حمدي رزق
احتراز وجوبى، هذه السطور فى التحليل الاجتماعى للأسماء، وحاشا وكلا أن تكون سخرية، فالاحترام واجب لكل اسم ورد فى القائمة، ولكن مهم تتبع تطور أسماء المغنين المصريين، لما له من دلالات فى القاموس اللغوى الاجتماعى المعاصر!

نقابة المهن الموسيقية برئاسة النقيب الفنان «هانى شاكر»، أعلنت عن قائمة أسماء مطربى المهرجانات الممنوعين من العمل الجماهيرى، حفلات وخلافه، وهم: «حمو بيكا وحسن شاكوش وكزبرة وحنجرة ومصطفى زكريا محمد على وشهرته (مسلم)، بالإضافة إلى أبوليلة وأحمد قاسم الشهير بـ(فيلو) وأحمد موزة وحمو طيخة وعنبة وريشا كوستا وسمارة وشواحة وولاد سليم والعصابة والزعيم وعلاء فيفتى وفرقة الكعب العالى ومجدى شطة ووزة مطرية وشكَل وعمرو حاحا».

«حاحا» اسم معتاد من أيام فيلم «حاحا وتفاحة» إنتاج ٢٠٠٦، ولكن «فيفتى.. فيفتى» جديدة خالص، من مفردات المخلصين فى الجمرك، «شطة» معلوم أثره، من البهارات الحريفة مثل الفلفل، ستتوقف كثيرًا، وأحسن لك لا تتوقف طويلًا أمام «شواحة» لا هو اسم ولا هو فعل، من التشويح.. لا تتعجب إنها فرق المهرجانات!!

أفضل ما فعله «هانى شاكر»، نقيب الموسيقيين، أنه جمع الأسماء كلها فى قرار واحد، سيبك من المنع وانعكاساته على ازدهار أغانى المهرجانات، وضرورة توفيق وتصحيح الأوضاع، والذى منه بما يليق بعضوية نقابة عريقة.

حق النقابة، والحق حق، واجتياز الاختبارات من قواعد العمل النقابى.. وبعض هذه الأصوات مواهب حقيقية، وأصوات قوية، وواعدة.. وحققت جماهيرية عريضة سواء فى الكمبوند أو تحت الربع، مطربو المهرجانات سيطروا على ناصية الغناء الشعبوى!

لا ضير طالما وفّقوا أوضاعهم، وصحّحوا كلماتهم، ودقّقوا فى معانيها، ولكن مهم جدًّا من زاوية التحليل الاجتماعى الوقوف هنيهة أمام قائمة الأسماء، والتعمق فى معانيها، والبحث وراءها، ومصادرها، من أين جاءت، وكيف ذاعت، وهل هى من لزوميات المهرجانات، لزوم ما يلزم، شهرة المهرجانات وصِيتها من صِيت هؤلاء وغرابة أسمائهم.

قائمة أسماء غريبة على الأسماع، آخر ما وصلنا إليه فى الغناء الشعبى كان حسن الأسمر وشعبان عبدالرحيم وعبدالباسط حمودة، وهى أسماء عادية واعتيادية وشعبية، تلت أسماء رصينة مثل عدوية وقبله رشدى وقنديل.. وطائفة من الأسماء ذات الأصوات الشجيّة الجميلة المتسقة مع مجتمعها والمعبرة عنه فى زمانها.

تقف مدهوشًا أمام «طيخة» لا أثر لها فى القاموس الشعبى، يقينًا هناك سر فى هذه الأسماء، يوضع سره فى أبسط خلقه، والسؤال: هل أغانى المهرجانات تلزمها أسماء غريبة، بيكا وشاكوش وكزبرة وحنجرة، شىء لزوم الشىء، أسماء غريبة على كلمات غريبة على أداء غريب، غريب أمرهم، تحس أنهم جاؤوها من كوكب زحل فى ميكروباص ١٤ راكب، هل نضبت الأسماء؟ يُقال إنها أسماء شهرة، فيصير السؤال: أين ترعرعت هذه الأسماء؟ والغريب أن الشباب يحفظونها عن ظهر قلب.. له فى ذلك حكم.. فينك يا أستاذ حكم!

الأسماء ظاهرة ملغزة، وتحتاج ترجمة، مثلًا «فيلو» وحمو طيخة وعنبة وريشا كوستا وسمارة وشواحة وولاد سليم والعصابة، «العصابة» صعبة الهضم والبلع كفرقة غنائية، أرق منها فرقة الكعب العالى، وموزة، محتاجة توضيح هل هو من الموز أبونقطة، أم من الموز الضانى؟ «شواحة» يخلو منها المعجم، وعلى رأى عمنا طيب الذكر عبدالفتاح القصرى.. أنا فى عرض المجمع اللغوى!.
نقلا عن المصري اليوم