Andreas Vesalius
( 1514- 1464 )
مؤسس علم التشريح الحديث Anatomy

إعداد/  ماجد كامل
عندما نتعرف  علي أعضاء الجسم البشري عضوا عضوا ؛ وما هو الدور والوظيفة التي يلعبها كل عضو فيها ؛لابد لنا أن نذكر علي الفور مؤسس علم التشريح الحديث أندرياس فيزاليوس Andreas Vesalius  . والثورة الكبري التي أحدثها في علم التشريح .  أما عن فيزاليوس نفسه ؛فهو  طبيب بلجيكي  ؛ولد في 31 ديسمبر 1514  من أسرة يعمل معظم أفرادها في مجال الطب ؛  ولقد أغرم فاسليوس بالتشريح منذ صباه ؛ فلم ينج من مشرطه حيوان  سواء قط أو كلب  . وتلقي تعليمه في جامعات لوفان وباريس ؛وفي باريس  أستمع إلي محاضرات أحد الأطباء المشهورين في مجال التشريح ؛ثم عاد الي لوفان حيث عمل استاذا للجراحة  . وهناك قام بابحاثه الهامة علي جثث المتوفين المحكوم عليهم بالاعدام ؛  ثم قام بنشر نتيجة أبحاثه في كتاب شهير له بعنوان "  في بنية الجسم البشري " نشر عام 1543 م . ولقد قام في ذلك الكتاب بتصحيح  العديد من الأخطاء التي وقع فيها الطبيب اليوناني الشهير جالينوس (129- 216 )  " حوالي 200 خطأ كما تذكر ذلك أحد المراجع "  وبذلك يكون فيزاليوس قد وضع الأساس لعلم التشريح الحديث . فلقد وضع في كتابه هذا ما يقرب من 277 رسما مطبوعا  لم يسبق لها نظير من الدقة والمهارة . حيث قدم وصفا تفصليا ل ( الهيكل العظمي – الأربطة والعضلات – الأوعية – الأعصاب – الجهاز الهضمي والبولي – القلب والجهاز التنفسي – الدماغ أو الرأس ) . ولقد  حقق هذا الكتاب نجاحا ساحقا  .ولقد تجلت عبقرية فيزاليوس عندما أصيب ولي عهد ملك أسبانيا  بكدمة  في رأسه  أدخلته في غيبوبة ؛ فاقترح  فيزاليوس فتح ثقب في جمجة ولي العهد  بواسطة قضيب من المعدن ملتهب في مكان الكدمة  ؛ وبعد فشل كل المحاولات التي قام به  أطباء البلاط   ؛اضطر الملك للامتثال لاقتراح فيزاليوس؛ وتمت المحاولة   ؛فخرجت منها كمية من الصديد والدماء الفاسدة ؛ وبدأت بعدها حالة ولي العهد في الشفاء والتحسن  وسط   انبهار الجميع بعبقرية فيزاليوس . كما ساهم  كثيرا في توحيد مصطلحات علم التشريح  بعد أن كانت متفرقة  ما بين لغة أبقراط ؛ وجالينوس .


 ولكن مع  بالغ الأسف ؛كانت  محاكم التفتيش في ذلك العصر في عز سطوتها ؛ فوجهت اتهاما لفيزاليوس بالعبث في جثث الموتي  ؛ فحكمت عليه بالاعدام ؛  ولكن تم تخفيف الحكم الي القيام بزيارة القدس وقبر السيد المسيح كنوع من التكفيير عن الذنب ؛  وفي طريق العودة تحطمت به السفينة ومات في البحر ؛ وكان ذلك  في 15 أكتوبر 1564 ؛ ولم يتجازو عمره الخمسين عاما فقط . ولكنه حفر أسمه في تاريخ الطب البشري كمؤسس لعلم التشريح الحديث ؛ وساهم بشكل رئيسي في الثورة الكبري التي شاهدتها العلوم  الطبية بعد ذلك علي يد مجموعة كبيرة من الأطباء كنا قد سبق وعرضنا لحياة بعضهم في الحلقات السابقة من سلسلة " عظماء غيرو العالم " .