( نجوى خطّها قلمي اليوم الاثنين 29\11\2021 بعد زيارة لراس علي حيث الطبيعة السّاحرة وحيث  علّمت هناك قبل 41 سنة )
   زهير دعيم
وتفوحُ الذّكرياتُ وتبوحُ
وتعود بي بعيدًا
 الى هاتيكَ الأيامِ الخوالي
الى الماضي الجميلِ
العابقِ بشذا الشّبابِ وعطرِ الأماني
تعودُ بي الى  " راس علي "
وطواحينِ الرّاهبِ
والنَّبعِ المُتدفّق أبدًا
فأجدُ نفسي والقداسةُ من حولي
أهيمُ في معارجِ التّاريخِ
كُنتُ هناكَ أسيرُ
 كنتُ أطيرُ كما فراشات الوادي
 أرسمُ لوحةَ عزٍّ في الوجوهِ الحالمةِ ...

 البسيطةِ
وأزرعُ الحرفَ في طلّاب   " البراكيّات "
والمطرُ ينقطُ من السّقف حينًا
  والرّاعي يعزفُعلى نايهِ  قرب النافذة
أعزوفة الربيع  حينًا آخَر
فتروح شحرورةٌ  هائمةٌ تغرّدُ
على الرفرفِ البعيدِ أُغرودةَ المحبّة
 وأستفيقُ ..

فإذا أنا برفقةِ الكاهنِ الجميلِ ووالديْه
أمامَ قصرِ الطواحين
 ورائحةُ الخبزِ الشّهيِّ
تملأُ الأجواءَ والنُّفوسَ
لتصل ...
 الى معهدٍ سما فوقَ الرِّيح ِ
وغرّدَ على عتبةِ الحياةِ
أُغنيةَ الطّموح
فأنتشي ...

- كنتُ هنا قبل أربعة من العقود –
يصرخُ الوجدانُ
فأروحُ أقبضُ على التّاريخِ بكلتا يديّ
 وكأن الأربعين سنةً مرّت كما يومِ الأمس
 مرّت خيالًا جميلًا
 واضحت واقعًا أجمل ..