زهير دعيم
قولوا عنّي ما شئتم ... قولوا : متأخّر، رجعيّ ، رجوعيّ .. مُتزمّت ... 
 فلا يُضيرني شيء.
 نعم أقولها وبالفم الملآن ،  فقرار المحكمة العليا في اسرائيل قبل يومين بالسماح " بتأجير الرحم "  لولادة ابناء للمثليين  هو سدوم وعامورة .. والنهاية قربت  ودنت.
 قرار يصبّ في خانة الانفلات الخُلُقيّ والتسيُّب ، ألَمْ يقل ربّ السّماوات : 
«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟" (مت 19: 4).
 فهل من المنطق أن يكبر الطفل ليجد له أبّيْنِ أو أُمّيْنِ ؟!!!
 أنا لا أنادي مُطلقًا بتكفيرهم أو نبذهم ، ولا أحاول أن أحطّ من قدرهم الإنسانيّ ، فهم مثلنا بشر على صوره الله ومثاله.. 
نعم لا أكفّرهم بل أدعو الى احتوائهم ، والاحتواء لا يخلو من عنصر المحبّة والعطف والشّعور معهم في حدود المعقول.. 
 ولكنّني أبدًا لا أُنادي بتشجيعهم ، وهم أصلًا لا يحتاجون الى تشجيع ، فتراهم يصولون شوارع عواصم الدُّنيا   والتفاخر يملأ الفضاء ، وصيحات الجذل  تعلو  وكأنهم قد نالوا أكاليل المجد ،   بل تشعر للحظة وتظنّ أنهم الأصل والأصالة  وأنت وأنا  الهامش .
  أصلّي من أجلهم ... 
 
 عيوننا نحو السّماء متضرّعين ، فالذي خلقهم بمقدوره أن يُعيدهم الى الطّبيعة السّويّة .. 
 أغاظني "مُصطلح " وتعبير تأجير الرّحم ، فقد أصبح الرّحم في هذه الأيام عمارة ، بناية بل قُل  مصلحة تجاريّة نعتاش منها ونرتزق ، ولا تستبعد يا صديقي من أن تجد غدًأ شركاتٍ ومنافساتِ ومضاربات وحملات تنزيلاتفي هذا المضمار " تأجير ألارحام"  
 أضحك وفي قلبي غصّة .
 
 فالبشر رغم التقنيات ، بل بسبب الحضارة والتقنيات  وللأسف يركضون نحو التمرّد وتحدّي السماء والطبيعة .. 
 رحمتك يا ربّ .