في مثل هذا اليوم 8 اكتوبر 1939م..
بدأ احتلال بولندا  من جانب ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي إبّان الحرب العالمية الثانية (1939-1945) مع الغزو الألماني السوفيتي لبولندا في شهر سبتمبر من عام 1939، وانتهى رسميًا بهزيمة ألمانيا على يد الحلفاء في مايو 1945. خلال كامل فترة الاحتلال، قُسِّمت أراضي بولندا بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي اللذين كانا يهدفان إلى القضاء على ثقافة بولندا وإخضاع شعبها. اجتاحت ألمانيا الأراضي التي ضمّها السوفيت في خضام الهجوم الألماني الناجح في البداية على الاتحاد السوفيتي في صيف وخريف عام 1941. أخرج الجيش الأحمر القوات الألمانية خارج حدود الاتحاد السوفيتي وعبر الحدود إلى بولندا من بقية أوروبا الوسطى والشرقية.

في سبتمبر 1939، جرى غزو بولندا واحتلال قوّتين لها: ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي، وذلك وفقًا لاتفاقية مولوتوف-ريبنتروب (الاتفاق الألماني السوفيتي). استحوذت ألمانيا على 48.4% من الأراضي البولندية السابقة. بموجب أحكام مرسومين أصدرهما هتلر، وبموافقة ستالين (8 و12 أكتوبر 1939)، أقدمت ألمانيا على ضمّ مناطق واسعة من غرب بولندا. كانت مساحة هذه الأراضي المضمومة حوالي 92,500 كيلومتر مربع (35,700 ميل مربع) مع ما يقرب من 10.5 مليون نسمة. جرى وضع الكتلة المتبقية من الأراضي، من ذات المساحة ويقطنها حوالي 11.5 مليون نسمة، تحت إدارةٍ ألمانية تسمى الحكومة العامة (بالألمانية: Generalgouvernement für die besetzten polnischen Gebiete)، وعاصمتها كراكوف. عُيّن محامٍ ألماني ونازيٍ بارز، هانز فرانك، الحاكم العام لهذه المنطقة المحتلّة في 12 أكتوبر 1939. واستُبدل بصرامة المسؤولون الألمان بمعظم الإدارة خارج المستوى المحلي. تعرّض السكان غير الألمان في الأراضي المحتلّة لإعادة التوطين القسري والألمنة والاستغلال الاقتصادي والإبادة البطيئة التدريجية.

بعد أن قسّمت ألمانيا والاتحاد السوفيتي بولندا في عام 1939، انتهى الأمر بسيطرة ألمانيا على معظم الأراضي البولندية إثنيًا، في حين احتوت المناطق التي ضمّها الاتحاد السوفيتي على شعوبٍ متنوّعة إثنيًا، مع تقسيم الأراضي إلى مقاطعات ثنائية اللغة، بعضها كان يعيش فيها أقلياتٌ إثنية أوكرانية وبيلاروسية عديدة. رحّب العديد منهم بالسوفييت ويرجع ذلك جزئيًا إلى الإثارة الشيوعية على يد المبعوثين السوفييت. ومع ذلك، شكّل البولنديون أكبر مجموعةٍ إثنيةٍ واحدة في جميع الأراضي التي ضمّها الاتحاد السوفيتي.

استولى الاتحاد السوفيتي على أكثر من 51.6% من أراضي بولندا (نحو 201,000 كيلومتر مربع (78,000 ميل2)) بحلول نهاية الغزو، مع أكثر من 13.2 مليون نسمة. كانت التركيبة العرقية لهذه المناطق على النحو التالي: 38% من البولنديين (~5.1 مليون شخص)، 37% من الأوكرانيين، 14.5% من البيلاروسيين، 8.4% من اليهود، 0.9% من الروس و0.6% من الألمان. كما كان هناك 336 ألف لاجئ فرّوا من المناطق التي تحتلّها ألمانيا، معظمهم من اليهود (198 ألف). جرى ضمّ جميع الأراضي التي غزاها الجيش الأحمر إلى الاتحاد السوفيتي (بعد انتخاباتٍ مزوّرة)، وقُسِّمت بين جمهورية بيلاروس الاشتراكية السوفيتية وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية، باستثناء منطقة فيلنو الممقطعة من بولندا، والتي حُوِّلت إلى جمهورية ليتوانيا ذات السيادة لعدة أشهر وبعد ذلك ضُمّت إلى الاتحاد السوفيتي في شكل جمهورية ليتوانيا الاشتراكية السوفيتية في 3 أغسطس 1940. بعد الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي في عام 1941، أُلحِقت معظم الأراضي البولندية التي ضمّها السوفييت بالحكومة العامّة الموسّعة. تغيّرت حدود بولندا تغيّرًا جذريًا في الغرب بعد نهاية الحرب.!!