كتب – روماني صبري
وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد زيارته الأولى إلى المغرب بعد استئناف العلاقات بين البلدين بالتاريخية، مضيفا بأنها خطوة أخرى نحو تعزيز السلام المنشود، ويراهن كثيرون على ما يمكن أن يحمله التقارب المغربي الإسرائيلي، من فرص إحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط، فما أبعاد هذه الزيارة وإلى أي مدى يمكن أن تعزز السلام؟.

خدمة للسلام في المنطقة
عهد جديد من العلاقات بين المغرب وإسرائيل يتجسد اليوم بهذه الزيارة للابيد للمغرب، ما أفاق التعاون بين البلدين الأبرز من وجه نظر مغربية؟، وردا على هذا السؤال قال محمد لعروسي أستاذ العلاقات الدولية :" في اعتقادي ان الدبلوماسية المغربية تتحرك في اتجاه "تمتين" العلاقات الثنائية مع إسرائيل.

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، وذلك في إطار اتفاق التطبيع بين البلدين في العاشر من ديسمبر عام 2020.

لافتا :" أظن ان الوتيرة التي دام بها هذا الاتفاق ربما لم تكن بالسرعة القصوى، لان لكل طرف حساباته الخاصة، هناك أيضا بعض العوامل أو الإضلاع الرئيسية التي تعتمد علي الدبلوماسية المغربية.


واستطرد :" أولا ضمان استمرار الموقف الأمريكي والإسرائيلي من سيادة المغرب على الصحراء الغربية، أيضا العنصر الفاعل الثاني الذي  يتعلق بأساس البعد القومي الديني باعتبار الطائفة المغربية اليهودية المتواجدة في إسرائيل، وهذا عنصر أساسي كان متواجدا دائما.

مشيرا :" لا ننسى أيضا ان علاقة الدولتين لها جذور تاريخية، ترجع الى الراحل جلالة الملك محمد الخامس، وأيضا الحسن الثاني رحمهما الله.

لافتا :" واللذان كانا يدافعان دائما وبشراسة عن اليهود المغاربة ونحن نعلم انه كان هناك دفاع كبير خاصة في حكومة "فيشي"، وأيضا الحسن الثاني لعب نفس الدور، العلاقات كانت موجودة دائما ولم تقطع أبدا.

مشددا :" ويظل المغرب متشبثا بموقف ايجابي إزاء الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وهو الموقف الذي كان سبب القطعية الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل من سنة 2000.


ورأى محمد لعروسي أستاذ العلاقات الدولية، أظن ان المجالات الآن مشرعة على التعاون، وأظن أن البداية ستكون خجولة لكن مع الوقت سيتم "تمتين" هذه العلاقات خدمة للسلام في المنطقة.

تداعيات الزيارة ؟
ولفت مائير كوهين الدبلوماسي السابق :" هذه الزيارة سينتج عنها تطورا وزخما في العلاقات الإسرائيلية المغربية .

مضيفا :" وكما قال لابيد هذه الزيارة تعتبر تاريخية لأنها الأولى من سنة 2003 ، واعتقادي ان ذلك يعود لسببين ، ان البلدين استطاعتا تخطي تداعيات الحرب التي جرت في غزة.

وتابع :" والنقطة الثانية تتعلق بالموقف الأمريكي فيما يتعلق باعتراف إدارة الرئيس الأسبق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

لافتا :" وهذا كان السبب في إحجام المغرب من إعلان التطبيع الكامل مع إسرائيل أسوة بالدول التي وقعت على الاتفاق الإبراهيمي وهي : الإمارات العربية والبحرين والسودان.

وكان أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تغريدة له في يوم 10 ديسمبر 2020 عن حدوث اتفاق بين المغرب بقيادة الملك محمد السادس وإسرائيل بقيادة رئيس الوزراء وقتها  بنيامين نتنياهو وبموجب هذا الاتفاق ستُقام علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين.

ويُطلق على الاتفاق المغربي الإسرائيلي العديد من التسميات، وتتضمن: اتفاق التطبيع المغربي الإسرائيلي، معاهدة السلام المغربية الإسرائيلية، اتفاق السلام المغربي الإسرائيلي، الاتفاق الثلاثي (المغربي-الإسرائيلي-الأمريكي.