميم المنازل المتضررة»، فمن غير المعقول أن ينام كبار السن والأطفال في الشوارع، ولم يلتفت أحد إلى مشكلاتهم مع أعمال الحفر وتشييد مترو الأنفاق بالمنطقة، لافتا إلى أن مشكلة العقار المنهار بدأت منذ 9 أشهر مع ظهور ميل به.