كتب - روماني صبري 
اتفاق يطوي مرحلة في السودان ويمهد لمرحلة جديدة في مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد، الاتفاق السياسي الذي وقعه رئيس مجلس السيادة مع رئيس الحكومة عبد الله حمدوك ، يضمن عودة الاخير إلى رئاسة مجلس الوزراء وإطلاق المعتقلين السياسيين في الفترة الاخيرة واستكمال اجراءات المرحلة الانتقالية مع التشديد على محورية الوثيقة الدستورية، وشدد الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، على ان توقيع الاتفاق السياسي يؤسس لبداية تحول ديمقراطي.  
 
ويأتي الاتفاق بعد  بعد موجة جديدة من المظاهرات، قال فيها المشاركين ان البلاد شهدت انقلاب عسكري، رافضين حل الجيش حكومة رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك.
 
 فأي تحديات ترسمها المرحلة الجديدة في السودان ؟ واي دور لحكومة التكنوقراط المزمع تشكيلها،في رسم ملامح المرحلة المقبلة سياسيا ومعيشيا؟، واي تأثير لمعارضي الاتفاق في السودان ؟ .
 
يوم الخروج من الازمة 
لمناقشة هذا الموضوع، قال الخبير الامني خالد  محمد عبيد الله :" لا شك ان الاعلان السياسي، هو يوم الخروج من ازمة سياسية استمرت ٣ اشهر وكادت ان تضر باللحمة الوطنية.
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، نحمد الله ان الحكماء والعقلاء في السودان تمكنوا من جمع الصف.
 
مشددا :" غلب الدكتور حمدوك الجانب الوطني وابدى استعداده للإستمرار في الانتقال السياسي من اجل مصلحة المواطنيين. 
 
لافتا :" هذا الامر وجد استحسان لدى جموع الشعب السوداني، خاصة القادة السياسيين وزعماء القبائل والعشائر وجميع مدن السودان.  
 
وقتها سيكون الشارع السوداني بلا داعم 
 
هل يمكن ان يكون هذا الاتفاق ارضية مقبولة لاعادة الامور الى نصابها وربما توسيع قاعدة الاتفاق في فترة ما لتشمل الاطراف التي تعترض الان عليه ؟ .
 
وردا على هذا السؤال، لفت الكاتب والباحث السياسي عمار عوض،  الاتفاق فعلا يتحدث في احد البنود على حوار سياسي. 
 
وتابع :" على ان يتم ادارة المرحلة الانتقالية وفق اعلان سياسي يدور حوله حوار بين كافة القوى السياسية بلا استثناء مع اقصاء فقط حزب المؤتمر الوطني.
 
مشيرا :" مما ينتج عن الاتفاق تاسيس للدستور، لكن بالمقابل ايضا المتابع للشارع السوداني يجد ان هناك حالة عدم رضا كبيرة، فثمة من لا يريدون المواصلة في الشراكة وان يتم تسليم السلطة للمدنيين ويقولون  لا حوار لا تفاوض.  
 
وراى :" لكن دخول حمدوك الان اعتقد انه أربك المشهد بشكل كبير، وربما يقود للانقسام في الشارع السوداني.
 
موضحا :" هنالك من يرى ان حمدوك كان يمكن ان يستميت  في الدفاع عن الانتقال وعن الوضع السياسي الذي كان قائما وغيرها من الامور.
 
مضيفا :" وهنالك من يرى ايضا ان الامر كان فيه تحكيم لصوت العقل وحقنا للدماء، وذلك بعد ان ارتفعت وتيرة الدماء بشكل متزايد، حيث شهد  يوم ٣٠ نوفمبر سقوط شهيدين، وبعدها سقط اخرون.
 
 موضحا :" ففي يوم بلغت الاعداد ١٨ ضحية ويبدو ان ذلك كان مؤشر لحمدوك قاده لهذا الشان بالتوقيع على الاعلان السياسي.
 
لافتا :" ثمة سيناريو يقول : ستواصل النخبة الثورية والشباب وتنضم اليهم الاحزاب السياسية في عملية مناهضة هذه الاجراءات.
 
مستطردا :" وهذا السيناريو  لن يحظى بدعم المجتمع الدولي الذي يدعم بشكل كبير هذا الاتفاق، لذلك سيكون الشارع السوداني بمفرده بلا داعم. 
 
كما لفت :" اما السيناريو الثاني هو انه بعد اطلاق سراح المعتقلين  ستخرج بعض القوى السياسية لتكون جزء من الحوار السياسي الذي سيطرحه حمدوك داخل الحكومة ثم تبدأ بالتغييرات.
 
مشيرا  :" فاذا اردت ان تجري انتخابات في السودان ستحتاج الى احزاب سياسية لان هذا الاتفاق يتحدث على انه بنهايته سيتم تسليم السلطة لاحزاب مدنية.