عليــــــاء داود
شارع إبراهيم باشا "ش الجمهورية حالياً"، القاهرة، نوفمبر ١٩٤٢. عندما كانت أوروبا جزء من مصر وليس العكس. يظهر في الصورة مشهد خارجي لفندق شيبرد السابق أعظم فندق في العالم في ذلك الوقت، الذي قال عنه سفير بلجيكا في برلين البارون «دونوتونيا»، "أتشكك كثيراً إذا ما كان يوجد في إحدى العواصم الأوروبية فندق تتوافر به وسائل الراحة والتسلية، كتلك التي وجدتها في فندق شبرد." 
 
نزلت به أهم الشخصيات العالمية مثل إمبراطورة فرنسا "أوجيني"، و"شارلي شابلن" وغيرهم. وكانت شرفة الفندق البارزة من إحدى ردهات الطابق الأرضي هي الشرفة الشاعرية الأفخم في العالم لدرجة أن الرسام الإنجليزي لانس ثاكيري قد ألف كتاباً للرسومات عن مصر باسم "الجانب المضيء لمصر" 
 
عام ١٩٠٨، وكانت من ضمن رسوماته "روميو وجولييت في شرفة فندق شبرد"، كما يظهر في الصورة محل "لورانس و مايو" وهو محل بصريات إنجليزي، الأفخم في العالم أيضاً في ذلك الوقت وله فرع كبير في الهند حالياً. 
 
أما مدينة القاهرة فقد فازت عام ١٩٢٥م بجائزة أجمل مدن العالم، في مسابقة أجمل مدن دول حوض البحر الأبيض المتوسط و دول أوروبا، متفوقة على باريس وبرلين ولندن! وكان يُضرب بها المثل في النظافة والرقي والتخطيط والتنسيق على مستوى العالم، وكانت بحق أرقى مدينة في العالم لدرجة أنه عندما كان يتم تجميل مدينتي لندن أو باريس، كانوا يفتخرون أنها أصبحت راقية ونظيفة مثل القاهرة. 
 
إنها المدينة الوحيدة في العالم التي كانت تمتزج بها حداثة باريس وسحر فيينا وعراقة اسطنبول كما قال عنها أحد الرحالة الأوربيين قديماً، والتي كانت تظهر بها أحدث خطوط الموضة قبل أي بلد أوروبي. إنها القاهرة التي أسست أول محطة لتشغيل الطاقة الشمسية في التاريخ، ليس على مستوى الشرق فقط، بل العالم بأسره، وذلك في حي المعادي عام ١٩١١م.