جمال رشدي يكتب
في صالة الانتظار بمطار القاهرة الدولي وأثناء رحلتي بالطائرة الي الأردن ومن ثم الي السعودية، جمعتني  الصدفة بالكاتب الصحفي اليمني رداد السلامي، وعند تشابك أطراف الحديث قال لي انه ذاهب إلى الأردن عند صديق له ليحاول السفر كلاجئ الي احد دول أوروبا، والدموع تتحجر في عينيه وجبهته كالصخرة التي بكى عليها المسيح أثناء الصلاة، وهزيز أنفاسه الذي كان ينطق وجع والم، قال لي احمدوا واشكروا واسجدوا لله على نعمة الجيش المصري الذي حافظ لكم على مصر، انتم بلد حضاري وتاريخي رائع لديكم الحس والوعي الوطني الذي ساهم في بقاء مصر، لديكم مؤسسات دولة عريقة،.، وسبب بقاء واستقرار مصر انكم جينات واحدة لا يفرقها عرق قبلي او ديني،، شعب يحب الحياة، استطعتم فعل المعجزات،، فمن دولة على حافة الانهيار وخلال ست سنوات استطعتم ان تنصبوا أنفسكم داخل دوائر التقييم العالمي الذي ينبئ بولادة قوة عظمى خلال سنوات قادمة... واثناء صمتي لسماع كلماته،، تذكرت أحاديث البعض لي أثناء اجازتي في مصر  والذين يشكون من بعض مشاكل الحياة، وتمنيت ان يكونوا هؤلاء حاضرين لسماع نغمات كلمات الكاتب اليمني الذي يلحنها بدموعه عن مصر،، وامنيته الدفينه ان تتوفر في اليمن القليل جدا من أمن وأمان مصر.

وعند سؤاله عن أحوال اليمن، قال لي للأسف الوضع لا يطاق وليس هناك امل في توحد اليمن مرة أخرى بل الأمر يتجه الي تقسيمها الي ثلاث دول، وإلغلاء يحتسي كل شئ والمواطن بين نيران المتصارعين بين الإصلاح الاخواني والحوثي الدموي والانتقالي القاتل،، وقال لي نحن في اليمن لدينا العنصرية القبلية في مناطق عديدة وهذا سر تمزيق اليمن.

وعندما سألته من هو الاقوى في تلك العصابات والمجموعات، قال لي الإصلاح الاخواني هو الأكثر شعبية، والحوثي الدموي هو الاقوى عسكريا، ومرة أخرى طرحت سؤالي هل لو عبدالله صالح لم يقتل كان المشهد سيتغير في اليمن،، إجابتي آن عبدالله صالح هو سبب الخراب لانه كان يقول من يحكم اليمن لابد أن يرقص على رؤوس الثعابين، فما بين تحالفاته مع الحوثيين والإخوان ومجموعات أخرى، استطاع هؤلاء اختراق كل مؤسسات الدولة فكريا وثقافيا وهو السبب فيما وصلت اليه اليمن، والجيش اليمني كان جيش عائلة عبدالله صالح،.

وعندما سألته لماذا لا تحسم الحرب والصراعات في اليمن لأي طرف،، أجاب ان ذلك يرجع إلى رغبة القوي الدولية الكبري لأنها تريد بقاء الصراع كذلك دون هازم او مهزوم لان ذلك هو المطلوب من تفتييت الأوطان وفتح أسواق لشركات السلاح والعصابات الدولية لتجارة الطاقة والموارد الطبيعية التي تصب في تلك الدول.

ومرة أخرى سألته، هل تعذر بقاءك في اليمن لدرجة خروجك منها للبحث عن اللجوء،، قال نعم ابني في مدينة صنعاء وانا في منطقة أخرى ومنذ سنوات لا استطيع دخول صنعاء التي يحتلها الحوثيين لأنهم سيقتلونني حتما، انهم عصابات قتل وسفك دماء وغوغائئين ولا يعرفون الرحمة، ولقد تم سجني من قبل بسبب ارائي وكتاباتي وانا الان ابحث عن مأوي يحميني في امان باقي ايام حياتي،، وتركني الكاتب اليمني لدقائق ليقضي حاجاته وفي تلك الدقائق سجدت كثيرا بقلبي لله وقبلت كثيرا بعقلي تراب وأرض مصر ولو بيدي الأمر لحملت بيادة جيشي فوق رأسي في كل رحلة حياتي حتى اقول للجميع هذا فخري وفخر اسرتي وفخر كل مصري،، انها بيادة الشرف التي هزمت أقوى مخططات الاعداء وحافظت على مصر،، بعد دقائق رجع الكاتب الصحفي رداد السلامي وقال لي الله على جمال المطار انه أجمل مطارات العالم ومرة أخرى قال لي الشقيق اليمني حافظوا على مصر اني اراها عظيمة في بقاءها وتقدمها،، انتم شعب أصيل ورائع وجميل، لا تعرفون الصراعات ولا الضغينة ولا الحقد، انتم سلالة عظيمة في التاريخ.

انتهى حديثي مع الكاتب اليمني ولكن بقت كلماته في ذهني وقلبي وقلمي اريد ان ارسلها الى كل مواطن مصري حتى يعلم نعمة الله الذي منحها لنا على يد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي البطل  والجيش المصري العظيم والشرطة المصرية الوطنية.
حفظ الله مصر من كل سوء