لم تمر ساعات على انتقالهما إلى عش الزوجية بالغردقة، بعدما أقاما حفل زفافهما بـ «طنطا»، إلا وتبدلت حياتهما التي كانا يرسموها طيلة فترة الخطبة، فبعد أن تناول العروسان عشاء خفيفا، وذهبا للنوم، لم تمر ساعات إلا واستيقظ الثنائي على رائحة «شياط».

النار في كل مكان، والدخان يحاوطهما، مشاهد مرعبة كانت من نصيب العروسين إسلام محمد، وندا عيسى، بعدما تزوجا في مقتبل شهر أغسطس الماضي، ليبدءا رحلة جديدة مع الحريق الذي اندلع بشقة الزوجية، بدلًا من رحلة هنيئة عقب إتمام الزواج.

أكثر من 30 يومًا، قضاها العروسان، مع المحاضر وتقارير لجان الفحص، يبكيان على منزلهما الذي أصبح رمادًا، فلم تبقى لهما قطعة أثاث واحدة، وذهب كل ما كانا يمتلكانه على الأرض كالتراب بسبب «ثلاجة».

صحيت يوم صباحيتي وشقتي بتولع
تفاصيل صادمة، يرويها، العريس إسلام محمد، 26 عاما، الذي يعمل مندوبا في شركة سياحة، مؤكدًا أنه اصطحب زوجته «ندا» من طنطا إلى عش الزوجية بالغردقة، يوم 10 أغسطس الماضي، قبل أن يتناولا العشاء، ويذهبا للنوم: «جبت جبن ولانشون بعد ما وصلنا نتعشى منها، وسبت الباقي عادي في التلاجة ودخلنا ننام بعد تعب السفر».

رائحة الحريق كانت أقوى إنذار للعروسين، اللذين وجدا النار تندلع بمنزلهما فور استيقاظهما: «لقيت النار في كل حتة، وصوت الخبط علينا من الجيران عشان يسعفونا».

محاولات إنقاذ زوجته كانت الأمر الأهم لدى «إسلام»، وفقًا لما ذكره لـ «هُن»: «حاولت أنقذ مراتي، واطلعها برة الشقة، وساعدوني الجيران أطفي الحريق اللي خد كل حاجة، كل العفش راح».

شقى العمر راح بسبب تلاجة
بصوت يغلُب عليه الحسرة وقلة الحيلة، أكد العريس أنه يعيش حالة صدمة بعدما حدث له من حريق آثاث منزله، بل وسقوط الجدران بسبب شدة الحريق: «الخرسانة بتاعة الحيطان بانت من شدة الحريق، كل العفش اتحرق، شقى عمري راح قدام عنيا».

عيب تصنيع بالثلاجة كان سبب انفجارها، واندلاع الحريق وفقًا لما أكده إسلام محمد، بعد تقرير معاينة المباحث والأدلة الجنائية، التي أكدت عدم وجود شُبهة جنائية، وتوصلت المعاينات الكهربائية لوجود عيب في تصنيع بالثلاجة، وهي ألمانية الصُنع، أدى لانفجارها بعد ساعات من تشغيلها: «التلاجة انفجرت والكهربا سليمة كلها، والعفش اتدمر ملحقتش افرح في خمس ساعات كله راح».

حقي ضايع والشركة مش معوضاني
على الرغم من معرفة أسباب الحريق، إلا أن الشركة المُصنعة اكتفت بالاعتذار للعميل الذي أصابته كارثة بسبب عيوب التصنيع الفنية، الأمر الذي دفعه لتحرير محضر حمل رقم 4268 قسم أول غردقة إداري، إلا أن الأمر لم يتم حله حتى الآن: «بقالي شهر وأكتر عامل المحضر، والشركة مصلحتش اللي حصل ولا عوضتني، عاوز حقي، ده شقى عمري راح بسببهم».