أغلق معتصمون طرقا حيوية في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، وسط انتشار مكثف للشرطة، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين.

 
وأفادت مراسلتنا في الخرطوم، بأن معتصمو القصر الجمهوري في الخرطوم قاموا بتصعيد جديد، بإغلاق غالبية الطرق والجسور وسط العاصمة، وإضرام للنيران في إطارات سيارات بشارع النيل.
 
في المقابل، تم رصد انتشار أمني كثيف في الشوارع الجانبية للاعتصام، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وسط العاصمة.
 
ويدخل الاعتصام يومه التاسع، وتنفذه مجموعة "ميثاق التوافق الوطني" المنشقة عن قوى الحرية والتغيير، مطالبة بحل الحكومة وتوسيع قاعدة المشاركة في مؤسسات الانتقال.
 
مشهد يأتي بعد ساعات من حراك دبلوماسي قام به المبعوث الأميركي جيفري فيلتمان، عنوانه الرئيسي "دعم الانتقال الديمقراطي المدني في السودان".
 
وعبر فيلتمان عن الموقف الأميركي خلال لقائه رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
 
وأكدت السفارة الأميركية في السودان خلال بيان لها، أن فيلتمان أعاد التذكير باستمرار دعم واشنطن لعملية الانتقال الديمقراطي، و"حض كافة الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معا لتنفيذ الإعلان الدستوري واتفاقية جوبا للسلام".
 
الاهتمام الأميركي بالشأن السوداني لم يقتصر على جولة فيلتمان في الخرطوم، بل وصل إلى داخل مجلس الشيوخ في واشنطن، إذ شدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، السيناتور بوب مينينديز، على أن واشنطن وحلفاءها "يقفون بقوة خلف تطلعات السودانيين لانتقال ديمقراطي بقيادة مدنية".
 
تأتي هذه المحاولات الأميركية لإيجاد مخرج للأزمة وتقريب وجهات النظر بين شركاء الحكم في البلاد، في وقت يتزايد فيه القلق من توتر قد يشعل الشارع السوداني ويزيد من الغموض الذي يلف المشهد.