كتب – روماني صبري

ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أمس الأربعاء عظته الأسبوعية، بالمقر الباباوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وجاءت تصريحات قداسته كالأتي :

الذات تكون معوقة لحياة المجتمع أركز في كلامي على ثلاث موضوعات:

١. لا تغتر بأموالك هذا الإنسان يعتبر أمواله ذاته المنتفخة الأموال نعمة وقوة من عند الله فلا يفتخر الإنسان بغناه .أكثر مثل في الكتاب المقدس يوضح هذا مثل الغني الغبي وهذه الصفة فخ يسقط فيه ناس الله يعطي نعمة المال لتسير حياة الإنسان لكن الإنسان يأخذها وينظر لها أنها كل الحياة فالمال لكي أفرح الآخرين فلا تغتر بأموالك حتى لا تأخذ لقب الغني الغبي العالم اليوم كل النزاعات تدور حول المال و الثروة ويذهب نتيجة هذه الصراعات آلاف من الناس انتبه لا تكن مغرورا.

٢. الاغترار بالقوة
ربما قوة عضلية ..قوة جسمانية جليات ظل يغيظ شعب الله بقوته فلا تتبع هواك ولا قوتك ولا تسير في هواء قلبك المثل الذي نضعه أمامنا مثل شمشون الذي كان يفتخر بقوته الجسدية وكان لا يعلم أن هذه القوة من الله وعندما قص شعره صار ذليلاً وتكون النتيجة أن كل شئ فقده نقرأ في التاريخ أن دول ذهبت واضمحلت و تأخرت لا تجعل قوتك هي سبب الغرور لا تكن مغروراً

٣. لا تغتر ببرك الظاهري
غرور البر و الافتخار بالبر الذاتي مثل الفريسي و العشار واحد مغرور بالممارسات الطقسية احياناً يظن شخص وهو في الكنيسة بالبر الذاتي هذا شكل من أشكال الغرور تقول العذراء مريم " انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين"
انتبه أيها الإنسان انتبه لنفسك الفريسي بدأ كلامه بالشكر ثم بعد ذلك مدح ذاته وإدانة الآخر لكن العشار وقف بعيداً يقرع علي صدره ويردد اللهم ارحمني أنا الخاطئ الفريسي كان يتصدر المشهد العشار يقف من بعيد عينيه في الأرض ويشعر بخطيته بلا ذات. يشوع بن سيراخ يقول "لا ترتفع لئلا تسقط" والسيد المسيح قال على العشار أن هذا نزل إلى بيته مبررا ووجد قبول وقبل المسيح توبته واتضاعه ويقول القرار الأخير أن كل من يرفع نفسه غروراً يسقط الوداعة.

 وتواضع القلب هي الصفة التي يطلبها المسيح فاتضاعك يرفعك "لا تقول قد خطأت فأي سوء اصابتي فإن الرب طويل الأناة" هذا شخص يستبيح طول أناة الله ولطفه .فأين تجد رحمة قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح .لا تكن مغروراً فيوجد من هو مغرور بالعلم والمعرفة .لا تكن مغروراً انتبه لأن الغرور يضيع الفضائل الروحية هذا جزء من حكمة يشوع بن سيراخ اعيد على مسامعكم الجزء الذي قرأته من سفر ارميا لأنه يلخص ما قرأته
٢٣ « هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. ٢٤ بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ.

انتبه لئلا تضيع نفسك حاسب نفسك جيداً في نهاية العام وبنعمة ربنا في المرة القادمة نتحدث عن لا تكن صغير النفس لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلي الأبد أمين.