رحلة حياة بين حب العمارة و حب التدريس

إعداد /  نجيب محفوظ نجيب.
تصوير / هانى ساويرس.

فن البناء. هو مهنته و حبه. فهو يرى أن العمارة و التدريس هما عالمين متميزين. العمارة هى فن بناء المبانى  )ألعمارة أم الفنون ( و التدريس هو نقل المعارف و لكنه أيضا فن بناء الإنسان . هذه هى قناعة الأستاذ الدكتور عادل المنشاوى أستاذ الهندسة المعمارية و التخطيط بكلية الهندسة و التكنولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا و النقل البحرى بالإسكندرية.

فقصة حبه للعمارة نشأت جذورها فى المراحل الأولى من حياته عندما كان يحب الرسم الذى أخذ ينمو و يتطور معه و يتخذ شكلا واضحا إلى أن أكتشف أن المجال الذى يجمع بين الدراسات الفنية و الدراسات الهندسية هو الهندسة المعمارية . فقد كان حلمه الذى كان يسعى بكل طاقته لتحقيقه أن يدرس الهندسة المعمارية. " لا يوجد أجمل من أن الأنسان يربط بين الهواية التى يحبها و الدراسة.

و بالرغم من الصعوبة الشديدة التى واجهتها فى دراسة الهندسة المعمارية التى يحتاج التفوق فيها إلى بذل مجهود كبير و شاق لكن فى النهاية كنت أشعر بسعادة بالغة عندما أرى المنتج النهائي الذى أقدمه و كنت أحتفظ به اعتزازا بالتعب و المجهود الذى تم بذله لكى أصل إليه. " يتذكر الدكتور عادل.

 ففى أثناء فترة الدراسة الجامعية، كان إلى جانب الدراسة التى كانت أمرا محببا لديه، كان يستفيد من الأجازة الصيفية فى التدريب و تعلم مهارات جديدة لكى يطور نفسه و ينمى قدراته و هذا ما ساعده مستقبلا فى حياته العملية. فقد كان حريصا طوال الوقت أن لا يترك فرصة بدون أن يتعلم شيئا جديدا . عندما وصل إلى السنة النهائية من الدراسة أراد أن يختار مشروعا للتخرج متميزا فاختار أن يعمل مشروعا أطلق عليه " محكى مدينة الإسكندرية فى منطقة القلعة. " و كان هذا بسبب حبه الكبير للمدينة التى نشأ فيها.

 سنة 1984 م و بمجرد حصوله على بكالوريوس الهندسة المعمارية التحق بالعمل كمعيد فى كلية الدفاع الجوى بالإسكندرية. " هذه الفترة اكتسبت من خلالها خبرة خاصة جدا و تعلمت أمورا كثيرة من أهمها أن التعلم يرتقى بالإنسان و يحوله إلى كائن له أبعاد أخرى أعمق من الأبعاد الشكلية. فكلما يزداد الإنسان علما يزداد رقيا. أيضا فى هذه الفترة التى كانت بداية الخبرات العملية بالنسبة لى علمتنى الجدية و الإلتزام و المثابرة. " يوضح الدكتور المنشاوى.

فى العام ذاتة بدأ مرحلة الدراسات العليا التى أدرك منذ بدايتها الفرق بين الطالب و الباحث، من متلقيا للعلم، الى باحث عن المعلومات ودراستها وتحليلها وتجميعها والربط بينها لكى يصل من خلالها إلى نتيجة جديدة . كان يدرس التصميم المعمارى و تخطيط المدن ولأول مرة كان يدرس الكمبيوتر . و بعد عام من الدراسة حصل على دبلوم الدراسات العليا فى الهندسة المعمارية عام 1985 م . كان لديه رؤية خاصة جدا و هى أن الدراسة مبدأ فى الحياة. فهى نوافذ و أبواب مفتوحة على العلم و المعرفة. فكلما أستطاع الأنسان أن يحصل على دراسة مناسبة يثقل بها مهاراته تفتح أمامه نوافذ و أبواب فى مجالات الحياة الكثيرة . و لهذا السبب اهتم ان يستكمل الدراسات العليا بدراسة الماجستير و كان عنوان الرسالة " إدارة مشروعات التشييد و البناء  " فى هذا الوقت كنت أواجه صعوبة بالغة فى الحصول على المعلومات أو المراجع الحديثة. و كان هذا من أصعب التحديات التى كانت توجد أمام الباحث فى هذا الوقت.

و قبل أن يتم إجازة موضوع رسالة الماجستير كنت قد بدأت مراسلة عدد كبير من الجامعات فى دول كثيرة. و قد كانت المراسلات تحتاج إلى مجهودا كبيرا و تستغرق وقتا طويلا فى هذا الوقت. و بالفعل بعد مناقشة رسالة الماجستير عام 1990 م و بعد حوالي عام و نصف من المراسلات وصلنى الرد من إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية " Arizona State University " ، و ماهى إلا أسابيع قليلة و كنت قد سافرت." يعبر الدكتور عن الحواجز التي كانت تعترض طريقه و لكنه تخطاها واضعا أمام عينيه هدفه الذى لا يحيد عنه.

فى جامعة أريزونا درس تخطيط المدن فى كلية التخطيط العمرانى التحطيط العمرانى بالدول النامية . و كانت الجامعة إلى جانب دورها الذى تقوم به فى الدراسة كانت تقوم بدور آخر كمركز بحثى و استشارى للتخطيط و الهندسة. فقام بالاشتراك فى بعض المشروعات مثل مشروع إعادة تخطيط مدينة Peoria و هذه التجربة كانت ثرية جدا بالنسبة له .

فهو كان عضوا فى فريق يتكون من ستة طلاب دكتوراة. فى البداية قاموا بعمل تخطيط المدينة بعد ان قاموا بشرح محاور التخطيط أمام شعب المدينة نفسه الذى شارك بإعطاء رأيه فى التخطيط. و هذه كانت المشاركة المجتمعية من جانب سكان المدينة وكيف يريدون أن يكون شكل تخطيط مدينتهم لكى لا يفرض عليهم أمرا هم لا يريدونه. ومنذ هذا الوقت كان قد تعلم أنه يجب عليه أن يأخذ رأى الناس قبل أن يبدأ فى اى عمل معماري او تخطيطى من أجلهم
 .
و بعد أخذ رأى السكان بدأ فريق العمل يصفى هذه الآراء و يأخذ براى الأغلبية ثم قام بوضع تصور و تخطيط عام للمشروع الذى بمجرد الإنتهاء منه قام بعرضه مرة أخرى على السكان لأخذ رأيهم فى شكل التخطيط النهائى للمدينة خلال العشرين سنة القادمة. و بعد تجميع تعليقات السكان أخذ التعليقات الإيجابية التى تتصل بالمنفعة العامة و بدأ يتداركها فى أثناء تعديل التخطيط ثم قام بعمل نموذج كامل لتخطيط المدينة و أيضا اصدار عدد خاص بمجلة المدينة
 ( (Peoria Times) لكى يشرح للناس كل تفاصيل العمل اللى تم تقسيمه على أربع مراحل كل مرحلة تستغرق خمس سنوات و فعلا تم البدأ فى تنفيذ المشروع بعد الموافقة عليه .

و خلال وجوده فى الولايات المتحدة الأمريكية أشترك بالعمل مع إحدى أكبر المنظمات التى تعمل فى مجال الهندسة المعمارية و هى منظمة  Habitat for     Humanity التى كانت تهدف الى عمل مساكن لغير القادرين " فالولاية التى كنت أقيم بها هى ولاية أريزونا كان يوجد على حدودها دولة المكسيك. فكان المكسيكيون يأتون بأعداد كبيرة للهجرة إلى الولايات المتحدة و بدأ المجتمع الأمريكى ينتبه إلى هذه المشكلة ففكر و قرر أن يقوم بادماجهم فى المجتمع. و من ضمن الأمور اللى كان يتم من خلالها التشجيع على إدماج هذه الفئات أن يتوفر لهم مبانى سكنية .
فكانوا يقومون بتعليمهم مجموعة من الحرف الخاصة بالبناء، ثم يعطونهم مواد بناء لبناء وحدات سكنيةمن مخلفات المصانع . و يبدأوا ببناء المساكن ، ثم تأتى الهيئات الإجتماعية لكى تقوم بعمل تقرير اجتماعى و بناء عليه يتم تسكين الناس. و لم يكن من حق الناس أن يبيعوا المسكن أو يتصرفوا فيه لمدة ثلاثين عاما لأنهم بيبنوه بتعبهم و بمجهودهم، فالناس التى تسكن بتشارك بأيديها فى بناء المساكن الخاصة بهم وبذلك بيتم ادماجهم فى المجتمع الأمريكى بطريقة عملية. فطول ما الإنسان حاسس بكيانه الإنسانى لازم يتعاطف مع أخيه الإنسان في احتياجاته و يبدأ يشارك المجتمع اللى موجود فيه علشان يقدر يوصل لحياة افضل. " يشرح الدكتور عادل قيمة و اهمية أن يشعر الأنسان بانتمائه إلى الإنسانية .

كان مستعدا لدراسة الدكتوراه فى الولايات المتحدة الأمريكية و لكن نظرا لظروف عائلية خاصة أضطر إلى العودة إلى مصر . و برجوعه إلى مصر بدأ الإعداد لاستكمال دراسة الدكتوراه و أعتبر أن الفترة التى قضاها فى الخارج كانت مرحلة لتلقى مقررات بالتخصص ولتجميع المادة العلمية. و كان موضوع رسالة الدكتوراه اللى حصل عليها عام 4881 م هو  " تخطيط المناطق السياحية ".

كانت كلية الهندسة و التكنولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري فى الإسكندرية انذاك قد بدأت بأربعة أقسام عام 4885 م ثم انضم إليهم قسم الهندسة المعمارية و التصميم البيئى عام 4881 م و هو عام حصول الدكتور عادل على درجة الدكتوراه فى الهندسة المعمارية و التخطيط. فطلب منه أن يقوم بالتدريس بقسمى العمارة والتشييد بالفعل منذ هذا الوقت و حتى الآن يعمل كاستاذ للهندسة المعمارية و التخطيط فى هذه المؤسسة التى تعتبر من أنجح المؤسسات الموجودة فى مصر والتى لها كيان محلى و عربى و أيضا دولى .

فهذه المؤسسة حاصلة على إعتماد الجودة من مؤسسات الجودة المحلية و الدولية و لها العديد من الاتفاقيات الدولية مع الهيئات و الجامعات الدولية، و نظرا لأن البرامج التى يتم تدريسها هى  برامج معتمدة فلهذا يأتى للدراسة بها طلبة من الدول العربية والافريقية كذلك لها برامج تبادل طلابى مع الجامعات العريقة من الولايات المتحدة، إنجلترا، فرنسا، ألمانيا .

و قسم الهندسة المعمارية حاصل على الاعتماد الدولى من المعهد الملكى للمعماريين البريطانيين t" Royal Institut of  British Architect " "  " RIBA " وهى من أكبر هيئات الاعتماد للبرامج المعمارية بالعالم . و بهذا تصبح الأكاديمية هى أول جامعة فى الشرق الأوسط تحصل على هذا الاعتماد الدولى مما دعا الجامعات المتميزة بالوطن العربى للاستفادة من هذة الخبرة وطلب الحصول عليها عن طريق الانتداب اليها ) كجامعة بيروت العربية بلبنان(.

فى الفترة بين 2013-2015 م تم اختيار دكتور عادل لكى يكون رئيسا لقسم الهندسة المعمارية و التصميم - فى الفترة ما بين عام 3142 البيئى، و كانت فترة عدم إستقرار نظرا للظروف الصعبة التى كانت تمر بها البلاد بعد الثورة. فكان أمام إدارة الأكاديمية تحديا كبيرا .
 " كان من أهم الأعمال التى قمت بها أثناء رئاستى للقسم هو عقد إتفاقية مع جامعة Cardiff  Metropolitan البريطانية. فى هذه الإتفاقية تم الإعتراف ببكالوريوس الهندسة المعمارية الذى تمنحه كلية الهندسة بالأكاديمية بأنه يعادل درجة الماجستير بجامعة  Cardiff Metropolitan  مع اضافة فصل دراسى هذا يحدث لأول مرة فى الشرق الأوسط، مما أدى إلى لفت نظر المتخصصين إلى المستوى العلمى الرفيع لطلبة و خريجى قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة بالأكاديمية .

بالاضافة الى ذلك تم عمل اتفاقية مع هيئة الاعتماد RIBA لِتكون الاكاديمية Center of  Excellence  لها بمنطقة الشرق الاوسط عام 2015 م.
أيضا قمت بعقد إتفاقية مع بعض الأقسام الأخرى التى توجد بداخل كلية الهندسة بالأكاديمية لعمل دراسات عليا مشتركة ماجستير ادارة المشروعات الهندسية ."يتحدث الدكتور بفخر عن بعض الأعمال التى قام بها للارتقاء بالمستوى التعليمى للطلبة.

و من الخبرات التى اكتسبها أثناء وجوده للدراسة و العمل فى الولايات المتحدة الأمريكية بدأ يجعل تحكيم المواد العملية عن طريق لجنة من الأساتذة Jury بدلا من أستاذ المادة فقط، فيتقدم الطالب بانتاجه العلمى الذى قام به أثناء السنة الدراسية و يتم مناقشته من خلال المحكمين و هذا أكثر عدلا للطالب و الأستاذ و النظام نفسه فيحصل الطالب على نتيجة عادلة لتعبه و مجهوده الذى قام به خلال العام الدراسى .

و كان يهتم بتحديث المكتبة المعمارية بالقسم التى كان يهتم بها شخصيا فكان يذهب بنفسه لمعرض الكتاب الدولى فى القاهرة لشراء الكتب و المراجع الحديثة و توفيرها للطلبة لكى يستعينوا بها فى عمل مشاريعهم وابحاثهم العلمية ذلك بالاضافة الى عمل اول مكتبة ديجتال بقسم العمارة ) 32TB ( وتحديث جميع المعامل لتواكب البرامج والمواد التى تم استحداثها بالقسم.

و تم الاهتمام بمادة التدريب العملى من قبل الدكتور المنشاوى بالمناهج الدراسية. وساهم فى سفر العديد من الطلبة القادرين للحصول على التدريب العملى أثناء الاجازة الصيفية فى بعض ا الجامعات الأجنبية بكل من ايطاليا، المانيا، انجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية و كندا .

و ايضا ساعد الدكتور المنشاوي فى إنشاء أقسام الهندسة المعمارية فى أفرع الأكاديمية المختلفة الموجودة داخل مصر وخارجها .

و على المستوى المهنى شارك فى عمل بعض المشروعات التى تتبع المكتب الهندسى أو الاستشارى الخاص بالأكاديمية، منها مشروعات داخل المقر الرئيسى للأكاديمية فى الإسكندرية و مشروعات لإقامة مقرات جديدة للأكاديمية داخل مصر و خارجها .

و كان يوجد جانب من المشروعات يخص الكنيسة القبطية شارك فيه من خلال الاستشارات الهندسية أو الأعمال الخاصة و Volunteer work التى قام بها لبعض الكنائس و الاديرة. " شاركت فى بعض اللجان مثل لجنة وضع لائحة التعليم الخاصة بالمعاهد العلمية الموجودة فى الكنيسة القبطية، و فى لجنة أيقنة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية و الاحتفال بمرور خمسين عاما على افتتاح الكاتدرائية سنة          و شاركت فى لجنة دير السلطان التى كانت مشكلة من قبل وزارة الخارجية المصرية لإعادة حقوق الكنيسة القبطية فى دير السلطان . و ساهمت فى الإستشارات لبعض الهيئات الدولية مثل اليونيسكو فيما يخص بالحفاظ على المدينة الرومانية بمنطقة أبو مينا الأثرية التى توجد على قائمة التراث العالمي. " يوضح الدكتورعادل.

كما ان الدكتور عادل استاذ زائر بالعديد من الجامعات المحلية والعربية والاجنبية مثل جامعة الاسكندرية وجامعة بيروت العربية Maquire University  باستراليا و  University of Valladolid باسبانيا.

الدكتور عادل المنشاوى قام بنشر عشرات الابحاث فى الدوريات العالمية المتخصصة وهو عضو لجان التحكيم بالعديد من المسابقات المعمارية والجامعات المحلية والاقليمية والمؤتمرات الدولية والدوريات العلمية وذلك مع الاشراف ومناقشة اكثر من مائة واربعون رسالة علمية فى درجتى الماجستير والدكتوراة.
ولأن العمارة بالنسبة للدكتورعادل كانت عشقا استمر معه طوال رحلة الحياة فقد ورث عنه أبناءه هذا الحب، فهم منذ الصغر كانوا يحبون زيارة الأماكن الأثرية من معابد و ومتاحف فنما فى ذهنهم هذا العشق للعمارة و الآثار و الفنون و هم الآن بالفعل يدرسون الهندسة المعمارية

 ويتوقع الدكتور المنشاوى أن جزء كبير من دراسة العمارة عالميا فى الفترة المقبلة، خاصة بعد الجاءحة التى يمر بها العالم حاليا، سوف يصبحOnline ، فالجزء الخاص بالمواد النظرية فى العديد من التخصصات و ليس العمارة فقط سوف يتحول إلى Online

الاتجاهات المستقبلية لخريجي الهندسة المعمارية يعملون Online مع مكاتب هندسية فى العديد من الدول بالشرق والغرب اما عن اقسام الهندسة المعمارية فانى احلم بان اراها كليات منفصلة تحتوى جميع تخصصات العلوم المعمارية واقسامها اللازمة للتصميم المعمارى والداخلى والتخطيط العمرانى وادارة المشروعات التى تربط بين الدراسة الاكاديمية والواقع. وكذا تداخل اقوى لتكنولوجيا التصميم فى الواقع الافتراضى لايجاد بيئة افضل للحياة .

 و فى نهاية هذه الرحلة التى اصطحبنا من خلالها استاذ الهندسة المعمارية و التخطيط للإبحار و الغوص فى عالمه الخاص يتوجه بالنصيحة إلى الجيل الجديد طالبا منه أن يستثمر وقته فى الحصول على العلم و المعرفة من خلال قنوات الاتصال المفتوحة على العالم كله التى توفرها التكنولوجيا الحديثة . فالعلم لا يوجد بين حوائط المدارس و لا ينتهى عند حدود اسوار المعاهد و الجامعات فقط و لكنه منهج و أسلوب حياة يستمر و يبقى بقاء الإنسان .