كتب – روماني صبري 
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة رعوية، جاء فيها : 
 
القديسون الشهداء الأفارقة، ترانتيوس وأفريكانوس ومكسيموس وبومبيوس ورفاقهم الستة والثلاثون (القرن3م) تُعيد لهم الكنيسة في 10 مارس (نيسان) غربي، 23 مارس شرقي.
 
وهم: بيلوبيداس، خرونيوس، فوتسيون، سوفوكليس، ايسوكراتِس، هرقلس، ايبامينوداس، دِمِسزِنس، ميلتيادس، هومر، ديموس، ترانتيوس، أفريكانوس، بِريكلِس، مكسيموس، الكسندر، أرستيدِس، بيوكّا، بومبيوس، ديمارتوس، ديموكلِس، مكاريوس، بارامينيون، ينداروس، بوليبيوس، برومِثيوس، سقراط، تِرينثي، ثِميثتوكلِس، ثيودور، زينون، أزاس…
 
زمانهم:
لمَّا كان زمن الإمبراطور الروماني داكيوس, في منتصف القرن الثالث الميلادي, اندلعت موجة اضطهاد شرسة على المسيحيين. إثر ذلك أذاع فورتنيانوس حاكم أفريقيا المرسوم الإمبراطوري على أهل قرطاجة بأن يقدموا الأضاحي للإلهة أو يُعرِّضوا أنفسهم للتعذيب. 
 
وقد جعل آلات التعذيت في الساحات العامة لإرهاب المؤمنين. فلمَّا رأى العديدون ذلك أُصيبوا بالهلع وانصاعوا لأوامره. غير أن أربعين من تلاميذ الرب تمسّكوا بإيمانهم بيسوع وأخذ بعضهم يشجِّع البعض الأخر قائلين: "لا نكفرنَّ بالسيِّد الرب لئلاَّ ينكرنا, يوماً, أمام أبيه, ولنذكرنَّ قوله: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. خافوا بالحري من الذي يقدر أن يقتل النفس والجسد كليهما في جهنَّم".
أمام الحاكم:
 
فلماَّ بلغ الحاكم تصميمُهم على عدم الخضوع للأوامر الملكيَّة استقدمهم وحاول أن يرغمهم على التضحية أو يسلمهم لألسنة اللهب فلم يذعنوا ولا جبنوا. ثم أجاب ترانتيوس عن الجميع: لسنا جبناء إلى هذا الحدّ لنتخلىّ عن الخالق ونعبد آلهة غريبة. لذلك أفعلوا ما تشاؤون. أما نحن فباقون على إيماننا وولائنا ليسوع المسيح.
 
هذا الكلام أثار سخط الحاكم فأمر بتجريدهم من أثوابهم وجرَّهم إلى هيكل الأوثان جرَّاً. قال لهم: أما ترون عظمة الإله العظيم هرقل! فأجابه ترانيوس: إنك لمخطئ أيها الحاكم لأن هذه الإلهة خشب وحجارة وبرونز وحديد وقد زُيَّنت لتُبهر العيون وتخدع النفوس.
رقادُهم:
 
فلما باءت محاولة فورتونيانوس بالفشل ألقىَ بالأربعة في السجن إلى الغد واستدعى زينون والإسكندر وثيودوروس ورفاقهم. وبعد ما أمعن في ضربهم عساهم يتراجعون ألقاهم ثابتين لا يتزعزعون. إذ ذاك مزَّق لحمهم. وإذ بالأوثان تتحطم وتستحيل غباراً. وانتهى الأمر بأن قطع الحاكم رؤوسهم جميعاً.
ما فعله فورتونيانوس بهؤلاء فعله بترانتيوس ومن معه بعد ما عيل صبره.
 
وقد تمكن المسيحيون من دفن الشهداء بلياقة.
طروبارية القديسون الشهداء (باللحن الرابع):
شُهداؤكَ يا رَبُّ بِجِهادِهِم، نالوا مِنْكَ الأكاليْلَ غَيْرَ البالِيَة يا إِلَهَنا، لأَنَّهُم أَحْرَزوا قُوَّتَك فَحَطَّموا الـمُغْتَصِبين وسَحَقوا بَأْسَ الشَّياطينِ التي لا قُوَّةَ لَها، فَبِتَوسُّلاتِهِم أَيُّها الـمَسيحُ الإِلَهُ خَلِّصْ نُفُوسَنا.