كتبت - أماني موسى
العمر الحقيقي للإنسان لا يقاس بعدد سنواته على الأرض، فكثر هم من يحملون عمرًا صغيرًا وتبدو وجوههم أكبر من سنهم، وآخرين تخطوا الـ 60 ولم يغلبهم العمر ولم تغلبهم السنوات، السن هو رقم بالبطاقة لا يحمل أي معنى طالما أن صاحبه محب للحياة، محتفظ بالأمل، يحرص على تحفيز عقله وجسده والحفاظ على صحته الجسدية والنفسية، هذا ما أثبتته السيدة اللبنانية الثمانينية قاربت على التسعين ناهدة عابدين، التي تخطت الـ 88 عامًا ولازالت محتفظة بلياقتها البدنية بشكل مذهل، بل وتعمل كمدربة رياضية أيضًا.
 
تقول ناهدة: يمكن كتير ما بيحبوا يعلنوا عن عمرهم، بس أنا سعيدة بعمري وبحبه لأنه علمني الكثير، وجميعنا سيكبر لكن مهم ألا نشيخ، وكتيرين بالعالم العربي يعتبرون أن الكبر يبدأ من الخمسين وهذا غير حقيقي، وأتمنى ألا أصل لمرحلة العجز وأن احتاج لمن يخدمني.
 
وتابعت في لقاءها ببرنامج "شو القصة"، لازم أحب حالي، لأن الله حينما أعطاني الحياة وهي منحة كبيرة منحني معها العمر الذي يجب أن أقدره، وأحب حالي حتى أتمكن من حب الآخرين.
 
وأوضحت أن 75% مما وصلت إليه والحفاظ على شكلها وصحتها وجسدها كان بسبب الرياضة التي بدأتها في عمر الـ 50 بعدما أصيبت بمرض في عظام القدم، ولجأت للرياضة لكي تتعافى، وبالفعل بدأت ثم أحبت الرياضة لأنها ساعدت في منحها الثقة بالنفس والسعادة والصحة.
 
وشددت، الرياضة هي ولادة جديدة للإنسان، مشيرة إلى أنها تقوم بتدريب الشباب والشابات بصالات الرياضة لـ  3 ساعات يوميًا.
 
وعن روتينها اليومي، قالت أنها تستيقظ في تمام السادسة صباحًا وفور أن تستيقظ تبدأ في تسبيح الله وشكره على انقضاء الليل بسلام وأنه مكنها من رؤية صباح جديد، ومنحها يوم إضافي جديد لعمرها، ثم تنظر للمرآة وتقول لنفسها أنا بحبك، ثم تعد الفطور وتتوجه للجيم، لافتة إلى أن لديها 3 أولاد أكبرهم بعمر الـ 65 عامًا، والبعض يعتقد أنه خطيبها، وأنها فقدت أحد أبنائها عقب ولادته مباشرة.
 
وأشارت ناهدة إلى أنها لاتشعر بالإحباط أو الحزن لأنها تحرص على عدم تخزين أي أحداث سيئة بعقلها الباطن، لافتة إلى تعرضها للسخرية من قبل البعض في بداية مسيرتها لكنها لم تلتفت إلى الكلمات السلبية واعتبرت أنهم غير قادرين على فعل ما تفعله لذا يوجهون إليها السباب.