كتب – روماني صبري
ساعات قليلة كانت كفيلة لإعادة عقارب الساعة 20 عاما إلى الوراء، فحركة طالبان سيطرت على العاصمة الأفغانية كابل دون مواجهة تذكر، وتبشر بإعلانها دولة الإمارة الإسلامية، فيما الرئيس الأفغاني يغادر البلاد لتجنب إراقة الدماء كما قال، وشهد مطار كابل قيام الأفغان بالتعلق بطائرة عسكرية أمريكية حاولوا التمسك بها، وذلك لمغادرة أفغانستان بعد استيلاء حركة طالبان المتشددة عليها.

بعد ان سيطرت على كل المحافظات
لمناقشة هذا الملف، زعم محب الله شريف/ صحافي ومحلل سياسي، حركة طالبان أعلنت لمسلحيها بعدما سيطرت على كل المحافظات في البلاد، ولما وصل هؤلاء إلى مشارف أبواب العاصمة كابل ان يقفوا هناك ولا يقتحموا المدينة ولا يخوضوا قتال.

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم" :" بعد تقريبا من الساعة 8 إلى 3 كان هناك فراغ في كابل، فالقوات الأمنية انصرفت وتركت مراكزها والقوات الأمنية التي كانت تقوم بالأمن وضبط الأوضاع داخل كابل كذلك اختفت وكل الأمور سلمت إلى الفوضى.

وواصل :"رأت حركة طالبان أن الأمر بات عشوائي فثمة فوضى وجرائم سرقة بحق مواطنون، فأمرت مسلحيها بالاتجاه إلى العاصمة الأفغانية .

هل الانسحاب خطر على روسيا والصين ؟
يجري الحديث من قبل أطراف عدة بان ما جرى هو اتفاق ضمني على انسحاب سلس للقوات الغربية مقابل تسليم البلاد لطالبان دون أي مواجهة؟ .

وردا على هذا السؤال، قال الدكتور ادموند غريب / أستاذ العلاقات الدولية :" بالفعل هناك أسئلة أكثر من الأجوبة، وهناك بعض الأمور المعروفة، وهناك أمور ربما قد نعلم عنها أكثر خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.

مستطردا :" وهناك أمور ربما ستبقى سرية إلى أن يتم الكشف عن وثائق حكومية رسمية بعد حوالي ربع قرن من الزمن أو ما يقارب ذلك، ونرى الآن داخل الولايات المتحدة الأمريكية انقسامات حادة.

موضحا :" الانقسامات ليست في أوساط الرأي العام حول أفغانستان، لا بل أن معظم الأمريكيين حتى اليومين الماضيين لم يكونوا ليركزوا على قضية أفغانستان.

وتابع أستاذ العلاقات الدولية، بل كانوا يركزون على أزمة الوباء وارتفاع معدلات الجرائم والهجرة غير الشرعية والاقتصاد وكل هذه الأمور.

لافتا :" الاستراتجيين كان يركزون على القضايا التي تهم المصالح الأمنية الأمريكية، مثل عودة روسيا للعب دور على المسرح الدولي، وبروز الصين وصعودها بالتالي فان التركيز بالنسبة للسياسة الخارجية كان على هذه المواضيع.

مشيرا :" بالطبع أفغانستان لا يمكن إبعادها كثيرا عن هذا المشهد لان هناك من ناحية من كان يرى ان الولايات المتحدة كان يجب ألا تبقى في أفغانستان وربما هذا الرأي هو رأي غالبية الأمريكان.

موضحا :" النخب الأمريكية هي من كانت ترغب في البقاء، كذلك صناع القرار لأنهم يعتقدون ان هذه المنطقة إستراتجية لمحاربة الإرهاب كما كانوا يقولون، ولأنها قريبة من الحدود مع روسيا ودول أسيا  الوسطى مع الصين ومع إيران.

وأشار ادموند غريب / أستاذ العلاقات الدولية :" وهناك من يعتقد ويؤمن ان الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان سيكون له تداعيات سلبية .

موضحا :" هؤلاء يقولون ان الولايات المتحدة بانسحابها تركت قنابل موقوتة لروسيا وللصين ولإيران، مشيرا :" لأنه إذا استقطبت حكومة طالبان جهاديين ومقاتلين من القاعدة وداعش فان هذا قد يشكل قلق وخطر على هذه الدول.