بعد انتشار وباء كورونا عالميًّا بداية العام الماضي، تسبّبت الموجة بتورّم في أصابع الأقدام لبعض المصابين، وبعضهم في الأيدي في حيرة بين الأوساط العلمية.

كان سبب الحيرة هو أنّ كثيرًا ممّن أُصيبوا بهذه الحالة، أعربوا عن فقدانهم لحاسّتَي الشم والتذوّق، رغم أنّ معظمهم أيضًا ثبتت عدم إصابتهم بفيروس كورونا، كما أنّ معظم من عانى من تورّم في أصابع القدمين كانوا من المراهقين والشباب، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
 
في حالة الإصابة تبدو أصابع القدمين حمراء أو بنفسجية لدى الأشخاص البيض، في حين غالبًا ما تكون أرجوانية أو بنية عند الأشخاص الملوّنين، وتسبّب إحساسًا بالحرقة أو الحكة المؤلمة، وأحيانّا يصعب ارتداء المريض للأحذية أو المشي بسببها.
 
دراسة فرنسية نُشرت في المجلة البريطانية للأمراض الجلدية، الثلاثاء، ألقت الضوء على الحالة التي أصبحت تسمى "أصابع كوفيد"، وأشارت إلى أنّ هذه الأعراض قد تكون واحدة من الآثار الجانبية لتحوّل الجهاز المناعي إلى حالة تأهّب قصوى استجابة للتعرّض للفيروس، ممّا قد يؤدّي إلى تلف الخلايا والأنسجة في هذه العملية.
 
مستويات عالية من الإنترفيرون
قام الباحثون الفرنسيون بتحليل عينات دم وخزعات الجلد من 50 مريضًا يعانون من أعراض تشبه تورّم الصقيع لأول مرة في نيسان/أبريل 2020، والذين تمّت إحالتهم إلى مستشفى سانت لويس في العاصمة الفرنسية، باريس.
 
بحسب الدراسة، كان أكثر من نصف المرضى بقليل يعانون من أعراض أخرى تشير إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مثل السعال وضيق التنفّس وفقدان حاسة الشم، لكن اختبارات "بي سي آر" الخاصة بهم جميعًا أثبتت عدم إصابتهم بكوفيد-19.
 
وأشارت الدراسة إلى أنّ العيّنات أظهرت مستويات عالية من الإنترفيرون من النوع الأول، وهو بروتين ينشّط جهاز المناعة في الجسم لمحاربة الفيروسات، ولكنّه قد يتسبّب أيضًا في إحداث أضرار جانبية، حيث وجد الباحثون أيضًا مستويات عالية من الأجسام المضادة التي يمكنها مهاجمة خلايا الجسم عن غير قصد.
 
تشير الدراسة إلى أنّ التغيّرات غير الطبيعية في بطانات الأوعية الدموية قد تلعب أيضًا دورًا في ظهور تورّم أصابع القدمين أو اليدين.
 
ويقول القائمون على الدراسة إنّه وعلى الرغم من أنّ العلاقة بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد وظهور الحالة الشبيهة لتورّم أصابع القدمين واليدين لدى البعض، لا تزال مثيرة للجدل، إلّا أنّ "العدد القياسي للإصابة بها في عام 2020 تشير بقوة إلى أنّ هذا الإضطراب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعدوى كوفيد-19".
 
واقترحت الدراسة الجديدة أنّ علاج حالة "أصابع كوفيد"، بالأدوية المضادة للإلتهابات الموضعيّة أو الجهازية قد يكون فعّالًا.