د./ صفوت روبيل بسطا
بمناسبة صوم أمنا العذراء هذه الأيام المباركة (7 -21) أغسطس لنحتفل جميعنا بعيد إظهار جسد السيدة العذراء للتلاميذ  والرسل المكرمين .

ونحن نتابع( Live) من خارج مصر وداخلها نتابع نهضة صوم العذراء في كل كنائسنا وفي أديرتنا القبطية في كل مكان وبالرغم من إستمرار الحذر من فيروس كورونا ولكن الشعب المحب للمسيح وللسيدة العذراء بإيمانه القوي لا يخاف لا من كورونا ولا غيره.

ربنا قادر أن يحمينا ويحمي كل شعبه في كل مكان ببركة وشفاعة أمنا العذراء الطاهرة البتول في أيام صومها المبارك .

تعودنا من سنين كثيرة جدا أن نتبارك بدير السيدة العذراء بدرنكة في جبل أسيوط ومن نحن أطفال نزور الدير كل سنة وخاصة في هذه الأيام المباركة وكنا نفرح بموكب السيدة العذراء(الدورة) والتي كان يرأسها المتنيح القديس الأنبا ميخائيل شيخ المطارنة ، وبعد أن تنيح الأنبا ميخائيل وتم رسامة نيافة الأنبا يؤانس شك البعض في أن يحدث تغييرات في نظام الدير والخدمة والاحتفال بوصول الأسقف الجديد .

ولكن الأنبا يؤانس لم يغير أي شيئ مما تعود عليه شعب أسيوط طوال السنين التي تباركوا فيها في حبرية المتنيح الأنبا ميخائيل خاصة في الاحتفال بالدير من قيامه بالخروج علي رأس الموكب  (الدورة) لأيقونة السيدة العذراء وبنفس وعلي طريقة الأنبا ميخائيل متقدما علي رأس الأباء الكهنة وصفين للشمامسة علي الجانبين ويقوم بتحية ومباركة الشعب المحب للمسيح وللسيدة العذراء علي الجانبين ومن أعلي المباني  بالصليب المقدس في يده .
الأنبا يؤانس تصرف بحكمة كبيرة عندما لم يغير شيئ مما تعود عليه الشعب في أسيوط طوال سنين حبرية الأنبا ميخائيل التي زادت عن 60 سنة حافلة بالعطاء والخدمة .

بل ماذال في كل مناسبة يذكر بكل الخير والمحبة فضائله وأعماله  ومحبته له وتلمذته علي يديه نيح الرب نفسه الطاهرة في فردوس النعيم.
كل هذا جعل الشعب في أسيوط يتعلق ويحب الأنبا يؤانس لما لمس فيه من أصالة وسيره علي منوال أبيه  طيب الذكر الأنبا ميخائيل والتي جعلتهم لا يحسون بغياب أبوهم الروحي علي مدار كل هذه السنين.

من مبادئ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية العظيمة أنها كنيسة تسليم وكنيسة أبائية
فكنيستنا علمتنا أنه عندما يتسلم أب أسقف عصا الرعاية من أب سابق أنه لا يلغي أو يمحي  تاريخ وأعمال وسيرة سابقه كما يفعل رؤساء الدول أو كما يفعل أهل العالم .

بل كنيستنا تتقوي وتسير دائما علي درب الأباء السابقين ، وكما تسلم أبائنا الرسل من السيد المسيح له كل المجد وسلموها بعدهم للاباء البطاركة والأساقفة من بعدهم وهكذا حتي يومنا هذا من غير أن يتنكر أب لأب سابق بل يسير علي نفس الدرب الأبائي.
وهذا هو سر قوة كنيستنا القبطية علي مدار الأجيال وحتي مجيئ رب المجد في مجيئه الثاني.

نقطة أخيرة
قد نتفق أو نختلف في شخصية أحد الأباء ولكن عندما نجد فعل طيب وقدوة صالحة وجب علينا أن نظهرها للنور لتكون عبرة لنا ولأولادنا من بعدنا .
وإذا كان البعض يختلف حول شخصية الانبا يؤأنس فلا ننسي أننا كلنا بشر وكلنا تحت الضعف ، ولا ننسي أن تلاميذ السيد المسيح كان كل واحد له شخصيته ومزاياه وعيوبه ولكن السيد له كل المجد أستطاع أن يشكلهم ويغيرهم ويجهزهم للخدمة لكل المسكونة،   وبحلول الروح القدس المبارك عليهم أمتلأوا قوة ونعمة  وجالوا في كل الأرض يبشرون بملكوت السموات .
بركة وشفاعة أمنا العذراء الطاهرة البتول تكون معنا جميعا .
وكل سنة وأنتم طيبين وببركة العدرا محروسين.