تحل ذكرى اكتشاف حطام السفينة الأشهر في التاريخ، "تيتانيك"، اليوم الأربعاء، حيث تم اكتشافها في 1 سبتمبر عام 1985م، على يد المستكشف روبرت بالارد، خبير علم المحيطات.

 
وفيما يلي، نروي قصة اكتشاف حطام السفينة كما رواها "بالارد" بنفسه، لموقع "سي إن إن".
 
عندما تولى بالارد هذه المهمة الضخمة، كان عليه أولا تحديد موقع سفينة الركاب البريطانية، التي غرقت شمال المحيط الأطلنطي، في 15 أبريل 1912م، ورغم أنه لم يكن متحمسا تجاه "تيتانيك"، إلا أنه كان مهتما بالعثور على الحطام الذي شهد عدة محاولات فاشلة من قبل المستكشفين الآخرين.
 
حاول بالارد تحديد موقع السفينة لأول مرة في شهر أكتوبر عام 1977م، وذلك باستخدام سفينة الإنقاذ "سيبروب"، وهي سفينة مزودة بمعدات سونار وكاميرات مثبتة في نهاية أنبوب الحفر.
 
أُجبر بالارد على الاعتراف بالهزيمة عندما انكسر أنبوب الحفر، ولم يستطع تحديد موقع السفينة، لكن بمجرد عودته من الرحلة، قام بتطوير روبوتات يمكنها التجول في قاع المحيط لجمع الصور والمعلومات، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا النوع من التكنولوجيا.
 
بعد تطوير معداته، عاد بالارد إلى الموقع ومسح قاع المحيط لعدة ساعات دون الحاجة إلى الدخول في الغواصة، لكن كانت الرحلة الاستكشافية هذه المرة جزءا من مهمة عسكرية أمريكية سرية لاستعادة غواصتين نوويتين محطمتين، "ثريشر" و"سكوربيون"، اللتان غرقتا في قاع شمال المحيط الأطلنطي.
 
وقبل الموافقة على المهمة، التي وقعها الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان، سأل بالارد عما إذا كان بإمكانه البحث عن "تيتانيك" بمجرد استكمال هذه المهمة السرية للغاية.
 
وبينما لم يأخذ بالارد إذنا للبحث عن حطام السفينة، قيل له إنه يستطيع فعل ما يريده بمجرد عثوره على تلك الغواصات النووية.
 
قال بالارد لـ"سي إن إن": "كان الأمر صعبا بالنسبة لي لأنني لم أستطع قول الحقيقة لسنوات عديدة، حول من دفع ثمن ذلك بالفعل، فقد كنت أقوم بمهمة سرية للغاية في ذروة الحرب الباردة، التي كنا نخوضها مع الاتحاد السوفيتي، وكان البحث عن تيتانيك مجرد غطاء لهذه المهمة الخطيرة".
 
في 1 سبتمبر لعام 1985م، أدرك الفريق أنه عثر على حطام السفينة الغارقة التي اصطدمت بجبل جليدي قبالة ساحل نيوفاوندلاند خلال رحلتها الأولى، وبينما احتفل بالارد بهذا الاكتشاف، إلا أنه سرعان ما تأثر بالمأساة التي تسببت في مقتل أكثر من 1500 شخص.
 
في السنوات التي تلت العثور على السفينة، التقى بالارد بالعديد من الناجين، وكثير منهم كانوا مجرد أطفالا عندما غرقت، وقال إنه يشعر بالفخر لكونه أصبح جزءا من ذلك التاريخ.
 
في حين أنه يعتقد أنه يجب ترك الموقع بمفرده، إلا أنه يتفهم سبب رغبة الناس في رؤيته بشدة، ولهذا السبب يخطط لإنشاء متاحف تحت الماء لكل من "تيتانيك" وشقيقتها السفينة "بريتانيا"، التي غرقت في بحر إيجه عام 1916م، للسماح للزوار بالسفر إلى الحطام افتراضيا.