نادر شكرى
مازالت ازمة استمرار حبس 5 اقباط بقنا رغم انتهاء مدة عقوبتهم منذ 4 سنوات ، دون حل رغم ارسال العديد من الشكاوى والاستغاثات لكافة الجهات الرسمية ، فى قصة مؤلمة تكشف مدى الظلم والمعاناة التي عاشها الأقباط منذ سنوات طويلة، والأحكام الجائرة التي صدرت في عهد الحكم البائد في زمن الرئيس مبارك، عندما حكم بالسجن المؤبد بالإشغال الشاقة على 6 أقباط، بعد اتهامهم بقتل شقيقة أحدهم، لخروجها عن العادات والتقاليد بالصعيد والهروب مع شابا مسلما وإشهار إسلامها، وإصرار الشاب العودة بها لقريتها ليقطن بجوار أسرتها في إطار سياسة الإذلال والمعايرة الاجتماعية .
 
تعود قصة هؤلاء الشباب إلى عام 1993 بقرية المشابك التابعة لنجع حمادي محافظة قنا عندما هربت فتاة قاصر تدعى فريال كامل 14 عاما وتزوجت من شابا مسلما وأشهرت إسلامها، وقرر زوجها أن يعود بها إلى القرية ويقطن بجوار أسرتها، وأمام استمرار استفزاز أسرتها يوميا والاحتفال بالفتاة وتوجيه الشتائم لأسرتها قرر شقيقها بلغة الصعيد وعادات وتقاليد المجتمع أن يتخلص منها، فقام بقتلها وكان برفقته بعض أقاربه، وهنا إنفجر بركان الغضب على الأقباط، وتم مهاجمة منازل القرية، ففر الأقباط هاربين من الموت، وانتقل العنف إلى قرية مجاورة أخرى تدعى قرية “كوم السيد”، وتم نهب جميع المنازل وتم تهجير جميع الأسر حيث كانت كانت قرية المشابك بها ما يزيد عن 15 أسرة قبطية، وقرية “كوم السيد” 40 أسرة قبطية اضطروا لبيع منازلهم بأقل ثمن، حيث لا يتعدى إل 20% من الثمن الحقيقي، واللجوء إلى قرية أخرى والعيش فيها .
 
• الحكم على 6 شباب بالمؤبد
قال أحد أقارب الشباب “أن الشباب الذي حكم عليه آنذاك كان في عمر العشرينات وهم “كحول كامل بولس شقيق الفتاة وكان وقتها متزوج وزوجته حامل بطفلة لم يراه حتى الآن وكبرت ابنته وتزوجت وأنجبت ليصبح “جداً” هو في محبسه، والأخر ابن عمه بولس بطرس بولس كان في عمر الثلاثينات وهاني وهيب حبس قبل زواجه، وناصر منير بشرى وجرجس راضي جرجس وفوزي بخيت بخيت والثلاثة المذكورين من قرية الكشح بسوهاج حيث دفع بعضهم الثمن دون أن يشارك في جريمة القتل التي حكم فيها على الستة بالمؤبد رغم أن الذي قام بالقتل شخصا واحد وهو شقيقها .
وتابع أن الحكم على الستة أشخاص لم يستغرق وقتا طويلا حيث حكم عليهم في نفس العام الذي قتلت فيه الفتاة في عام 1993 جنايات قنا برقم 1793 على 5092 نجع حمادي ورقم 1993 على 1099 جنايات قنا .
 
وتابع المصدر أن الأسر القبطية التي هجرت لقرية بهجورة بنجع حمادي بدأت حياتها من جديد واستطاعت رغم ما تعرضت له من ظلم وقهر أن تبني نفسها من جديد وتحقق نجاحات كبيرة، ليعوض الله عليهم ما تعرضوا له من ظلم، مشيرا أن أقباط قرية كوم السيد تعرضوا لهجوم شرس رغم أنهم ليس لهم أي صلة قرابة بالفتاة ولكن إضطرت 40 أسرة للهروب من منازلهم ليلا وسط مزارع القصب خوفا على نسائهم وأبنائهم، في ظل التقصير الأمني آنذاك، وبعد الحكم على الشباب قاموا ببيع كافة ممتلكاتهم بالقرية بأرخص ثمن .
 
•الى متى يستمر حبسهم 
وأشار المصدر أن بعد وفاة فوزي بخيت وفاة طبيعية بمحبسه لأنه كان مريض بعد 5 سنوات من حبسه، قضى الأقباط الخمس حياتهم داخل السجن المشدد ورغم تقديم عدة طلبات خلال السنوات الماضية لإعفاء عنهم لم يتم الاستجابة، مشيرا أن هاني وهيب نجح في استكمال دراسته داخل السجن والحصول على ليسانس حقوق، وأيضا نجح الآخرين في أعمالهم بالسجن، مشيرا أن مدة العقوبة انتهت منذ 4 سنوات  ولم يتم الإفراج عنهم ، وهو دفعهم لمناشدة وزير الداخلية الإفراج عنهم لاسيما أن الأقباط يعيشوا في قرية أخرى بعيدا عن قريتهم التي وقعت فيها الأحداث، وأن أسرهم تنتظر عودتهم والإفراج عنهم ليستريحوا أيامهم القليلة المتبقية بعد أن ضاع شبابهم 25 عاما داخل السجن، ولاسيما أنه لا احد يتذكر شيئا ألان سوى أن يتم تحقيق العدل بالإفراج عن المحبوسين بعد قضاء مدة عقوبتهم .
 
ولم يكن الحكم فقط بالحبس على إل 6 أقباط ب 25 عاما، بل كان العقاب لجميع أقباط القرية بالهجوم عليهم ونهب منازلهم وتهجيرهم وتهجير قرية قبطية أخرى مجاوره لهم ليس لهم أي صلة قرابة بالفتاة، ورغم وفاة أحد الستة المحبوسين بالسجن ، إلا أنه حتى الآن مازال الخمسة الآخرين يقضون الحبس رغم إنقضاء مدتهم القانونية منذ سبعة شهور، منذ الحكم عليهم عام 1993، وهو دفع أسر المحبوسين الذين أصبحوا فى سن الشيخوخة بعد أن ضياع شبابهم خلف القضبان، إلى الاستغاثة بوزير الداخلية، لسرعة الإفراج عن المحبوسين بعد قضاء مدتهم القانونية، حيث أن الجهات الأمنية مازالت تتعنت في الإفراج بحجة الدواعي الأمنية .
 
وناشدت شقيقة كحول احد المحبوسين الرئيس عبد الفتاح السيسى التدخل لاخلاء سبيل المحبوسين بعد انتهاء مدتهم القانونية منذ 4 سوات مؤكدة ان الاوضاع هادئة وهم يعيشون فى منطقة اخرى بعيدة عن موقع الاحداث ، ولا توجد اى مخاوف امنية عليهم فمرور 28 عاما كفاية لتغير امور كثيرة ، وظلت السيدة تبكى وهى تقول " هل يظل هؤلاء فى محبسهم حتى موتهم ، لابد من وجود حل لرفع المعاناة عنهم حتى يعودوا لاسرهم