كتب – روماني صبري
العلاقة بين الجارين تونس وليبيا ليست على ما يرام، هذا ما يؤشر إليه تبادل الاتهامات بين الطرفين بتصدير الإرهاب... الشرارة انطلقت مع تصريحات رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري القيادي في حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لتنظيم الإخوان، واعتباره ما جرى في تونس إثر قرارات الرئيس قيس سعيد انقلابا، هجوم المشري لم يوفر أيضا زيارة نائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي لتونس، معلنا أنها لا تمثل وجهة نظر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.. الدبيبة نفسه أيضا دخل على خط تبادل الاتهامات مع تونس، وقال إن الإرهابيين يدخلون ليبيا عبرها، إلا أنه عاد وتراجع ليؤكد أن علاقة أخوية تربط البلدين... فهل تراجع رئيس الحكومة الليبية يهدئ الأجواء؟ ..وكيف تبدو بالفعل العلاقات بين ليبيا وتونس والأهم  من ذلك على أي ادلة و براهين بنيت التصريحات المتعلقة بتصدير الإرهاب بالاتجاهين؟ وهل انتفت؟.

لتصعيد ازمته في الحكم
للحديث حول هذا الملف، قال عبيد الخليفي الاكاديمي والباحث في الجماعات المتشددة :" موقف الدبيبة مرتبك، هو يقوم اساسا على تصعيد ازمته الداخلية في الحكم.

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، ويبدو ان اقتراب مرحلة الانتخابات والفترة الانتقالية التي يجب ان تنتهي جعلت الدبيبة يبحث عن فرقعة اعلامية تتعلق ولو بلغ الامر الى توتر العلاقة مع تونس من اجل ايجاد صورة لمستقبله السياسي.

الاخوان كاذبون
لافتا :" وهناك شائعات تقول بان الدبيبة الغيت زيارته الى تونس التي كانت مقررة وان هذا الالغاء يعود لهذا التوتر، وفي الحقيقة ان رئاسة الجمهورية التونسية هي التي طلبت منه تأجيل هذه الزيارة.

وواصل :" كما طلبت من محمود عباس تأجيل الزيارة لاسباب داخلية تتعلق بالشان التونسي من اجل اعادة ترتيب المشهد السياسي في تونس او الكلمة والخطاب المنتظر من طرف رئيس الجمهورية.

مشيرا :" كلمة الدبيبة بين الامس واليوم هي فيها نوع من تهدئة الاجواء في محاولة للخروج من هذه الازمة التي اختلقت من عدم، ولم يكن لها مبرر من اصل .

موضحا :" ملف الارهاب في علاقته بين تونس وليبيا هو ملف معقد وشائك قديم يعود الى عام 2011 بالتالي لديه امتدادات عميقة وقديمة ولا يمكن لهذه التصريحات السياسية الا ان توتر الاوضاع وتفصل المصالح السياسية عن المصالح الامنية وتخفف من حدة التعاون بين الجهات الامنية سواء الليبية او التونسية.

اتهامات مغلوطة
هل كانت ليبيا بحاجة الى هذا الموقف المتشنج الان مع تونس، هل يصدر السياسيين في ليبيا ازماتهم للخارج مع اقتراب الانتخابات؟، وردا على هذه السؤال، قال محمد شوبار المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية :" بالطبع الخطاب او بيانات رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة والاتهامات التي القاها تجاه الحكومة التونسية هي اتهامات مغلوطة.

وواصل :" لانها في الحقيقة لم تستند لاي ادلة، ولم نسمع الحقيقة من اي مسؤول في الحكومة التونسية الحديث عن كل هذه الادعاءات الباطلة، ادعاءات الدبيبة استندت على بعض الشائعات التي نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي.

لافتا :" هناك تراجع واضح للدبيبة خصوصا التغريدة التي اطلقها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي والتي تحدث فيها عن عمق العلاقة بين الشعب التونسي والليبي.

موضحا :" رئيس مبادرة القوى الوطنية الليبية قدم رسالة تهدئة للرئاسة التونسية منذ اسبوع ماضي ونشرتها صحيفة "تونزيا تليجراف" وعبر خلالها على عمق العلاقة بين الشعبين التونسي والليبيي كما أكد فيها بان الاراضي التونسية كانت ملاذا امنا لكل الليبيين من مختلف اطيافهم السياسية لاسيما من عام 2011 حتى هذه اللحظة.