كتب – محرر الاقباط متحدون
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا رسالة رعوية حملت عنوان "شروط الوعظ"، وجاء فيها :
الوعظ شرطه الأول هو الوصول إلى مخاطبة الناس الذين تربط الواعظ بهم علاقة روحية وليتورجيا تقوم على المباشرة والبساطة والتواضع ولا تطلب إعجاب الناس وإدهاشهم.

قوة العظة لا تكمن في استخدام أساليب الخطابة واللغة القوية، بقدر ما هي في قوة الكلمة الإلهية المبّشر بها. فالفاعل هو نعمة الروح القدس والأداة هي قوانين الوعظ.

فالواعظ باللغة الكنسية هو مبشّر وليس خطيباً في الناس، ودوره إيصال الكلمة الإلهية وليس تعليم كلمته هو البشرية بحسب قول المزمور "يا ربّ افتح شفتّي فيخبر فمي بتسبحتك". وقوة العظة تتحدد بمقدار قدرتها على إيصال الرسالة الروحية والإنجيلية للناس لتوضع في موقع التنفيذ والحياة.

ممارسة الوعظ يجب أن تمس حياة الناس في حاجاتها ومشاكلها ورجائها. على أن يبتعد الواعظ عن لغة التهديد والتأنيب، وأن يلتزم لغة التهذيب والوداعة. فإن قوة العظة وفاعليتها ودعوتها للتوبة تكمن في قوة الكلمة الإلهية وليس في قساوة التعبير. وعلى الواعظ ألا يخلط بين تأنيب الخطيئة وتأنيب الخاطئ؛ لأن غاية العظة هي رفع قدرة المستمعين على التزام الحياة المسيحية، وأن تسكب في قلوبهم النعمة التي تقودهم إلى التوبة والرجاء. فالواعظ ليس حاكماً بل هو "المعزي"؛ لأن الواعظ وسيط سلام بين الموعوظ وإله السلام "إله كل تعزية".

أما عصرنة العظة فتعني تماماً التقليد، التقليد الذي لم يكن يوماً نسخاً للماضي، فالتقليد هو واحد، وهو أن يعمل الروح القدس فينا. هذا الروح عمل في القديسين والآباء. والتقليد هو أن تستمر هذه الطريقة في أن نجعل ذواتنا قيثارات للروح تعزف عليها الكلمة الإلهية في زمنها. ولا تعني (عصرنة العظة) بالأساس تبنّي كل ما هو جديد واللغة والتقنيات الدارجة ومعرفة الأساليب الحديثة والأمور الدارجة فقط، هذه قد تساعد. عصرنة العظة تنبع من قلب الراعي الحقيقي الذي يعيش مع رعيته كما هي اليوم ويشارك في مسائلهم ويشعر بحاجاتهم ويعرف ألامهم ويفهم لغتهم ويفهمون لغته. الرعاية الحقيقية تضمن عصرنة العظة.