أفكار للتأمل: نبيل صموئيل
في إطار إعلان الدوله لتبني خطط طموحه ل الريف المصري '>تنميه الريف المصري خاصه في صعيد مصر وهو توجه مُلح محمود ومُقدر جدا.

فهناك الآلاف من القرى المصرية تغرق في الحرمان والمعاناه الشديده، وذلك رغم إعلان العديد الحكومات المتتالية منذ سبعينات القرن الماضي عن خطط تنمية لتطوير الكثير منها، إلا أن المعاناة تظل هي السمة الأبرز لتلك القرى التي يقطنها غالبية سكان مصر، فمازالت تفتقد أبسط خدمات التعليم والصحة ومياه الشرب النقية والصرف الصحي والبنية التحتية، وللأسف تبقي خطط التطوير حبيسة الأدراج، أو كما يقول سكانها «حبر على ورق»!

والمحور الأهم والحيوي في عمليه التطوير هذه هو عدم اعتباره من قبيل الإحسان بل إنه رداً لحقوق أهملت عقود طوال، وكذلك عدم إعتبار مواطني هذه القري مجرد مستقبلين فقط لهذا التطوير وعليهم ان يقبلوه ويقدرونه ، لكن والأهم إعتبارهم شركاء واصحاب المصلحه الأساسيه لهذا التطوير المبني علي الحقوق، ويتم فعليا مشاركتهم في جميع المراحل من تحديد الإحتياحات والموارد والأولويات ووضع الخطط وتنفيذها وتقييم كل مرحله فيها، وفي النهايه يكونوا هم أصحاب التطوير يتمسكون به ويحافظون عليه، ويطوروا بأنفسهم ما يلزم بعد ذلك.

ومن اهم المقومات التي ترفع هذه المعاناه في هذه المناطق الريفيه أهميه تطوير قطاع الزراعة المصدر الرئيسي لسكانها والذي أُهمل لسنوات طوال، وذلك من خلال عده محاور أهمها تحسين خواص التربة الزراعيه التي فقدت الكثير من خواصها، وتحسين سلالات المحاصيل المختلفه من خلال مراكز الأبحاث، وكذلك تحسين الصفات الوراثيه والتي تدهورت كثيرا لقطعان الجاموس والأبقار والأغنام وغيرها، وتطوير الخدمات الأساسية للمساهمة في تبني نموذج تنموي ملائم ومستدام وقادر على إحداث تنمية حقيقية في الريف المصري.

ومنذ سبعينيات القرن حدث تدهور خطير في هذه المناطق عندما فتحت الدوله فرص العمل في الخليج فترك أعداد كبيره من الفلاحين وباعوا اراضيهم وذهبوا للعمل هناك وتركوا اسرهم، وعادوا بأموال استخدموا معظمها في تحويل اراضي زراعيه الي مباني بالمسلح، وهجر الكثيرين منهم الزراعه والقري واستوطنوا حول المدن باحثين عن اعمال أخري، وأدي ذلك الي ضعف الانتاج الزراعي والي ترييف المدن وتدهور أحوال هذه القري.