بقلم - مايكل دانيال
صباحكم او مساؤكم بكل الخير و ذلك بحسب توقيت قراءتكم للمقال، اليوم اكتب اليكم بعد انقطاع دام لعدة اسابيع، و صدقوني فقد أشتقت جداً لـ وجودي في وسطكم حيث الامان ذاته في عالم من الضجيج... فأنتم لي وطن.

في البداية لي سؤال..
من منا قانع بان الناس هم مرآه لنا؟
أعتقد ان الاجابة هي "الكثيرين" بل و المعظم يظن ان الناس هم مرآتنا و فيهم نري عيوبنا الحقيقية و هو – من المفترض - ما يجعلنا نعمل علي تغيير تلك العيوب لتصبح هي مواطن قوتنا و هكذا، و لكن للأسف...
ربما كانت هذه هي الاجابة الصحيحة قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي.. فما يراه الناس الان، هو ما نريد نحن ان نظهره لهم و ليست عين الحقيقة.

و لنفهم اولاً المقصود بالـ مرآة..
فكلِ منا لا يعيش بمعزل عن الاخرين، و تعاملنا معهم هو ما يجعلهم يروننا بشكل ما – قد يكون مغايراً للحقيقة - ، و هو موضوع هذا المقال... فهنا تكون تلك الرؤية (سواء حقيقية او مزيفة)، ما هي الا أنعكاس ذواتنا علي من نراهم الي درجة ان نستطيع رؤية انفسنا بوضوح في حديثهم عنا، بل و في نظرتهم الينا!

و للأسف.. فالبعض يجعل من هم حولة يرون فقط ما يريدهم هو ان يروا، و ليس حقيقته العارية، و رغم نسبية الحقيقة الا ان الرؤيا الصادقة غالباً ما تحمل احد أوجهها، الا انه و في الحالة المشار اليها تكون الصورة الذهنية المرتبطة بهذا الشخص علي نقيض حقيقته تماما، و قد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في هذا بشكل كبير.. فكلِ يضع علي صفحته الخاصة ما يريد للأخرين ان يروه فقط بغض النظر عن مصداقية ذلكَ!!

مثال: احد الاشخاص و هو من بيت متواضع و مهنته كذلك – و هذا بالمناسبة لا يشين في شيء - ، تعود ان يحضر الكثير من الحفلات العامة عن طريق علاقة بأحد الأشخاص المعروفين نشأت عن طريق الصدفة،  ثم دأب يستغل اي فرصة ليقف ملاصقاً لأحد الشخصيات العامة ثم يميل اليه بحديث باسم قد لا يتعدي في الكثير من الاحيان الترحيب به!!

ماذا نتوقع عند رؤيتنا لمثل هذه الصور له علي مواقع التواصل الاجتماعي و خصوصاً لو كان مكتوب تحتها "حديث باسم مع سيادة...." !!!

هل هنا سيكون رد فعل من حوله هو مرآه حقيقية لذاته، ام انعكاس لصورة كاذبة هو من أوحي بها في الاساس!!

ألاكثر كارثية هو حينما يصدق هذا الشخص كذبة، هو من صنعها و روج لها جيداً، لـ يتعالي علي البعض ممن يحملون له حباً حقيقياً، بل و غالباً ما يقبل هؤلاء هذا التعالي منه – ليس شعوراً منهم بالدونية – و لكن لانه من اوحي اليهم بانه يعيش في برج عاجي عالي جداً و مهما حاولوا فلن يستطيعواً يوماً الوصول اليه!

علي الهامش:
نسبية الحقيقة تجعل منها شيئاً هلامياً لا يمكن الامساك بجميع أطرافه، و كلِ ينظر فقط الي الجانب الذي يريد النظر اليه، و جميعنا مختلفون في زوايا الرؤيا، حتي و ان تشابهنا في بعض النقاط.. و طوبي لمن يستطيع سبر اغوار النفس ليري الروح عارية دون اي رتوش.

نقطة و من اول السطر:
عزيزي/ عزيزتي .. متي اردت ان تكون مرآه الناس صادقة لتري فيها وجهك الحقيقي، فما عليك سوي ان تكون حقيقياً فقط... او أكذب و اعلم انك كاذب دون ان تتخذ من الناس مرآة لتعضدد بهم كذبك، و تذكر دائماً انه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كلة و خسر نفسة و قبلهم كل محبيه الصادقون!!