كتب – روماني صبري
هل تنجح بكين في اقتلاع الشوكة التي وضعتها واشنطن على طريق الحرير، سؤال يلخص فرضية مفادها أن الولايات المتحدة سلمت أفغانستان لحركة طالبان من أجل ضرب الاستقرار الأمني والاقتصادي في المنطقة وهو ما يجهض مشروع الحزام والطريق الصيني الذي يشكل تهديدا كبيرا لمصالح الولايات المتحدة، لكن بكين سارعت للتأكيد على دعمها لكابل رغم وصول طالبان للسلطة، فهل تتحول أفغانستان إلى ورقة رابحة في يد الصين ؟.

بكين تنتظر التزام طالبان

واستعرضت فضائية "روسيا اليوم، ابرز تصريحات الصين، وتعهدت بكين بمساعدة أفغانستان بعد وصول حركة طالبان المتشددة للسلطة، وقالت الخارجية الصينية أنها تأمل أن تفي طالبان بوعودها وتوقف القتال في أفغانستان، بكين تقول إنها تنتظر التزام طالبان بتشكيل حكومة شاملة في البلاد، وحملت الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية تدهور الأوضاع في أفغانستان، مشددة على انه لابد وان يدينها المجتمع الدولي.  

طالبان اتفقت مع الولايات المتحدة
لمناقشة هذا الموضوع قال دكتور وائل عواد / خبير بالشؤون الأسيوية، الولايات المتحدة قررت احتلال أفغانستان بزعم محاربة تنظيم القاعدة وملاحقة أسامة بن لادن.

مضيفا عبر تقنية البث المرئي للفضائية التي أتينا على ذكرها،  لكنها تخلصت من بن لادن في الأراضي الباكستانية ورغم ذلك بقيت في أفغانستان، لافتا :" لذلك علينا أن ننظر إلى هذه القضية من أكثر من منظار تاريخي للدور الأمريكي في أفغانستان على مدى 20 عاما.

مستطردا :" عندما قررت الولايات المتحدة الانسحاب من هناك تركت هذا الفراغ الأمني الكبير وبالتالي سارعت حركة طالبان بالاستيلاء على جميع مداخل البلاد وأيضا إسقاط الحكومة الحالية لأشرف غاني.

مشيرا :" حركة طالبان اتفقت مع الولايات المتحدة في فبراير العام الفائت، ماهية هذه الاتفاقية لا احد يعلمها، واعتقد ان الولايات المتحدة كانت تدرك ان هذه السيطرة التدريجية لحركة طالبان كانت مدروسة.

وشدد دكتور وائل عواد / الخبير بالشؤون الأسيوية، لذلك الوضع الآن يشكل قلقا أكثر لدول الجوار من الولايات المتحدة .

استنزاف للأموال الأمريكية
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد سيطرة طالبان، أنفقت الولايات المتحدة 3 تريلونات دولار في أفغانستان، وروسيا والصين تريدان منا أنفاق المزيد من الدولارات هناك في أفغانستان، وأنا أقف متمسكا بقراري الذي اتخذته، وبعد 20 عاما، أدركت بأنه لم يكن هناك أوقات أفضل لسحب القوات الأمريكية أكثر من الآن.

 وشدد بايدن على ان روسيا والصين تريدان استنزاف واشنطن وإطالة حربها في أفغانستان، هل تتلخص في هذه الجملة ما تريده الولايات المتحدة من خروجها من أفغانستان؟، أم أن الذهاب إلى ضرب استقرار المنطقة فيه ربما أسباب اكبر لخروجها ؟.

وردا على هذه الأسئلة قال دكتور هشام إسلام / مستشار نائب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق :" أسباب خروجنا من أفغانستان عملية بسيطة، وقرار الخروج لم تتخذه إدارة بايدن بل هو موجود منذ إدارة ترامب إذ تم وضع خطة لسحب القوات الأمريكية من هناك.

مضيفا :" الإدارة الأمريكية الحالية من نفذت الخطة، ولازم الناس تعرف ان وجودنا في أفغانستان كان وجود عسكري، ووزارة الدفاع  الوحيدة في أي حكومة في أي دولة مبتعملش ربح للحكومة هي تعطي حماية لكن لا تجعل الدولة تجني أرباح.

مشيرا :" لذلك بقاء قواتنا هناك في أفغانستان استنزاف للأموال الأمريكية، المطالب بتاعتنا في كابل انتهت ومفيش أسباب تخلينا نفضل هناك وكان الأفضل ان شبابنا يرجعوا لوطنهم والأموال التي تضخ لأفغانستان يتم استثمارها.