بقلم : د. مجدى شحاته

تسببت جائحة ( دلتا) النسخة المتحورة من فيروس كورونا، فى صدمة غير مسبوقة على المستوى العالمى ، وأسفر ذلك عن سلوكيات وسياسات متباينة . كثير من دول العالم اتبعت استراتيجية ( البقاء للأصلح ) ذلك المصطلح الذى ارتبط بنظرية عالم الاحياء البريطانى تشارلز داروين الذى اقترح أن الكائنات الحية الاكثر تكيفا مع البيئة هى الاكثر نجاحا فى البقاء على قيد الحياة ، وفقا لآلية الانتخاب أوالانتقاء الطبيعى .
 
ورفضت تلك الدول سياسة الانغلاق وسمحت بالانفتاح تحت ضغط شعبى ، وبالتالى تفشى الوباء القاتل بين الآلاف والملايين من شعوب تلك الدول المنفتحة ، يبقى على قيد الحياة أصحاب المناعة الاقوى وفقا لنظرية داروين ( البقاء للأصلح ) .
 
وهناك من لم يتمكن جهازه المناعى من مقاومة الفيروس الشرس... ليرحل عن عالمنا الفانى ، وكل ذنبه ان جينات أجداده لاكتساب المناعة ضعيفة ، وبالتالى لا يرقى للبقاء على قيد الحياة .( حكم القوى على الضعيف ) !! السيناريو الذى يعود بنا الى عالم الانسان الاول ،الذى كان يسكن الغابات والادغال والكهوف قبل فجر التاريخ . وعلى جانب آخرهناك دول وفى مقدمتهم استراليا تتبع سياسة الانغلاق وتطبيق القيود
 
الاحترازية للحد من تفشى الوباء واكتمال التطعيم لكل المواطنين من منطلق ( البقاء للجميع ) وليس من منطق ( البقاء للأصلح ) . وعلى ارض الواقع توجد ولايات ومدن استرالية لم تسجل اى حالات عدوى جديدة . لا شك ان اتباع سياسة الانغلاق فى حالة الوباء ، أمر صعب وشاق ومرهق للحكومات والشعوب ، والاكثر تكلفة اقتصاديا وامنيا واجتماعيا لكنه الاسلوب الانسب والافضل علميا وانسانيا وأخلاقيا . والاسلوب الذى تتبعه الحكومات الرشيدة التى تسعى بكل الاخلاص والامانة لحماية شعوبها من منطلق (البقاء للجميع ) وليس للأقوى. 
 
أى سجين فى سجنه ، كل ما يتمناه ان يكون حرا طليقا ، واذا اصيب هذا السجين بمرض خطير، أصبح  كل ما يرجوه هذا السجين ، هو ان ينال الشفاء والصحة ولا يفكر فى حريته بعد !!!!   والسؤال : هل وصلت الرسالة الى من يتظاهرون ضد الانغلاق ؟؟؟؟