إعداد /  نجيب محفوظ نجيب.
 تصوير /  هانى ساويرس .

لم يكن يعلم و هو يستمع إلى عزف والد صديقه إيلي اورفاللى عازف البيانو السكندرى الشهير، أن هذه النغمات سوف تكون خيوطا تجذبه إلى عالم الموسيقى السحرى. أحب الموسيقى و انجذب إليها و هو لا يزال طفلا صغيرا.  فبمجرد ما كان يستمع إلى أى لحن موسيقى جميل كان يترك أثرا فى كيانه. إنه مدرس و عازف البيانو الدكتور وفيق عدلى.

لاحظ الأهل انجذابه الشديد للموسيقى، و كان قد بدأ يطلب منهم أن أن يشتروا له بعض الآلات الموسيقية.
" اشتروا لى اورج لعبة و لكن ينفع يتعزف عليه. فبدأت اعزف عليه. ولكن مع مرور السنين أصبح الأورج صغيرا لا يناسبنى. فطلبت منهم اورجا أكبر. قالوا لي لو حصلت على مجموع كبير فى الابتدائية سوف نشترى لك بيانو. حصلت على مجموع كبير فطلبت منهم البيانو قالوا لي أنتظر قليلا. كانوا يظنون أننى مثل أى طفل يتعلق بشىء لفترة من الوقت ثم يتركها بعد أن يمل منها. و لكنهم اشتروا لى اورجا أكبر قليلا. استحملت حتى وصلت الصف الثالث الإعدادى. قال لى أهلى لو حصلت على مجموع عالى سوف نشترى لك البيانو. حصلت على مجموع كبير و لكن البيانو لم يأت. لكنهم اشتروا لى اورجا آخر أكبر قليلا.  و طوال هذا الوقت و أنا اعزف سماعى و أحاول أن أعلم نفسى إلى أن وصلت للصف الثالث الثانوي. تكرر كلامهم و وعدهم لى. إذا حصلت على مجموع كبير سوف نشترى لك البيانو. و بالفعل حصلت على مجموع كبير و أخيرا اشتروا لى البيانو. " يتذكر الدكتور وفيق.

كان يحب القراءة و العلم لدرجة أنه أثناء المرحلة الثانوية كان يقرأ أجزاء كثيرة من الكتب الطبية التى تخص والده الطبيب و أخته التى كانت تسبقه في السن و كانت وقتها تدرس فى كلية الطب. و لهذا عندما حصل على مجموع كبير فى الثانوية العامة أختار أن يدرس الطب الذى كان قد قرأ عنه من قبل و أيضا بدأ يدرس الموسيقى بشكل علمى أكاديمي فى معهد الكونسرفتوار فى الإسكندرية فى نفس الوقت الذي كان يدرس فيه الطب.

" فى سنة من السنين كان عندي إمتحان فى الطب و إمتحان فى الموسيقى فى نفس السنة و فى نفس اليوم. و دى كانت فترة عصيبة فى حياتى من ناحية المذاكرة. كنت باضطر أذاكر 10 ساعات متواصلة كل يوم، 6 ساعات موسيقى و 4 ساعات طب. ليس لأننى أحب مذاكرة الموسيقى أكثر مذاكرة الطب و لكن لأن مذاكرة الموسيقى فى المستويات المتقدمة أصعب كثيرا من مذاكرة الطب. و هذا لا ينفى أن الطب هو علم ضخم و يحتاج إلى مجهود كبير و وقت طويل فى المذاكرة.  فمن المعروف ان دراسة الطب هى دراسة صعبة " يعبر الدكتور وفيق عن بعض التحديات التى واجهته أثناء فترة الدراسة.

بعد أن تخرج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية حصل على دبلوم في طب المناطق الحارة Tropical Medcin و دبلوم في رعاية الأمومة و الطفولة. MCH.
Motherhood and childhood health care

و لهذا أختار أن يتخصص فى طب الأطفال. بدأ حياته العملية فى وزارة الصحة فى أحد مكاتب الصحة و بعد أقل من عامين كان قد ترك العمل الحكومى.

فى عام 1991 -1992، كان قد جاءه عرض لكى يعزف صولو بيانو فى أحد الفنادق فى مدينة الأقصر.  سافر و قضى هناك 7 أشهر عاد بعدها إلى الإسكندرية.
" أثناء فترة الدراسة في كلية الطب و الدراسة فى معهد الكونسرفتوار كنت أعزف الموسيقى الغربية فى فرق موسيقية فى الإسكندرية  فى عدة فنادق في الأفراح و المناسبات. و بعد فترة بدأت أشعر أننى أريد أن استقل.  فبدأت أحضر نفسى فى الفترة دى للعزف كصولو بيانو لحد ما جات لى فرصة فى الأقصر ثم بعد هذا فى الإسكندرية فى فنادق كبيرة. كان هذا فى نهاية التسعينات " يحكى الدكتور وفيق.


بدأ العمل الخاص فى عيادة والده كطبيب أطفال عام 1999. و بعد مرور 16 عاما من عمله في مجال طب الأطفال الذى كان يحبه، قرر أن يترك الطب لكى يتفرغ للموسيقى بشكل كامل.

بعد أن وصل إلى مستوى متقدم فى دراسة الموسيقى فى معهد الكونسرفتوار تقدم للحصول على شهادة دولية من إنجلترا  ABRSM  : Associated Board of Royal Schools of Music
و لأنه كان يدرس الموسيقى بشكل علمي لفترة طويلة تمكن من الحصول على دبلومة فى العزف Diploma in Music Performance  سنة 2009، و بعد عدة سنوات كان يدرس فيها نظريات الموسيقى Music Theories دراسة متخصصة تقدم للحصول على شهادة دولية أخرى من نفس الجامعة فى نظريات الموسيقى  Grade 8 theory 2015 .
فكان و لا يزال هو الوحيد فى الإسكندرية الذى حصل على هذه الشهادة في تخصص نظريات الموسيقى.  وهذه الشهادة تمكنه من التقدم لدراسة الدكتوراه.
 
كان قد فكر في الهجرة فى مرحلة من مراحل حياته، خاصة بعد ان هاجر معظم أصدقاءه الأطباء،  لكن الموهبة و الموسيقى التى قام بدراستها فيما بعد جعلته يجد التقدير المعنوي و المادى.
" يمكن لو هاجرت  كنت حا أكون مجرد موسيقى ضمن موسيقيين كثير لأن فى الخارج الثقافة الموسيقية العامة عالية جدا و يوجد ناس كتير بتعرف و تعزف موسيقى،  لكن فى مصر حا أكون متميز لأن الموسيقيين المحترفين و الدارسين للموسيقى دراسة متخصصة على مستوى عالى جدا عددهم قليل جدا و هذا ما شجعنى على البقاء و عدم الهجرة. " يوضح الدكتور وفيق.


استمر يدرس البيانو فى الكونسرفتوار ثم بعد هذا فى مكتبة الإسكندرية لعدة سنوات و أيضا قام بالتدريس فى بعض المدارس. لكنه ترك الكونسرفتوار لأسباب بعضها يعود لبعض الاحباطات و بعضها يعود للروتين.
و بدأ يفكر في تحقيق حلم كان يحلم به منذ حوالى 20 عاما و هو أن يستقل بنفسه و يكون له مركز اكاديمي خاص لتعليم الموسيقى و الفنون. " حاولت أن انفذ الفكرة إلى أن استطعت بعد عدة محاولات.  حصلت على مكان و أسست المركز الأكاديمي الخاص بى و بتوفيق من ربنا استطعت  أن أحصل على Licence  ال Royal Schools فى عام 2016.
و بناء على هذه الموافقة و منح المركز هذه الرخصة Licence أصبح مركز أكاديمي معتمد لامتحانات ال Royal Schools ". يتحدث عازف البيانو بفخر.

و ساعده في الحصول على هذا الإعتماد الاسم الذى صنعه على مدى سنوات طويلة من الدراسة الأكاديمية و من العمل الاحترافى فشكل ثقلا كبيرا أيضا عدد الطلبة الذين كانوا يدرسون فى المركز بالإضافة إلى مدرسين الموسيقى الذين يعملون معه و البعض منهم فى الأصل كانوا طلبة لديه. ثم بدأوا يعملون في التدريس.  و هو قد حصل على هذا الاعتماد منذ أول عام لتأسيس المركز الأكاديمي الخاص به"
 
" Splendor Academy Music and Art Lessons.  "
 " أنا شخصيا اقوم بتدريس بعض المواد مثل مادة نظريات الموسيقى و هى مادة مشتركة لكل الآلات و مادة  Aural tests  أى ear training و هى أيضا مادة مشتركة لكل الآلات بالإضافة إلى مادة البيانو.
بفضل ربنا و بفضل العمل الجاد المتواصل و ثقة الناس التى وضعوها في المركز أصبح لدى الآن أكبر عدد من المتقدمين لامتحانات ال " Royal Schools. " يوضح مدرس البيانو.

و هو الآن لديه حلم يريد ان يحققه من خلال المركز،  و هو تأسيس أوركسترا أو فرقة موسيقية صغيرة من المدرسين و الطلبة. فالاسكندرية مدينة كبيرة و يوجد بها مواهب كثيرة . و هذا كان موجود قديما في الاسكندرية عندما كانت مدينة كوزموبوليتانية متعددة الأعراق و الجنسيات.

فترة الحظر كانت فترة محبطة للغاية بالنسبة له لأن إمتحانات ال Royal Schools  اتلغت على مستوى العالم و ليس على مستوى مصر فقط، فالطلبة الذين كانوا قد ذاكروا و تدربوا كان أمرا صعبا بالنسبة لهم و أصابهم الإحباط.
" أما بالنسبة لي ففكرت و قولت لماذا لا استغل هذه الفترة فى العزف و التسجيل.  ففى الحقيقة قبل هذه الفترة كنت اعمل بشكل متواصل كل الأيام و ليس لدى أجازة. ما كنتش با الحق اخد نفسي. و هذا كان يؤثر على و على أسرتي زوجتى و اولادى. ففكرت أن أنا أسجل الموسيقى اللى أنا كنت با اعزفها . أنا عندى Répertoire قائمة بالموسيقى اللى كنت با اعزفها فكنت حابب اسجلها. فالحمد لله قعدت اذاكر و اتمرن كثير. فتسجيل مقطع فيديو قصير يستغرق دقيقتين يحتاج إلى مذاكرة و عمل تمرين لوقتطويل قد يصل إلى شهر. سجلت مجموعة كبيرة من الفيديوهات و كل أسبوع با انزل فيديو منهم." يشرح و يفسر الدكتور وفيق كيف استطاع أن يستفيد و يفيد  ثناء فترة الحظر.

و يوم الجمعة 26 يونيو 2020 قام بعمل حفلة Life online فى مركز الجيزويت الثقافى بالإسكندرية ضمن مبادرة connected by light. و كان عنوان الحفلة موسيقى غربية على البيانو من ثقافات مختلفة. فقام بعزف كذا Style و كذا Rythme  لكذا دولة فرنسا اليونان إيطاليا إنجلترا أمريكا. "

هو يؤمن أن الموسيقى تقوم بدور و لديها تأثير فعال في تغيير حياة الإنسان.
"  أنا لمست و شوفت ده مع نفسى شخصيا قبل أى حد و مع الطلبة اللى أنا با أدرس لهم. فمن خلال التجربة اللى انا عايشها الأهالي بييجوا يقولوا لى أن بعد فترة من دراسة أولادهم للموسيقى، أن الموسيقى أثرت و غيرت. فتعلم الموسيقى يرقى الإحساس و يهذب المشاعر و يعلم الإنسان الصبر. ويا ريت المدارس تهتم بتعليم الأطفال الموسيقى. فالموسيقى تؤثر على نفسية الطفل و سلوكه  تجعله يرتقى بإحساسه و يستمتع بتذوق كل أنواع الفنون و يقدر الجمال فى كل صوره و أشكاله. و الموسيقى لها تأثير سحرى و فعال على نفسية الإنسان بشكل عام.  فالموسيقى غذاء الروح.  فهى فوق الوصف لا توصف مش عارف اوصفها بايه. فهى حاجة ملائكية سمائية. و لغة الموسيقى هى لغة عالمية. ف أى إنسان ايا كانت لغته يستطيع ان يستمع إلى أى نوع من انواع الموسيقى و يتأثر بها " يؤكد فى النهاية دكتور وفيق عدلى.

لم يكن يعلم و هو يستمع إلى عزف والد صديقه إيلي اورفاللى عازف البيانو السكندرى الشهير، أن هذه النغمات سوف تكون خيوطا تجذبه إلى عالم الموسيقى السحرى. أحب الموسيقى و انجذب إليها و هو لا يزال طفلا صغيرا.  فبمجرد ما كان يستمع إلى أى لحن موسيقى جميل كان يترك أثرا فى كيانه. إنه مدرس و عازف البيانو الدكتور وفيق عدلى.

لاحظ الأهل انجذابه الشديد للموسيقى، و كان قد بدأ يطلب منهم أن أن يشتروا له بعض الآلات الموسيقية.
" اشتروا لى اورج لعبة و لكنه يصدر صوتا. فبدأت اعزف عليه. ولكن مع مرور السنين أصبح الأورج صغيرا لا يناسبنى. فطلبت منهم اورجا أكبر. قالوا لي لو حصلت على مجموع كبير فى الابتدائية سوف نشترى لك بيانو. حصلت على مجموع كبير فطلبت منهم البيانو قالوا لي أنتظر قليلا. كانوا يظنون أننى مثل أى طفل يتعلق بشىء لفترة من الوقت ثم يتركها بعد أن يمل منها. و لكنهم اشتروا لى اورجا أكبر قليلا. استحملت حتى وصلت الصف الثالث الإعدادى. قال لى أهلى لو حصلت على مجموع عالى سوف نشترى لك البيانو. حصلت على مجموع كبير و لكن البيانو لم يأت. لكنهم اشتروا لى اورجا آخر أكبر قليلا.  و طوال هذا الوقت و أنا اعزف سماعى و أحاول أن أعلم نفسى إلى أن وصلت للصف الثالث الثانوي. تكرر كلامهم و وعدهم لى. إذا حصلت على مجموع كبير سوف نشترى لك البيانو. و بالفعل حصلت على مجموع كبير و أخيرا اشتروا لى البيانو. " يتذكر الدكتور وفيق.

كان يحب القراءة و العلم لدرجة أنه أثناء المرحلة الثانوية كان يقرأ أجزاء كثيرة من الكتب الطبية التى تخص والده الطبيب و أخته التى كانت تسبقه في السن و كانت وقتها تدرس فى كلية الطب. و لهذا عندما حصل على مجموع كبير فى الثانوية العامة أختار أن يدرس الطب الذى كان قد قرأ عنه من قبل و أيضا بدأ يدرس الموسيقى بشكل علمى أكاديمي فى معهد الكونسرفتوار فى الإسكندرية فى نفس الوقت الذي كان يدرس فيه الطب.
" فى سنة من السنين كان عندي إمتحان فى الطب و إمتحان فى الموسيقى فى نفس السنة و فى نفس اليوم. و دى كانت فترة عصيبة فى حياتى من ناحية المذاكرة. كنت باضطر أذاكر 10 ساعات متواصلة كل يوم، 6 ساعات موسيقى و 4 ساعات طب. ليس لأننى أحب مذاكرة الموسيقى أكثر مذاكرة الطب و لكن لأن مذاكرة الموسيقى فى المستويات المتقدمة أصعب كثيرا من مذاكرة الطب. و هذا لا ينفى أن الطب هو علم ضخم و يحتاج إلى مجهود كبير و وقت طويل فى المذاكرة.  فمن المعروف ان دراسة الطب هى دراسة صعبة " يعبر الدكتور وفيق عن بعض التحديات التى واجهته أثناء فترة الدراسة.

بعد أن تخرج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية حصل على دبلوم في طب المناطق الحارة Tropical Medcin و دبلوم في رعاية الأمومة و الطفولة. MCH.
Motherhood and childhood health care

و لهذا أختار أن يتخصص فى طب الأطفال. بدأ حياته العملية فى وزارة الصحة فى أحد مكاتب الصحة و بعد أقل من عامين كان قد ترك العمل الحكومى.

فى عام 1991 -1992، كان قد جاءه عرض لكى يعزف صولو بيانو فى أحد الفنادق فى مدينة الأقصر.  سافر و قضى هناك 7 أشهر عاد بعدها إلى الإسكندرية.
" أثناء فترة الدراسة في كلية الطب و الدراسة فى معهد الكونسرفتوار كنت أعزف الموسيقى الغربية فى فرق موسيقية فى الإسكندرية  فى عدة فنادق في الأفراح و المناسبات. و بعد فترة بدأت أشعر أننى أريد أن استقل.  فبدأت أحضر نفسى فى الفترة دى للعزف كصولو بيانو لحد ما جات لى فرصة فى الأقصر ثم بعد هذا فى الإسكندرية فى فنادق كبيرة. كان هذا فى نهاية التسعينات " يحكى الدكتور وفيق.


بدأ العمل الخاص فى عيادة والده كطبيب أطفال عام 1999. و بعد مرور 16 عاما من عمله في مجال طب الأطفال الذى كان يحبه، قرر أن يترك الطب لكى يتفرغ للموسيقى بشكل كامل.

بعد أن وصل إلى مستوى متقدم فى دراسة الموسيقى فى معهد الكونسرفتوار تقدم للحصول على شهادة دولية من إنجلترا  ABRSM  : Associated Board of Royal Schools of Music

و لأنه كان يدرس الموسيقى بشكل علمي لفترة طويلة تمكن من الحصول على دبلومة فى العزف Diploma in Music Performance  سنة 2009، و بعد عدة سنوات كان يدرس فيها نظريات الموسيقى Music Theories دراسة متخصصة تقدم للحصول على شهادة دولية أخرى من نفس الجامعة فى نظريات الموسيقى  Grade 8 theory 2015 .

فكان و لا يزال هو الوحيد فى الإسكندرية الذى حصل على هذه الشهادة في تخصص نظريات الموسيقى.  وهذه الشهادة تمكنه من التقدم لدراسة الدكتوراه.