كتبت - أماني موسى

أعلنت الجزائر وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد فترة حكم استمرت لعقدين انتهت بتخليه عن الحكم عقب حراك شعبي طالبته بالاستقالة وعدم الترشح للمرة الخامسة.
 
وبعد ساعات على إعلان رحيل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، قررت السلطات الجزائرية تنكيس الأعلام ثلاثة أيام اعتبارًا من السبت بقرار من الرئيس عبد المجيد تبون. وستجرى مراسم الدفن بعد ظهر الأحد في ساحة شهداء مقبرة العالية في شرق الجزائر العاصمة الذي يرقد فيه جميع الرؤساء السابقين، إلى جانب كبار الشخصيات وشهداء حرب الاستقلال.

 
 
يذكر أن بوتفليقة كان يعيش فترته الأخيرة في عزلة بمقر إقامته الطبي في زرالدة في غرب الجزائر، إذ أنه أصيب بسكتة دماغية قبل استقالته بنحو 6 أعوام، وكان نادرًا ما يظهر في فعاليات عامة منذ ذلك الحين.
 
وتوفي بوتفليقة في زرالدة محاطًا بشقيقته التي تدعى زهور وشقيقه ناصر وأفراد آخرين من عائلته، وطلب شقيقه سعيد المسجون بتهم فساد، حضور الجنازة.
 
ولد عبد العزيز بوتفليقة في 2 مارس 1937، وهو الرئيس العاشر للجزائر منذ التكوين والرئيس السابع منذ الاستقلال، ومعنى اسمه "الذي يفجر كل شيء".
 
في يناير 2005 عيّنه المؤتمر الثامن رئيسًا لحزب جبهة التحرير الوطني.
 
وُلد بمدينة وجدة المغربية، التحق بعد نهاية دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو في 19 من عمره في عام 1956. في نوفمبر 2012، تجاوز في مدة حكمه مدة حكم الرئيس هواري بومدين ليصبح أطول رؤساء الجزائر حكمًا، وفي 23 فبراير 2014، أعلن وزيره الأول عبد المالك سلال ترشحه لعهدة رئاسية رابعة وسط جدال حاد في الجزائر حول صحته ومدى قدرته على القيام بمهامه كرئيس دولة ترشح لعهدة خامسة وسط جدل كبير في الشارع الجزائري حيث قابل الشعب ترشحه بالرفض لحالته الصحية بعد خروجهم في مظاهرات 22 فبراير 2019  ليعلن اسقالته يوم 2 أبريل 2019.
 
كان والده أحمد بوتفليقة يعمل خياطًا وبعد أن انتقل للعيش في مدينة وجدة أصبح وكيلًا في سوق المدينة نيابة عن جزائري آخر ، وهو أيضًا صاحب حمام تديره والدته منصورية غزلاوي.
 
لعبد العزيز بوتفليقة أربعة أشقاء، عبد الغني (توفي في 7 فبراير 2021 )، مصطفى (توفي عام 2010 )، عبد الرحيم (يُسمى أحيانًا ناصر) وسعيد، أختان شقيقتان، لطيفة وزهور، وثلاثة أخوات غير شقيقات فاطمة ويمينة وعائشة. وهو الابن الأول لأمه والثاني لأبيه بعد البكر أخته غير الشقيقة فاطمة.
 
وكان بوتفليقة أصغر وزير خارجية سنًا في العالم حين تولى المنصب إثر وفاة أول وزير خارجية للجزائر بعد الاستقلال، محمد خميستي، سنة 1963.
 
زواج شري وطلاق دون إنجاب أطفال
خلال فترة رئاسته، لم يقدم عبد العزيز بوتفليقة أي مؤشر على حالته الزوجية، وفي أغسطس 1990 تزوج بأكبر قدر من السرية بأمل التريكي، ابنة الدبلوماسي يحيى التريكي . لم يرزقا بأطفال وهي تعيش الآن في باريس. وقد تطلقا.
 
وعكة صحية في 2005
في 26 نوفمبر 2005 أصيب بوعكة صحية غير خطيرة، ونقل لمستشفى فرنسي، في ظل فوضى إعلامية كبيرة. خرج بعدها من المستشفى في 31 ديسمبر 2005.
 
طبيعة المرض الرسمية تقول بأنها قرحة معدية، واتهمت أجهزة التلفاز الرسمية أوساط أجنبية بإثارة الشائعات في وقت نسبت الصحف الفرنسية لمرافقة نيكولا ساركوزي إنه كان بخطر واضح كاد يؤدي بحياته في ساعات.
 
محاولة الاغتيال
في 6 سبتمبر 2007 تعرض لمحاولة اغتيال في باتنة (400 كم عن العاصمة) حيث حصل انفجار قبل 40 دقيقة من وصوله للمنصة الشرفية خلال جولة له شرق البلاد، وقد خلف الحادث 15 قتيل و71 جريح. التفجير تم بواسطة انتحاري يحمل حزام ناسف حيث تم اكتشاف أمره من طرف شرطي هرب إلى الجمهور الذين ينتظرون الرئيس ففجر نفسه بين الحشود. زار الرئيس مباشرة ضحايا الاعتداء، وأطل على الشاشة منزعجاً، قائلاً أن لا بديل عن سياسة المصالحة، متهماً أيضاً جهتين وراء الحادث.