محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، صباح اليوم الاثنين، في قاعة كليمينتينا منظمي مسابقة عيد الميلاد والمشاركين فيها والتي تقوم على إعطاء صوت للشباب من خلال دعوتهم لتأليف أغانٍ جديدة مستوحاة من عيد الميلاد وقِيَمه.
 
وجّه بابا الفاتيكان، كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يسعدني أن ألتقي بكم، على أبواب زمن المجيء، الفترة التي تُدخلنا كل عام في عيد الميلاد وسرِّه. هذه السنة أيضًا، ستكون أنواره خافتةً بسبب عواقب الوباء، الذي لا يزال يثقل كاهل عصرنا. وبالتالي، نحن مدعوون لكي نسائل أنفسنا ولكي لا نفقد الرجاء. إن عيد ميلاد المسيح لا يتناقض مع المحنة التي نعيشها، لأنه بامتياز عيد الرحمة والحنان. وجماله متواضع ومليء بالدفء البشري. إنَّ جمال عيد الميلاد يتألق من خلال مشاركة تصرفات صغيرة من الحب الملموس. فهو لا يبعدنا عن عالمنا الداخلي، كما أنّه ليس سطحيًا، ولا أداة للتهرُّب والمراوغة؛ وإنما على العكس، هو يوسِّع القلب، ويفتحه على المجانية، وهبة الذات، ويمكنه أيضًا أن يولد ديناميكيات ثقافية واجتماعية وتربوية.
 
تابع البابا فرنسيس يقول وبهذه الروح أطلقنا الميثاق التربوي العالمي، وهو تحالف تربوي واسع من أجل تنشئة أشخاص ناضجين، قادرين على التغلب على التشرذم والتناقضات وعلى إعادة بناء نسيج العلاقات من أجل إنسانية أكثر أخوة. ولتحقيق هذه الأهداف هناك حاجة للشجاعة: الشجاعة لكي نضع الشخص البشري في المحور ونضع أنفسنا في خدمة الجماعة. هناك حاجة للشجاعة وإنما أيضًا للإبداع. فعلى سبيل المثال، لقد قمتم بتأليف أغاني جديدة لعيد الميلاد وشاركتموها من أجل مشروع أكبر، مشروع يؤمن بالجمال كدرب للنمو البشري، لكي نحلم معًا بعالم أفضل.
 
أضاف البابا فرنسيس يقول يطيب لي أن أكرر كلمات القديس بولس السادس: "هذا العالم الذي نعيش فيه يحتاج إلى الجمال لكي لا يقع في اليأس". أي جمال؟ لا الجمال الزائف، الذي يقوم على المظاهر والغنى الأرضي الفارغ والذي يولد الفراغ. لا، وإنما جمال إله صار جسداً، وجمال وجوه، وقصص، وجمال المخلوقات التي تكوِّن بيتنا المشترك والتي - كما يعلمنا القديس فرنسيس - تشارك في تسبيح العلي.
 
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أشكركم أيها الشباب والفنانين والرياضيين الأعزاء لأنكم لم تنسوا أن تكونوا حراسًّا لهذا الجمال الذي يجعله ميلاد الرب يتألق في كل بادرة حب يومية ومشاركة وخدمة. أشكركم وأتوجه إليكم بأطيب التمنيات لكم ولعائلاتكم!