بقلم/ماجد كامل
مع صدور قرار تعريب الدواووين في عهد خلافة "الوليد بن عبد الملك عام 706م تقريبا ؛ثم أوامر الملك الخليفة الحاكم بأمر الله ( 996- 1021 ) بقطع لسان كل سيدة تتكلم اللغة القبطية ؛بدأت اللغة القبطية في التراجع تدريجيا أمام اللغة العربية حتي أندثرت تماما  كلغة كتابة ومحادثة ؛غير أنها ظلت حية في صلوات الكنيسة القبطية ؛وفي التأثيرات التي تركتها علي اللهجة  العامية المصرية .  ولقد أهتم بدراسة هذه التأثيرات مجموعة كبيرة من العلماء نذكر من بينهم اقلاديوس بك لبيب (  1868- 1918 )  في كتابه "مجموع الألفاظ القبطية المتداولة باللغة العربية العامية " حيث أحتوي علي دراسة وتحليل  155 عبارة ولفظا . ثم كتاب الدكتور جورجي بك صبحي (    1884- 1964 ) في كتابه " الكلمات المصرية واليونانية والقبطية المتداولة فعلا في اللغة العربية الدارجة "   " ونذكر أيضا كتاب المرحوم أيوب فرج إبراهيم  "التحليل العام للغة العوام " الذي صدر عام 1978 في 196 صفحة .  وفي هذا المقال سوف نتتبع بعض هذه التأثيرات من خلال :- 
أولا :-  أسماء مدن ومحافاظات مازالت تحتفظ بأسمها المصري القديم :- 
1- مدينة أبنوب بمحافظة أسيوط ومعناها الذهب 
2- مدينة الفيوم ومعناها البحر باللغة القبطية 
3- مدينة أسنا بمعني أثنان حيث أنها هي المقاطعة الثانية من ناحية الجنوب 
4- مدينة المطرية وأصلها (با- تي – ري ) ومعناها بيت رع أو مدينة الشمس حيث كانت مركزا ضخما لعبادة الإله "رع " 
5- مدينة باجور ومعناها ذات القوة 
6- دمنهور ومعنها مدينة الإله حورس 
7- بلبيس ومعناها مدينة الإله بس 
8- شبرا بمعني عزبة ومنها شبرا خيت العزبة الشمالية وشبرا منت العزبة الغربية 
9- مدينة قنا ومعناها الحضن لأن النيل هناك يحضن الأرض 
10- منفلوط ومعناها مكان إقامة الحمار الوحشي 
11- ملوي ومعناها مخزن الأشياء باللغة القبطية 
12- نقادة وأصلها (ني – كاتي ) باللغة القبطية  ومعناها بلد الفهماء أو أهل الفهم 
13- مدينة أبو قير نسبة الي الشهيدين أباكير ؛وهو شقيق الشهيد يوحنا ويعرف في التاريخ بأسم"الشهيدين اباكير ويوحنا " وكانت لهما كنيسة ضخمة  في هذه المدينة ؛فسميت أبو قير تخليدا لأسم الشهيد أبا كير . 
14- كلمة ميت بمعني طريق ؛ومنها ميت غمر ؛ميت رهينة .... الخ . 
ثانيا :- أفعال قبطية دخلت إلي العامية المصرية :-
1- فعل أديني بمعني أعطني وأصلها (دي –ني ) 
2- فعل باش بمعني لان أو طري والتعبير  العامي يقول العيش باش في الميه ؛والمثل العامي يقول "الله يرحمه ويبشبس  اللي تحت راسه " أي يلينها أو يطريها ؛وهي هنا كناية عن الدعاء بالراحة في العالم الآخر . 
3- سك بمعني أغلق وكلنا نذكر المسرحية الشهيرة للفنان الراحل فؤاد المهندس "سك علي بناتك " 
4- ليلي يا عيني بمعني أفرحي يا عيني دلالة علي شدة الفرح والطرب 
5- في الصعيد الجواني يستخدمون تعبير "انكت الحلة علي الأرض" بمعني أجعلها تنام   أو حطها  علي الأرض ؛وهي مشتقة من فعل "انكت "باللغة القبطية ومعناها "ينام" .
6- فرش أو يفرش فنحن نقول في العامية "أفرش الجورنال علي الترابيزة " وأفرش مشتقة من الفعل "فورش" باللغة القبطية ومعناها ينشر أو يبسط .  أما ترابيزة فهي كلمة يونانية معناها مائدة . 
7- الحرف (حاء ) المستخدم في العامية المصرية للدلالة علي المستقبل (ح- اسافر ) أو(ح- أنام )أصلها في العربية سوف أسافر أو سوف أنام ؛والحرف ح مشتق من اللغة المصرية القديمة للدلالة علي المستقبل. 
8- عندما ينجز شخص ما عمل هام ؛نقول له آش عليك ؛وهي مشتقة من حرف الشاي في اللغة القبطية الذي يفيد علامة القدرة أو القوة . 
ثالثا :- أسماء وصفات  دخلت إلي العامية المصرية :- 
1- أوطة بمعني ثمرة الطماطم 
2- بخ بمعني الشيطان أو العفريت 
3- صهد بمعني النار الشديدة 
4- دميره بمعني فيضان النيل 
5- يوحا بمعني القمر ومنها جاءت الأغنية الشعبية التي يغنيها الأطفال في رمضان "وحوي وحوي ؛أيوحا " فهم هنا يناجون القمر الذي يعلن بداية الشهر الكريم . 
6- حالو كلمة قبطية معناها شيخ ؛ومنها جاءت الأغنية الشعبية التي يغنيها الأطفال في رمضان "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو " فالأطفال هنا يستجدون الشيخ من أجل العيدية . 
7- أمبو بمعني ماء 
8- كاني وماني بمعني السمن والعسل ؛وهي كناية عن حسن العشرة ؛مثلها مثل الخبز والملح . 
9-  كلمة النيل مشتقة من الكلمة القبطية باللهحة الفيومية "ني يالو " وصارت بعد ذلك النيل . 
10- يوجد العديد من الأسماء التي لها أصل قبطي ومازلنا نستخدمها كما هي بمعناها مثل برسيم ؛تمساح ؛ لبشة ؛ شونة ؛ حلوم ؛ شبورة .... الخ . 
11- كلمة فول كلمة قبطية وعندما نقول عن الطعمية "فلافل " فأنها تعني ذات الفول الكثير ؛ والفول المدمس هو الفول المطمور في الأرض " من الفعل أومس " يمعني يدفن .أما الفول الحراتي فهو الفول الذي يزرع فوق الأرض واقفا من الفعل "أرات "بمعني يقف . 
أما عن أسماء الشهور القبطية ومعانيها ؛وكيف دخلت في الأمثال العامية ؛ فهي تحتاج إلي مقال مستقل .