زهير دعيم
باتتِ المحبّة موّاله ، وأضحى همس الحرف شغف قلبه ، فراح يمتطي متن بحور الأدب ليخطّ النجاوى تارةً ، والشّذراتِ الأدبيّةَ أُخرى يجمّلها من فوح روحه الجميلة ، فتأتي منسابةً ، عفويةً ، مُثقلةً بالأماني والرّجاء وحُبّ البشر أينما كانوا وحلّوا.
   لربما كتب في حداثته وخبّأ في الدّرج  لسْتُ أدري  !!!
لعلّه باح  لوريقات تقبع في دفتر قديم  ؟!!! 
من يدري ؟ 
ولكنّه تمرّد أخيرًا ؛ تمرّدَ على السكوت و" الاختبائيّة"  فراحَ يصول ويجول في دنيا الحرف الهامس يُقرّب القلوب ويُبلسم النفوس الجريحة ، ويلُمّ الشّمل ، ويُدوزن على وتر المحبّة ألحانًا عذابًا.
 هل عرفتموه ؟! 
إنّه الأديب الجميل ، الحَيدريّ المنبت ، العبلّيني الشّامخ والفخور بنيامين محمد حيدر ، هذا الرجل المجتمعيّ الذي احترف أو كادَ صوْغَ السيمفونيات من حروف الحياة ، فجاءت قصائد عِشقٍ تقطر انسانيّة وانتماءً ، فغنّى أُدباءنا في عبلّين ، وسلّط الأضواء عليهم ، وكشف الكثير من كنوزهم للجيل الجديد فرفع الهمم ونال الاستحسان .. 
 تغزّل بعبلّين " العروس الغافية على خدِّ الجليل " فرسمها عروسًا تتجلّى حينًا بالطّيبة ، وترفل دومًا بالشّموخ والسّمو ..  وهاكم قبس من شموخه العبلّيني : 
عبلّين 
أنتِ وجعي
بعد ان أن أدمت حُبَّك عبلّين 
أيّتها الصالحة للحبّ ابدًا
بأيّ أبجدية  أقولُ أُحبّكِ
رجاءً 
اسمعي تراتيل قلبي
وهي بمحراب عينيك
تصلي 
وعلى نغم ابتسامتك
تتراقص  النُّجوم 
 وتغني
فما اجمل الظلام 
حين يحتضن ليلك
الغافي 
على كتفك !!!
 وكتب عن احلام الناس ، فاقتربت الاحلام من الواقع ، كيف لا ؟!!! وقد لوّنها بالإنسانيّة الجميلة  وسربلها بنغم الوجود..
 ورسم نفسه بالألوان  ، فراح يهيم بها مرّة واخرى يلومها  وثالثة  يسدي لها النصائح..: 
 في الانتظار
-
لا شيء يشبهني
محاصر داخل  روحي
تقتلني
وحدتي
 الوقت 
الذي
لا يمر على عجل
يمارس وظيفته  باتقان
يمضغ قلبي ببطء شديد
فقط 
اريد ان ابقى  معه
على قيد الامل
اعيد ترتيب المشهد
بما يليق 
احفظ 
الاسماء   كلها
والعناوين
اتكئ على امنيّات عتيقه
اجلس قبالة الزمن
ادرّب نفسي على الصبر واحتراف الانتظار
امنح السماء لونها الازرق 
بل الارجواني
اتذكر كل شيء
في طريق لا يقودني
الا الى ظلّي
احاول ان اكتب الامنيات
وامحو عن جدار الايام
الخيبات
 في الانتظار
اكون كزورق خسر شراعه
ثابتًا كالظلّ 
في صمت  يشتعل في داخلي 
يفوق الكلام
لا شيء يفتقدني
سوى لهفة الاحتمال
وابتسامة قلقة
تعيد تشكيل الامل
يمسح وجه الغياب
بلقاء 
بطعم الضوء
واتساع المدى
بلحن سماوي
يحظى بموسيقى البقاء
بقلمي
بوركت اديبنا الجميل ، وبورك عطاؤك ، ودام فوح قلمك يهمس في اذن الزمن اغنيات المحبّة العابرة للقارّات