خبرات وتجارب مجتمع مدني
أفكار للتأمل: نبيل صموئيل
في إطار إعلان الدوله لتبني خطط طموحه ل الريف المصري'>تنميه الريف المصري خاصه في صعيد مصر وهو توجه مُلح محمود ومُقدر جدا. فمن الهام التعرف علي بعض تجارب وخبرات منظمات أهليه إنشغلت وعملت بالريف المصري، وقامت بجهود كبيره في بعض القري في التنميه وفي تمكين المجتمع المحلي بالقريه من دفع عجله التنميه بجهودهم وتضامنهم معا.

سألقي الضوء علي ثلاث تجارب متنوعه ونتعرف علي الدروس المستفادة من هذا الخبرات.

- جمعيه الصعيد للتربيه والتنميه
تأسست جمعية الصعيد للتربية والتنمية في عام ١٩٤٠ حيث قام بتاسيسها الأب هنري عيروط صاحب كتاب "الفلاحون" والذي ترجم عام ١٩٤٢، وقام المجلس الأعلي للثقافة بإعادة طبعه ضمن إصدرات المشروع القومي للترجمة الكتاب رقم 448 وصدر في عام 2005.  وأحد فصول هذا الكتاب بعنوان "بؤس الفلاح " قال فيه ( يتمثل بؤس الفلاح في صورتين، الأولي بؤسه المادي وحرمانه من مقومات حياته الجسمية فهو فقير لا يكاد يجد القوت والملبس والمسكن. أما الصورة الأخري فهي معنوية تتمثل في حرمانه من التعليم، وجهله وذلته وهوانه على نفسه وعلي غيره، حتى أصبح دون المستوى الإنساني، فقد حرم من نعمة التثقيف والترقية والتربية والتعليم.

آمن الأب عيروط بأن التعليم هو خير وسيلة لإصلاح حال الفلاح المصري، وأن هناك عدم إهتمام من الجهات الرسميه بالتعليم، فقام بإقتحام الميدان وأخذ في إنشاء المدارس المجانية في القري المحرومة من التعليم واثقا أن المدرسه ستكون نقطه محوريه لتنميه المجتمع القروي ، وعاش بين فلاحيها ينشيء مدرسة تلو الأخري حتى تجاوز عدد المدارس في حياته نحو مائة مدرسة، وكان هدفه هو إعادة بناء الفلاح المصري على نحو جديد يشعره أن بلاده لا تنساه، وأنهم بشر لهم الحق في التعليم والتثقيف مثل سائر البشر، فأنشأ بذلك جيلا جديدا محب للعلم.

وتعمل جمعيه الصعيد الآن في مجال التربيه والتنمية، منتشره في أربع مناطق رئيسية في صعيد مصر: المنيا وأسيوط وسوهاج والأقصر. وتعمل بالمشاركه الفعالة مع المجتمعات المحلية. وتنتشر  بالخدمات التنموية للمجتمع ككل وتوفير الصحة والتغذية والتدريب المهني والشباب وبرامج تمكين المرأة. فتعليم الفتيات هو الخطوة الأولى نحو تمكين المرأة وبالتالي  معالجة التمييز الحاد بين الجنسين.

نموذج وخبره متميزه وأحد اوائل المنظمات الأهليه التي اهتمت بالريف المصري خاصه بالصعيد الذي اهمل عبر عقود طويله من الزمان، ومازالت تعمل بكل جهد واخلاص ولها نتائج متميزه علي الأرض، والتعرف علي الدروس المستفاده من خبراتها هام للخطط الطموحه التي تتبناها الدوله لتنميه القريه المصريه.