برلين – هانى دانيال
ازداد الجدل فى الأيام الأخيرة بعد قرار مدينة كولونيا بالسماح للمساجد برفع الآذان يوم الجمعة من كل أسبوع، وتطبيق القرار على 35 مسجد فى المدينة، وأبرزهم المركز الثقافي الإسلامى الذى افتتحه الرئيس التركي رجب طيب آردغان 2018، وظهرت تقارير صحفية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى  بين مرحب ورافض لهذه الخطوة.

القرار بدأ تطبيقه الجمعة الماضية، واعتبرت  مدينة كولونيا إنه يعزز من التعددية والاندماج بين المسلمين والمهاجرين والمجتمع الألمانى، بينا يراه الاتحاد المسيحي الديموقراطي فى المدينة وكذلك حزب البديل من أجل ألمانيا "ممثل اليمين المتطرف فى البرلمان الألمانى" بأنه خطوة استعراضية من الولاية ومنح الرئيس التركى فرصة الوصاية على المجتع الألمانى، خاصة وأن المركز الثقافي الإسلامي فى المدينة شيده أردوغان فى مبارزة لأكبر كاتدرائية هناك، وهو ما يفتح الباب أمام بناء مساجد مماثلة للكنائس، ومحاولة تشييد مباني كبيرة فقط دون النظر للمضمون والعائد الخاص منها.

حزب البديل يري أنه خطوة فاشلة خاصة وأن دق أجراس الكنائس مجرد إيذانا بموعد الصلوات، بينما المساجد ومكبرات الصوت فهي تحتوي على عبارات تثير الجدل، وتفتح الباب أمام كلمات يستخدمها المتطرفين عند القيام بعمليات إرهابية، وهو الأمر الذى لابد أن يقاوم، خاصة وأن المسلمين والمهاجرين يحصلون على كل الحقوق بموجب القانون الأساسي "الدستور الألمانى"، وأن الوضع ليس بحاجة لمزيد من الامتيازات التى يتم تقديمها للرئيس التركى وهيئة الأديان التركية "ديتيب".

وحسب الاتفاق الذى قدمته حكومة المدينة مع المساجد، سيُسمح الآن لجميع المساجد الخمسة والثلاثين في كولونيا ببث الأذان لمدة تصل إلى خمس دقائق أيام الجمعة من الظهر حتى الثالثة مساءً ، في إطار مبادرة مدتها سنتان، ويشمل ذلك مسجد كولونيا المركزي ، الذي تم افتتاحه في عام 2018 بعد أن أصبح نقطة اشتعال للمشاعر المعادية للمسلمين من الأحزاب اليمينية المتطرفة ، لا سيما في أعقاب تدفق طالبي اللجوء في 2015-2016.

من جانبها اعتبرت عمدة مدينة كولونيا هنرييت ريكر أن "السماح لدعوة المؤذن هو بالنسبة علامة على الاحترام، والأذان سينضم إلى أجراس كاتدرائية كولونيا - أكبر كنيسة في شمال أوروبا ، كما يسمعها أولئك الذين يصلون إلى محطة القطار الرئيسية في المدينة، إنه يظهر أن التنوع موضع تقدير وعيشه في كولونيا".  

بينما انتقد ماتياس بوشجيس نائب المتحدث باسم حزب البديل في المدينة السياسة الجديدة لرئيسة بلدية كولونيا، معتبرا أن هذه الخطوة تعطي الانطباع بأن ألمانيا ليست دولة مسيحية ، بل بلد مسلم،هذا ليس هو الحال".     

ويري متابعون من الحركات اليمينية أنها خطوة غير مقبولة،  بحجة أنه علامة أخرى على "أسلمة ألمانيا"، وقالت بياتريكس فون ستورتش ، نائبة المتحدث باسم حزب البديل من أجل ألمانيا ، إن حزبها يعارض بشدة هذا القرار.

أضافت بقولها " دعوة المؤذن ليست تعبيرا عن الحرية الدينية والتسامح والتنوع، بل إنه تعبير عن ادعاء سياسي بالحكم والخضوع والأسلمة".

يذكر أن كولونيا واحدة من أكبر المدن في ألمانيا وتضم أكثر من 120 ألف مسلم، اغلبهم من الأتراك والمهاجرين، هذا الرقم يساوي 12 % من إجمالي سكان المدينة.