نادر شكرى 
فى الوقت الذي تخطو فيه مصر عدة اتجاهات نحو المواطنة وإعلان الإستراتيجية الجديدة لحقوق الإنسان ، والتأكيد على التعايش المشترك ، تظهر قوى الشر بمركز سمالوط بالمنيا ، لتعكس غير ذلك ، وتضرب بكل مبادئ المواطنة والتعايش المشترك وحرية الاعتقاد بعرض الحائط ، ويصبح الأمر أكثر خطرا عندما تقع انتهاكات ضد النشء بالمدارس ، وسط صمت لوزارة التربية والتعليم .
 
واقعة تحتاج لتحرك سريع لإنقاذ ما فعله مدير المدرسة وبعض المعلمين المتطرفين معه ، من خلق حالة ذعر وإشعال الطائفية داخل مدرسة الثورة بعزبه بشري بقرية اطسا سمالوط  بالمنيا ، عندما طالب المدرسين الطلاب الأقباط بخلع الصلبان التى يرتدونها البعض  مثل سلاسل يتم وضعها برقابهم ، وهو أمر معتاد فى القرى  بارتداء الصليب كنوع من الايمان المسيحى .
 
ووصل الأمر عند إذاعة الأمر  بين الطلاب المسلمين ، مما تسبب فى هرج وفوضى ، عندما طارد الطلاب المسلمين زملائهم الأقباط لقطع الصلبان ، وإلقائه على الأرض ، فى أمر مثير وغير معتاد أن تخلق إدارة المدرسة هذا الانقسام والطائفية بين الطلاب .
 
يقول احد أولياء الأمور : ان مدرسة الثورة هي مدرسة ابتدائي واعدادى ، وفوجئ بأولاده قادمين للمنزل فى حالة ذعر وبكاء ، وعند سؤالهم ، قالوا ان إحدى المعلمات قامت بضرب طالب مسيحي لأنه ضرب ابنها بالمدرسة وخرجت وطلبت الطلاب المسلمين بقطع اى لصيب يرتديه اى طالب مسيحى ، وتسبب الامر فى حالة مطاردة بين الطلاب وتم قطع الصلبان واهانت المعلمة الصليب امام الجميع بكلمات مسيئة .
 
وتابع الاب : ذهبنا للادارة التعليمية بسمالوط وقدمنا شكوى ضد مدير المدرسة الذى اتهم ايضا بامور اخرى تجاه الطالبات ، وشرحنا ما تعرض لها أبنائنا وقطع الصلبان ، واصطحبوا بعض الطلاب وشرحوا التفاصيل للإدارة التعليمية بسمالوط ، التى أبلغت الأمر للإدارة بالمنيا ولكن حتى كتبت هذه السطور لم يتم اتخاذ اى إجراء ضدهم .
 
وقال أب أخر ان أولياء الأمور الأقباط قرروا عدم ذهاب أبنائهم للمدرسة لمدة ثلاثة أيام متتالية بعد ما تعرضوا له من حالة ترهيب ، وتحريض الطلاب المسلمين على زملائهم الأقباط ، فى واقعة خطيرة من إدارة المدرسة التى أحدثت انقسام كبير بين النشء ، وخلقت حالة من الكراهية بين الطلاب ، على عكس ما تقوم بها المنظومة التعليمية من زرع الحب والمواطنة والتعايش بين الطلاب .
 
وطرح الأقباط عدة أسئلة هل يليق بالمعلمين ان ينزعوا ما يعبر عن حرية العقيدة لكل شخص وهل يجوز ان يتم نزع الحجاب أو منع الحجاب إذا كان الأمر يتعلق باى إشارة للديانة ، وهل يعقل ان يحرض البراعم من الأطفال ويزرع فيهم هذا النموذج من الكراهية ، لاسيما بعد ما شاركوا فى نزل الصلبان من رقاب زملائهم ، فكيف يتم علاج هذا الأمر وكيف يتعامل الطلاب مع بعضهم البعض بعد ذلك بعد جريمة ارتكبت فى حقهم بإشعال الكراهية والتحريض على الأخر .