الأقصر - إيمان الهواري

كشف الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن سبب إزالة وهدم قصر توفيق باشا أندراوس التاريخي، الواقع في حرم معبد الأقصر والمطل على نهر النيل. 
وأوضح وزيري في تصريحات صحفية له، اليوم الأربعاء، أثناء مرافقته لرئيس الوزراء في جولته الميدانية بالأقصر، أن القصر تعرض للتصدع وأصبح آيلًا للسقوط بعض قيام بعض لصوص الآثار بمحاولة للحفر والتنقيب أسفل القصر.
 
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن القصر يوجد أسفله بقايا معبد فرعوني مشيرًا إلى أن أعمال الحفر والتنقيب عن هذا المعبد ستجرى خلال ثلاثة أيام ومن المتوقع أن تنتهي خلال مدة ما بين ثلاثة إلى أربعة شهور.
 
أنشأ توفيق باشا أندراوس القصر في عام 1897 وهو واحد من مجموعة القصور ذات القيمة التاريخية النادرة، وكان يضم مجموعة من القطع الأثرية التي نقلت إلى المخازن الأثرية في الأقصر قبل حوالي 20 عامًا.
 
وذكر مؤرخون أن توفيق باشا أندراوس استضاف في قصره هذا رموزًا تاريخية وحصل على الباشوية وكانت له مواقف وطنية يذكرها التاريخ إذ كان توفيق عضو مجلس النواب لـ3 دورات متتالية دون منافس منذ عام 1923 إلى 1935 ولم يجرؤ أحد على الترشح أمامه وأطلق عليه "سبع الصعيد" بعد مبايعته لسعد زغلول باسم المسيحيين وكان يتولى إدارة مؤتمرات حزب الوفد ويتبرع بالأراضي والأموال لصالح خزينة الحزب.
 
ويذكر له التاريخ تصديه للإنجليز والحكومة حينما استقبل الزعيم سعد زغلول عام 1921 عندما صادرت الحكومة وسلطاتها حرية سعد زغلول في رحلته النيلية ومنعت الباخرة التي يستقلها الزعيم من أن ترسو على أي شاطئ من شواطئ المدن إلا أن صاحب القصر لجأ إلى حيلة شجاعة، واستضاف الزعيم في قصره وقال جملته الشهيرة: "إحنا هانرجع سعد بالقوة وأنا عندي رجالتي". كما استضاف القصر كثيرًا من مشاهير العالم ويتصدر القصر واجهة معبد الأقصر.
 
وفي يناير عام 2013 عُثر على جثتي "صوفي توفيق أندراوس" 82 سنة، و"لودي توفيق أندراوس" 79 سنة مقتولتين داخل قصرهما، ولا زالت جريمة قتلهما يكتنفها الغموض حتى الآن.