شناطة حبيب
احكى لحضراتكم عن  الأم تريزا المصرية، الراهبة ايمانويل التى يمر على رحيلها تسعة سنوات بعد ايام
 
مئة عام إلا القليل من الأيام من(1908 حتى 2008 )هي رحلة إيمانويل ، قضتها في عشق خدمة الفقراء والمحتاجين، لتصنع أجمل قصص الحب
الراهبة ايمانويل اسمها الحقيقي مادلين سنكان ولدت‏,‏ في بروكسل عام‏1908‏ لعائلة ميسورة وحصلت علي شهادات في العلوم الفلسفية والدينية دخلت سلك الرهبنة وبعدها بعام هجرت أوروبا لتكرس حياتها لخدمة الفقراء في الشرق الأوسط‏.‏
 
هي نموذج للإنسان الذي يعيش لاخوته في البشرية‏..‏ يعمل لأجلهم‏..‏ يمسح دموعهم‏..‏ يخفف آلامهم‏..‏ يشاركهم أحزانهم‏..‏ ويصنع معهم أفراحهم‏..‏ تركت بلدها وطافت البلدان التي يعيش فيها المحتاجون والفقراء والمهمشون‏..‏ ساعدتهم فتنقلت من بلجيكا ـ حيث ولدت ـ إلي فرنسا حيث درست ثم إلي الهند وبعدها استقرت في مصر‏..‏ وهبت حياتها لخدمة الزبالين وجامعي القمامة فأقامت لهم أول حضانة وأول مدرسة وأول مستشفي وعملت بأقصي طاقتها لتخدمهم وتنقلهم من علي هامش الحياة والمجتمع إلي فئة البشر والانسان
 
بدات رحلة عطاءها عام 1971 بمنطقة عزبة النخل، استأذنت قاطنيها ان تسكن بجوارهم في إحدى عشش الصفيح وكان الجواب أهلا وسهلا بك معنا.
في عزبة النخل كانت تعمل في الصباح في حضانة الأطفال وليلا كانت تعلم الخياطة للفتيات، وانشئت فصول محو أمية للرجال.
ولم يقتصر الأمر على عزبة النخل بل ذهبت لتطور من منطقة طرة بالمعادي، وعندما علم أهالي حي الزبالين بما فعلته طالبوها لتنضم لمنطقتهم، وهناك عاشت 20 عاما في حي الزبالين أو الجنة كما تفضل أن تسميها.
 
بدأت بالمنطقة ببناء مدرسة لأن المنطقة كانت مزدحمة بالأطفال الغير متعلمين فتم بناء مدرسة جبل المقطم الخاصة الأطفال، وحرصت في بداية عهدها بالمنطقة على القضاء على ظاهرة الزواج المبكر للفتيات، وكانت حجر الأساس في عدد من المشاريع والأبنية للمنطقة منهم مركز دار الفتاة وكنيسة العذراء مريم ومستشفى المحبة، كما ساهمت في بناء عدد من الجوامع، فلم تكن تفرق بين مسلم ومسيحي فهي كانت تخدم مجتمع فقير
وتكفلت بدفع 55 ألف جنيه، وهو مبلغ مهول في ذلك الوقت، لتدخل الكهرباء للمنطقة، ويظل كل بيت حتى الآن يدين بالفضل لها في ذلك.
 
حصلت على الجنسية المصرية عام 1991 منحها لها مبارك نظرا لجهودها في مصر، بعد أن طلبت هي ذلك من زوجته سوزان مبارك.
 
لم تتردد الأخت إيمانويل في محطتها الثانية بمصر في التوجه الي نيويورك مع ابنها الروحي خبير البيئة الدولي الدكتور منير نعمة الله وتقنع البنك الدولي بلباقة شديدة بأهمية الاهتمام بحي منشية ناصر ليري مشروع التنمية الحضارية الأول النور بمنطقة المقطم‏..‏ بعد ان شرحت أهمية مصر بالنسبة للانسانية‏,‏ وتحدثت باسم مصر وطبقة جامعي القمامة‏,‏ وليسجل البرنامج التنموي البيئي لجامعي القمامة نجاحا ضخما خلال قمة الأرض بـ ريو بالبرازيل عام‏1992.‏
 
ورغم انها تجولت في جميع دول وعواصم العالم إلا انها أحبت مصر وشعبها وكانت دائما ما تقول أن مصر شعب مضياف وكريم ولديه قدرة على تغيير نفسه للأفضل