توفيق أكليماندوس
١١ سبتمبر ٢٠٠١... الخامسة والنصف مساءا... كنت أحاول جاهدا البحث عن معني مفيد في ورقة تافهة كنت أقرأها كاتما شخراتي في مكتبي في السيداج... وريما لم أنجح (في كتمها)...

دخلت زميلة مكتبي... فرنسية من أصل جزائري وتتصرف دائما ليكون للغات الإنجليزية والفرنسية والعربية تمثيل مشرف في أي جملة تقولها... وقالت لي أن طائرات اصطدمت بالتوين تاورز في نيو يورك.

العبد لله لم يكن يعرف ما هي التوين تاورز -معلهش فلاح- ولكنه فهم من منظر الزميلة أن الحادث جلل. وتساءل لو هذا هو توقيت سليم للفت نظرها إلي ما فعلته في تسريحتها وفي قميصها. وقرر يسكت.

فتح الكمبيوتر... ليستعلم، لم يكن هناك نت. عدت إلي البيت فتحت التلفزيون وكان سفن أب... رأيت المنظر بلعت السفن غلط.

قلت للوالدة ما حدث واستغربت... إنت فعلا لا تعرف التوين تاورز؟ وقالت لي هل فلانة (صديقتي الصدوقة) في أمان؟ قفزت وتذكرت أنها كانت تشير دائما إلي ذهابها إلي التوينز تاورز وأنني تصورت أنها حديقة عبعالات أو بورصة أو شيء من هذا القبيل.

حاولت اتصل بها تلفونيا. لم يكن هناك خط... أمضيت الليل كله أمام شاشة التلفزيون وفي يدي التلفون... لا يوجد اتصال ممكن مع نيويورك.

بدأت التكهنات. ولم أكن أريد سماعها... التلفون رن... خالي المقيم في جنوب إفريقيا اتصل ليقول أن الجالية الصربية في جنوب إفريقيا شديدة الفرحة وشربت منكر في صحة بن لادن... كانت حسمت أمرها. ثم اتصل صديق فرنسي مصدوم رأي بعض مظاهر الشماتة في بعض المكاتب في منطقة لا ديفانس،

اسم بن لادن لم يكن غريبا علي، كنت أعرف منذ مطلع التسعينات أن النظام المصري يعرفه ويراقبه وطلب مبارك اتخاذ خطوات ضده. وكنت أعرف أن الوول استريت جرنال كانت نشرت تقريرا مفاده أن حكومة السودان عرضت علي إدارة أبي زمارة أول سلسلة الحمير الذين حكموا أمريكا بعد بوش الأب تسليم بن لادن... ولكن أدارة أبي زمارة رفضت العرض... الظاهر كان هناك تعقيدات قانونية أو أن السودان طلب مقابلا لم يعجب أبا زمارة.

ظللت شهرا غاضبا عاجزا عن التفكير أكتفي بمتابعة الأخبار وردود فعل الزملاء الفرنسيين العاملين بالسيداج... ربنا أمرنا بالستر.

بعدها بيومين اتضح أن صديقتي وزوجها في أمان... أحدهما كان ينوي الذهاب إلي التوين تاورز ولكن شجار زوجي عطله فلم يكن في المبني... تحيا الخناقات الزوجية.