عندما تقترب الفتاة من سن الزواج، تبدأ في رحلة البحث عن شريك الحياة المناسب لها، أملا منها في إيجاد شخص يهتم بها ويكن مسؤولًا عنها، يخفف من أعباء الحياة التي تواجهها لا يزيدها، كما تبحث أيضا عن عقل كبير يستطيع تحمل المسئولية، ذي تصرفات عاقلة وناضجة، يتعامل معها كطفلته المدللة، وبمجرد الزواج ورؤية الطرف الآخر على طبيعته بروحه الطفولية، تتعرض الفتاة للصدمة من الحقيقة المرة عكس الأحلام، هذا ما حدث مع «هالة.ن»، التي وجدت زوجها يطلب منها أن تغني له يوميا حتى يستطيع أن يغرق في النوم، فضلا عن إصراره على أن تحكي له حدوتة قبل النوم، الأمر الذي جعلها لا تستطيع استكمال حياتها معه وتطلب الطلاق.

 
تزوجت «هالة. ن» التي تبلغ من العمر 27 عاما من زوجها بعد قصة حب استمرت لمدة عامين، وهي فترة الخطوبة، إذ أنها على مدار تلك الفترة كانت ترى في خطيبها رجل يتحمل المسؤولية، يستطيع أن يعاملها كطفلة صغيرة له، فضلا عن أن شخصيته كانت توحي لها بأنه شخص ناضج وعاقل، لا يتصرف بشكل طفولي مثل الكثيرين.
 
فوجئت هالة بعد الزواج أن زوجها لا يستطيع النوم دون أن تقوم بالغناء له، ثم بعد ذلك تقوم بسرد قصة له حتى يغرق في نومه العميق، إذ بدأ زوجها ذلك منذ الليلة الأولى لهما في منزلهما، وعندما تحدثت إليه حول سبب إخفاء ذلك الأمر عنها، قال لها إن هذا أمر حساس بالنسبة له، لا يمكن أن يبوح بذلك السر إلا لشخص قريب منه بدرجة كبيرة، وبعد أن أصبحت زوجته، فهذا أمر طبيعي بالنسبة له.
 
حاولت هالة مرارا وتكرارا أن تجعل زوجها يتوقف عن ذلك الفعل، وأن يذهب في النوم دون إجبارها على الغناء له، ولكنه كان يرفض بشدة، وكان يتهمها بإهماله وعدم حرصها على راحته، تحدثت معه أيضا حول استبدال غنائها له بشيء آخر، فلماذا لا يقوم بتشغيل الموسيقى أو الأغاني حتى يخلد للنوم؟، كما اقترحت عليه ايضا أن تقوم بتسجيل تلك الأغاني له على شريط ليقم بتشغيله قبل النوم، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
 
لم تشعر هالة بالراحة على الإطلاق عند قيامها بذلك، كما أن الأمر أصبح بمثابة عبء كبير عليها، ففي كثيرا من الأحيان تكون متعبة، لم يكن لديها القدرة على فعل ذلك، كما أنها لديها الكثير من المسؤوليات الأخرى التي تجعلها مرهقة كثيرا في نهاية اليوم، نظرا لكونها تعمل في مجال التدريس.
 
بعد الكثير من المحاولات من هالة في أن تجعل زوجها يتوقف عن ذلك أو أن يستبدل غناءها له بشيء آخر، باءت جميعها بالفشل، لجأت هالة إلى طلب الطلاق من زوجها، إذ أنها لم تكن لديها قدرة على استكمال تلك الحياة التي أصبحت العبء الكبير عليها، وبالرغم من رفض زوجها للطلاق طالبا منها محاولة الوصول لحل آخر، أصرت هالة على الطلاق، ما جعلها تبحث عن محام حتى تقوم برفع قضية خلع على زوجها.